ربات البيوت و«البطة»

نحن بحاجة إلى مزيد من الانفتاح النظامي تجاه كل نشاط خاص جديد، كلما كان النشاط يحقق فرص عمل لمواطنين أو مواطنات أفراداً كانوا أم مجموعات بصورة شرعية… نظيفة، ويوفر خدمة أو منتجاً… فإن الواجب يقول إن اتجاهاً مثل هذا يحتاج إلى الدعم لا إلى التضييق أو المنع. ومنذ سنوات لجأت بعض ربات البيوت إلى تجهيز المأكولات في المنازل بحسب الطلب، ونجحت كثيرات منهن في توفير خدمات لها سوق وطلب، وقد وردت لي معلومات عن اتجاه للتضييق على هذا النشاط وربما منعه، إما بحجة احتمالات التسمم أو غيرها. وأسهل إجراء تقوم به البلديات والأمانات هو المنع والغرامة، لكن ما النتيجة؟ وما مآل ربات البيوت اللاتي استطعن تحقيق دخل شريف لهن ولأسرهن؟ هل سيذهبن إلى الضمان الاجتماعي عندها؟
الحاجة إلى تنظيم نشاط مثل هذا تأتي باستيعابه وبمعرفة نقاط ضعفه والتجاوزات فيه إن وُجِدت، بحيث يتم التعامل معها بما لا يضر صاحبات النشاط، لأنه يحقق توظيفاً أمثلَ لربات بيوت بما فيه الحصول على دخل شريف. ومجتمعنا يشكو من البطالة وهي بين النساء أكبر، وهنّ نسبياً الأكثر حاجةً وراء أسوار. كما أن هذا النشاط يوفر خدمة استطاعت تحقيق ثقة لدى بعض المستهلكين. إن في المنع أو التضييق إجراء مستعجلاً يطيح آمال وأحلام من بادرن إلى تحقيق اكتفاء شخصي والاعتماد على النفْس ويحرم أسراً من دخل نظيف.
في تحقيق لصحيفة «الاقتصادية» استطاعت بيروقراطية أربع وزارات تأجيل 14 نشاطاً للسيدات في المنطقة الشرقية مكّن منها وقدم لها الدعم صندوق الأمير سلطان لدعم المشاريع الصغيرة للسيدات: يد تفتح الأبواب وأيدٍ تغلقها؟ ألا تكفي مثل هذه الحواجز، ليفكر البعض بالتضييق على من لم يحصل على دعم واعتمد على نفْسه؟
أما البطة فهي وسيلة نقل صغيرة «دراجة نارية صغيرة»، تفشّى استخدامها لدى عمالة البقالات داخل الأحياء لنقل الطلبات. وبحسب علمي أن هذا النوع من وسائل النقل لا تُرخِّص له إدارة المرور، فهو من دون لوحات، بمعنى أنه من دون مرجعية. مع ذلك أصبح مثل سوسة داخل الأحياء تسرح وتمرح في الضحى والناس في أعمالهم. نعم قد تكون لها حاجة، أيضاً لها أضرار من الاجتماعية إلى المرورية… مع عمالة غير نظامية درج بعضها على استدراج العاملات والنساء وكفلاء لا يعلمون شيئاً عن أعمال يغطونها بستار الرخصة. وهي مع سيارات نقل الطلبات الصغيرة التي لا تلتزم بنظام مروري «حتى لا يبرد الأكل»، بحاجة إلى تقنين وتنظيم صارم. وفي ما نُشِر أخيراً عن استغلال عاملي طلبات لهذه الخدمة لممارسات غير أخلاقية دليل كاف، وما خفي كان أعظم.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على ربات البيوت و«البطة»

  1. abu saad كتب:

    ايش هذه البطة ؟؟؟
    أنت مبدع

  2. abu saad كتب:

    آسف وجدت البطة
    ولازلت عند كلامي أنت مبدع بمعنى الكلمة زادك الله توفيقاَ وحرصاَ

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي موضوع الطبخ في المنازل من قبل بعض العوائل الكريمة
    في مجتمعنا ليس جديدا وهو قائم من عشرات السنين ويمارسه الكثير من العوائل التي اشتهرت بعمل اكلات معينة وبعضهم يكونوا
    من الاكتفاء المادي تماما مما يجعلهم يرفضوا اخذ اي مبالغ مالية بل
    انهم يطبخوا مجاملة للبعض اما البقية ماحد فيهم مفكر بتصريح .
    اما البطة (الدباب) الصغير ان اعتقد استاذي انه قضى حوائج بعض
    الاسر ممن لايمتلكون سائقين او من يعولهم وارى اذا حدثت مشكلة
    من واحد او اثنين لانعممها وانت تعرف استاذي انه فيه عوائل تنتظرمن يناولها قرص العيش تقديري استاذي ,,,

  4. فضل الشمري كتب:

    مرحبا بالاستاذ القدير ابوسعود , ألان أنا أقراء عن السماح بقيادة المراءة للسياره ولعل الكثير من البطات سوف تختفي عن ألانظار بعد أن يسمح للسيدات بقيادة السياره !!! أما الممارسات الغير أخلاقيه للبطات فهذه قضية خطيره يجب الوقوف عندها بشيء من الذكاء والجديه , ولك أجمل ألاماني … !!!

