بدلاً من الحرق… هل من مستثمر؟

القارئ أحمد الحسين علّق على مقال «إطارات»، مفيداً بأن هناك دولاً متقدمة استفادت من الإطارات (كفرات السيارات) المستعملة في رصف الطرق بعد إعادة تدويرها. والواقع أن صديقي اللدود عبدالعزيز الغامدي «أبو محمد» صاحب مقولة: «كل بروتين والعب بالطين»! سبق أن أخبرني بهذه المعلومة، لكنني لم آخذ بقوله على محمل الجد، لأسباب موضوعية شبيهة بـ «موضوعية» قنوات فضائية لا تخفى على فطنة القارئ؟ إنما من المصادفات الإيجابية أن ألتقي قبل أيام بعربي من السودان «متألمن»، أي صار ألمانياً بحكم الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تسر الخاطر في العالم العربي، بسبب هذه الأوضاع هو مستقر في ألمانيا لأكثر من ثلاثين عاماً وهو مهندس ومهتم بقضايا البيئة والطاقة النظيفة وصناعات التدوير، أخبرني الرجل عن تقنية إعادة استثمار الإطارات المستعملة، وأنها علم متشعب، منه استخدامها في سفلتة الطرق بحيث تضاف إلى المادة الإسفلتية لإطالة عمرها، أيضاً إعادة تصنيعها، لتتحول إلى إطارات مجددة بضمانات أوروبية من ناحية السلامة عند الاستخدام، ضمان لمدة سنة على الأقل. أتحدث عن ضمانات معتبرة مختلفة عن الضمانات التي يحصل عليها المستهلك المحلي تلك التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ولأن لدي خبرة سابقة في الصناعة وأعلم ما وصلت إليه تجربة صناعة تلبيس الإطارات في السعودية، من خلال مصنع أقيم لهذا الغرض ولم يجد القبول، كنت متشككاً، لكن ما سمعته عن تلك التجربة في إعادة الاستخدام بعد التصنيع أقنعتني بإمكانية الجدوى، المعنى أن الحرق المتوقع للإطارات المستعملة والمصادرة هو خيار خاسر وخسارته مركبة، فهل من مستثمر أو مهتم قبل الحرق؟ أظن أن وزارة النقل مع التجارة والبلديات، بحكم علاقتها برصف الطرق والإشراف على المقاولين والنظافة، معنية بهذا الأمر. التكامل هنا مطلوب لحماية البيئة وتقليل الفاقد بالاستفادة من ما يعتبر نفايات مضرة الآن، لعل الشركات المستهلكة للإطارات مثل شركات نقل البضائع والركاب تضع هذا الأمر في الاعتبار، فهل من مستثمر؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على بدلاً من الحرق… هل من مستثمر؟

  1. سعدعبدالمجيد الغامدي كتب:

    اذا كانت الجدوى الاقتصادية لانشاء مصنعا لتدوير الاطارات المستعملة محليا غير ذات جدوى بالنسبة للمستثمرين الجادين، اما للتكاليف العالية للمصنع وللتشغيل والصيانة، واما لقلة المردود المالي، أو أن كمية الاطارات المستعملة لا تكفي لانشاء مصنع في السعودية لتدويرها. لكن هناك حل ايضا مناسب وهو اعادة تصدير الاطارات المستعملة الى شركات التدوير في الخارج. حيث تستخدم مادة خام لتلك المصانع. ويمكن ارساء هذا العمل الى متعهدين في مناطق المملكة لجمع هذه الاطارات من محلات التجزئة بسعر مناسب ومن ثم يتولى شحنها الى الخارج متعهد شحن، وبذلك نحافظ على البيئة ونوفر فرص وظيفية، ونوفر دخل اضافي للبلد. وذلك يستمر حتى تتضح الرؤية ويصبح هناك جدوى اقتصادية من انشاء مصنعا لتدوير الاطارات المستعملة في السعودية.

  2. جاسم كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اتمنى سيدي الفاضل أن تتطرق لموضوع مهم جدا حول عمل المرأة في تطبيق الأراضي العقار بصفه عامة حيث أصبح بعض النساء يمارسن هذه المهنه بلا رخصة وبلا علم في هذا المجال من أجل الحصول على الكثير من المال وكما تعلم الأمور الغير نظاميه التي تحدث من وراء هذا العمل من الرشوة وغيرة و لدي تجربة سابقه خسرت فيها الكثير من المال
    قد أطلعك عليها ليستفيد منها الغير وحتى لا ينخدع الناس وراء الوعود الزائفه .

    شكرا لك

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    سؤال واحد استاذي ايش اللي يجعل الشخص يشتري اطار مستعمل اساسا وهو عارف مخاطره وياليت تحيله لمن يهمه الامر . ويومئذ الامر لله وشكرا ,,,

  4. طارق بوسبيت كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،،،،،،
    يوجد أدناه رابط لموقع مصنع في الدمام يقوم بتدوير الإطارات وتصنيع مواد أخرى منها.
    مع أطيب التحيات
    http://www.saudirubber.com

  5. ALI كتب:

    مالم يوجد دعم حقيقى من الدولة فلن تقوم صناعة التدوير
    مسؤلي الدولة ليس لهم اى توجه فى دعم المنشات التى تحافظ على البيئة
    انا مطلع عن قرب على الشركة السعودية لمنتجات المطاط بالرابط اعلاه وسبق وانا حاولت الشركة عرض خدماتها على الامانة بأخذ الامتياز على المكب للنفايات وتحديدا الاطارات الا ان الامانه اذن من طين واذن من عجينوتفضل الامانه ردم الاطارات او حرقها.
    مع العلم ان مدة تحلل الاطار فى التربة تصل الى 400 سنة
    ايضا الشركة اوضحت لامين البلدين ان النظام العالمي لهذا النوع من التدويل مدعوم من الدولة الحاضنة على غرار انه جاء بفكرة الاستثمار فى تدوير الاطارات الا انه احضر الفكرة من الغرب مبتورة

  6. GM Saudi Rubber كتب:

    هناك مستثمر لكن لابد من الحرق
    اخ عبدالعزيز السويد
    مررت على مقالك واحببت تعديل العنوان
    فالبلديات كما وسبق الذكر فى الردود لاتعنيها البيئة لامن قريب ولا من بعيد
    بين ليلة وضحاها وبعد افاقتها من سباتها العميق تريد ان تتحول من نظام خدمي الى نظام استثماري على حساب المواطن والمستثمر
    منذ زمن ليس بالبعيد زار امين المنطقة الشرقية احدى الدول الغربية وجاء بفكرة الاستثمار فى تدوير الاطارات على انها فكرة جديدة .. ولا يعلم الله يهديه ان المصنع موجود منذا 15 سنة.. وللاسف جاء بالفكرة وعرضها على المستثمرين ولكن من دون مقوماتها… لذلك تجدها فى ارشيف الامانة بالشرقية
    اما بانسبة لرصف الطرق بالاسفلت المعلج بالمطاط… مع وزارة الطرق والمواصلات .. فردد ياليل .. ما اطولك
    ان اردت المزيد لصياغة مقالك بشكل يتناسب ومستوى الدعم من قبل الجهات المعنية فاتصل بي

التعليقات مغلقة.