الحلمة الصفراء

كلما طرأت هيئة المواصفات والمقاييس على البال تأتي معها الحلاوة الطحينية. الأخيرة تستدعي خبزة ساخنة إذا ثبتت نظافتها، أما الأولى فهي مثل «القراقيش»، الطعم لا علاقة له بالأمر. طعم الحلاوة الطحينية بمكوناتها معروف… حلو المذاق، أما طعم هيئة المواصفات القياسية السعودية فغير معروف، إذ لم أستطع تصنيفه هل هو «ماصل» أم أن هذا هو الحاصل، لست أدري، إنما المسألة في المكونات. وسبب الارتباط بين «نواشف» وهيئة المواصفات هو قصة الحلاوة الطحينية وما أثير عن  مكونات مضرة فيها، حيث ضربت تلك القضية صدقية الهيئة المعنية بالجودة عندما تراجعت على الملأ ثم صمتت!
اطلعت أخيراً على إعلان للهيئة عن علامة الجودة وجائزتها حيث أشار إلى «تطبيق» المواصفات. ونعلم أن الهيئة الموقرة لا تطبّق بل تشرع لا غير. منذ زمن بعيد تصدر مواصفات وتأتي سلع من دون مواصفات فتعتذر هي أنها مشرّعة لا منفّذة. لنترك الإعلان والجائزة إلى صراخ الرضع.
قبل فترة حذَّرت هيئة الغذاء والدواء السعودية من حلمات رضاعة يابانية الصنع ماركة «بيجون» وصينية ماركة «ميلكو». يمكنك العودة إلى موقع الهيئة «www.sfda.gov.sa» لمزيد من التفاصيل. مرت أسابيع ثم قرأنا هذا التصريح: «وقال الرئيس التنفيذي لشركة بيجون السيد شيجرو ياماشيتا أن منتجات الشركة تستوفي شروط الجودة العالمية، مؤكداً التزامها المستمر بتزويد السوق السعودية بأفضل المنتجات»، ثم أضاف: «وحول ما أثير عن منتج الحلمة (الصفراء)، أفاد السيد ياماشيتا بأن هذا الصنف بالذات حائز على شهادات تثبت تطابقه مع المعايير والمقاييس الأميركية والأوروبية واليابانية، وتم استيراده في المملكة بعد إصدار شهادة تؤكد سلامته وجودته من هيئة المواصفات والمقاييس السعودية». انتهى.
نريد أن نعرف كيف منحت هيئة المواصفات شهادة لمنتج ثبت لاحقاً من فحص هيئة الغذاء والدواء أن فيه خطورة على صحة الرضع؟ وكم هي المواصفات المماثلة يا ترى؟ وهل تقوم الهيئة الموقرة بفحص المنتجات قبل إصدار شهادات لها نظرياً أم ورقياً؟
***
اقرأ معي:
«أصدرت محكمة صينية حكمين بالإعدام على شخصين لتورطهما في فضيحة الحليب الملوث. كما أصدرت المحكمة حكماً بالسجن مدى الحياة بحق المديرة السابقة لشركة ألبان (سانلو)، وهي أكبر الشركات المتورطة في الفضيحة. ويخضع 21 شخصاً للمحاكمة شمال الصين – حيث مقر شركة سانلو – لضلوعهم في عمليات إضافة مادة «ميلامين» الصناعية الى الحليب، لجعله يبدو وكأنه ذو نسبة مرتفعة من البروتين». انتهى.
ادعوا معي أن نرى قريباً مثل هذه الأحكام في بلادنا… آمين.