لين وأصوات

طالب رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ إبراهيم الغيث، المعلمين بأن يتعاملوا مع الطلاب باللين، وهو محق في المطالبة. العلاقة بين المعلم والتلميذ لا بد من ان تكون علاقة رحمة واحترام وتقدير، وأنا بدوري اطالب فضيلة الشيخ بأن يتأكد من تعامل بعض رجال الهيئة مع المواطنين باللين والاحترام، وان تكون هناك مبررات حقيقية لا لبس فيها للتدخل في الخصوصيات. كتب لي الاخ تركي فهد من الخُبر في المنطقة الشرقية، انه ذهب للتنزه مع زوجته على شاطئ البحر، فجاء من ينشده: «وش تقربلك» مع تحقيق عن اسماء الأمهات! من دون تعريف بنفسه بإبراز بطاقته الرسمية، التي لم تصدر وتختم إلا لتبرز! لا دليل سوى سيارة عليها شعار رسمي مع جندي، لم يكتف الموظف بذلك، بل عندما لم يجد شيئاً يذكر قال: «أبستر عليك»! يستر ماذا؟ الله اعلم، مثل هذه التصرفات تسيء للوظيفة الجليلة لهيئة الأمر بالمعروف، وتحبط خططها وجهودها في تحسين الصورة، وتغذي مشاعر سلبية ضدها.
***
خسرت شركة سابك في مشاريع بالخارج، فعادت لرفع أسعار الحديد في الداخل، كل هذا تم بالطبع من خلال «خطط علمية مدروسة». يظهر لي ان الخسائر ايضاً جاءت من «خطط علمية مدروسة». الخسائر تستدعي المحاسبة إلا اذا كانت الأزمة المالية العالمية «منشفة كبيرة»، اما سوق الداخل فأصبحت الصدر الحنون مثل صدر الأم يأتي له الابن باراً كان أو عاقاً، فيجده مرحباً حاضناً… قيل قلبي على ابني وقلب ابني على… مزيد من «المصروف»!
***
اطرف ما قرأت أخيراً مقال لفراس عالم في مدونته، عنوانه وحده يكفي لإيصال الرسالة، إذ عنونه كالآتي: «أيها المواطن اللئيم لماذا لا تشتري سيارة؟».
***
سألني احد الأصدقاء: لماذا لم تفعل وزارة الصحة السعودية ما يتناسب مع  تحذير الجهات الصحية في دولة الإمارات العربية من تلوث منتجات شركة «فارماكير» من الأدوية؟ حيث اكتشف تلوث مباني الشركة ومصنعها ببكتيريا قاتلة، قد تسبب التهاباً رئوياً حاداً يؤدي للوفاة. مضيفاً – صديقي – ان منتجاتها مازالت معروضة. للعلم فإن التحذير صدر قبل مدة طويلة نسبياً في قطر، وتداول الناس على الإنترنت قصاصة اعلان عنه.
العجيب ان هناك مكتباً تنفيذياً لمجلس وزراء الصحة في دول الخليج، إذا لم يكن من مهماته مثل هذا التحذير الخطير على صحة الناس، فما هي المهمات إذاً؟ وأي دور تنسيقي يقوم به؟ أم أن دوره بات أو «نام» محصوراً في المناقشات وطرح المناقصات؟
نعود لسؤال الصديق العزيز… لماذا لم تفعل وزارة الصحة شيئاً يذكر؟ قلت ربما انها لا تريد فتح فمها، بعد أن طالبت الآخرين بإقفال افواههم.
***
اخيراً:
لم يعد السكوت من ذهب بل صار من «الصحة»!