بيئة وحطب

المحافظة على البيئة من الاهتمامات الجميلة والمتعبة،
وجوه الجمال فيها معلوم أمرها، أدناها راحة نفس وضمير، وشعور يعتري الفرد بأنه ليس عالة على ما حوله، ولا ماكينة تصنيع نفايات! اما التعب فهو لأن غالب ما ومن حولك لا علاقة له بهذه المسألة – عملياً – وإن سمع عنها.
في تقدير البعض ان هناك شركات نظافة، وانه لا يمكن ان تنظف أو تحافظ على الكون… إلخ مما تعودت على سماعه.
وأخيراً، بدأ تنفيذ قرار منع الاحتطاب، بما فيه منع بيع الحطب المحلي. في المقابل فتح الباب على مصراعيه لاستيراد الحطب والفحم من مختلف المصدرين، والتمييز بينهما صعب، إلا انه قرار وجيه، مثلما نحن فقراء مائياً أيضاً، فإن بيئتنا فقيرة ومنهكة. والمحافظة على البيئة الفقيرة هي في تقديري فرض عين على كل فرد. بالطبع ارتفعت الأسعار قبل أيام قليلة منذ بدء المنع… وتضاعفت، وهذا أمر متوقع.
الأصل هنا في قرار المنع هو ايقاف قلع الأشجار وقتلها، وهي قليلة ونادرة لو توافرت، لهذا من المتوقع ان يسهم ارتفاع الأسعار الحالي في توفير سوق سوداء مغرية لمزيد من الاقتلاع والاحتطاب، لذلك فإن المنع لن يفيد إن تركز في اسواق الحطب وما حول المدن والمحافظات، بل يجب ان يوجد هناك على منافذ الصحراء، وهو امر ليس بالسهل، انما لو جنّدت إمكانات المحافظات والمراكز مع التوعية، لتمّ الحد من الاحتطاب الجائر في مهده، لتبقى الأشجار واقفة، لأن مصادرته في السوق لا تحقق الهدف.
الامر الثاني وهو في غاية الأهمية. أن هناك مواطنين يعيشون، ويعيلون أسرهم بالاحتطاب والتفحيم، وهم في الغالب بسطاء فقراء، قد يكون هذا النشاط الموسمي مصدر دخلهم الوحيد، وهناك نماذج مثلاً في المدينة المنورة ومحافظة الليث، وما حولهما من مراكز وقرى، حيث يعيش بعض المواطنين على التفحيم من الفقر، ولدي بعض المعلومات عن أحوالهم الصعبة، لا اقل أن يُلتفت إليهم، وتُصلح أحوالهم، أو يُعاد تأهيلهم لأعمال اخرى. من غير المعقول أن يصبح هؤلاء الفقراء ضحايا. القرار مهم ويجب حمايته، وأيضاً حماية آثاره على الفقراء، ثم ان اصلاح احوالهم لن يكلف الكثير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على بيئة وحطب

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي يعني اذا منع عنهم مصدر الرزق هذا من وراء قرار المنع
    ولم يتاح لهم مصدر يأكلوا منه اذا بدر من احدهم لاسمح الله اي تصرف سرق والا نهب والا قتل فعلا مشكلة والمثل يقول طال عمرك (المال عديل الروح) ربي ينور عليك وجزاك الله خير

  2. أسامة لبزان كتب:

    الأخ عبد العزيز المحترم

    يعجبني طرحك المتوازن للقضايا محل النقاش والتي تحاول ألا يطغى حق الوطن على المواطن والعكس في الحاضر والمستقبل. فلو أن متخذي القرارات نظروا إلى مآلات الأمور لتجنبنا كثير من الإصلاحات وتفادينا كثير من التكاليف الإجتماعية والاقتصادية.

التعليقات مغلقة.