  5. ياسر الرميح كتب:

    أستاذ عبدالعزيز لك كل الشكر على مقالك المميز أن كل يوم أشتري الجريدة علشان هذا المقال , موضوع ربات البيوت هو نموذج يتكرر في كل سلوكيات القطاع الحكومي والقطاع الحكومي أقواله رأسمالية و أفعالة أشتراكية!

  6. سعود كتب:

    في السابق كان الناس يعملون في كل المهن رجالا ونساء بكل همة وحيوية ونشاط …رزق حلال وعزة نفس وكرامة انسانية فالرجال في مزارعهم ومصانعهم وتجارتهم ورحلاتهم واسفارهم لطلب الرزق والنساء قل ان توجد منهن من ليس لها عمل كما هن الان فكان لهن وظائف ومساهمات عدة في البيت ونشاطات تجارية وصناعات يدوية والبيع والشراء وغيره الكثير ولم يكن احد منهم يستجدي احد ….لا اذكر على رغم الفقر وقلة الموارد انني رأيت من يشحذ في المساجد او الاسواق رجلا او امرأة الا ماندر جدا فالكل كان يعمل بهمة وعزة نفس وكان الله يرزقهم وهو راض عنهم وهم راضون عنه….الى ان جاءت الطفرة فانقلبت الحال وزاد الطين بلة ظهور اعلاميون عليميون وانصاف متعلمين ومنافقين تعلموا المهنة في رؤوس اليتامى بدلا من ان يترجموا توجيهات الحكومة لنقل اراء الناس ومطالبهم للحكومة والمسؤولين بكل صراحة وحيادية حولوا وسائلهم الاعلامية الى معاريض شحاذة فجاءت موضة لدى الكتاب والاعلاميين في حث الناس على الاستجداء والشحاذة من الامراء والتجار عبر تبني وطرح طلبات الناس وحاجاتهم في وسائل الاعلام باسلوب استجدائي حزين مع شوية دموع وموسيقى حزينة تهز العواطف ثم يتجاوب اولئك بكل اريحية وشهامة وحسن نية للعون فتنهال التبرعات بكثرة مغرية فيشتهر الاعلامي ووسيلته شهرة كبيرة ويزداد توزيعها وتنجح الى ان يقوم كل ذي حاجة وكل ذات حاجة بالتوقف عن الانتاج المتعب الى ماهو اسهل بطرق ابواب وسائل الاعلام تلك من صحافة او تلفزيون اوراديو لايصال حاجانهم الى المسؤولين بنفس الطريقة البكائية وهكذا حتى انتشرت روح الاتكالية والاستجداء والشحاذة بدلا من العمل وضاعت عزة النفس وكرامة المواطن واصبح اولئك الاعلاميين ابطالا يحسبون انهم يحسنون صنعا بينما اماتوا كرامة الكثير
    انا الوم بعض وسائل الاعلام لانها اسست على جرف هار من الجهلة والمنافقين وانصاف المتعلمين فاوصلونا الى مانحن فيه من كسل وتنبلة ونفاق وذلة وقلة كرامة ودلاخة حتى لا اجد شعبا اخر على وجه الكره الارضية يشبهننا في قلة الانتاج والسلبية وكوننا عالة على غلات الارض وعلى ماتنتجه الشعوب الحية
    اسف انا شوي متحمس ولكن هذه هي الحقيقة وارجو لا تزعل كونك اعلامي فانت تعرف من اعنيهم واجزم انك تفكر مثلي بدليل كتاباتك والحل هو ان يعيد الاعلام للمواطن كرامته بتشغيلة وبث روح العمل والمثابرة فيه عبر المطالبة بوقف الاستقدام بتاتا ليضطر المواطنون للعمل بايديهم كاي شعب اخر كما كانوا سابقا بدلا من الكسل والشحاذة ولا تقولوا اذا اوقفنا الاستقدام فمن سيقوم بكذا وكذا ولا تقولوا لابد من وضع خطة للتوطين الخ الخ فكل هذا كلام فاضي سمعناه ومازلنا منذ اكثر من ثلاثين سنة ولم يتغير شيء ومن يريد الشفاء فلا بد من شرب الدواء ولو كان مرا …اذن اذا نريد الناس تعمل فالجئوهم الى العمل بالحاجة اليه اضطرارا لا بالنصح والتوسل لهم بالعمل وسط بحر من المستقدمين الملكعين من شعوب خبرت اللكاعة من قرون ولا يمنعهم دين او حياء او عادات من فعل كل شيء حلال او حرام لكسب المال والمواطن هنا سيكون هو الخاسر الا اذا خلت البلاد منهم فسيعمل حينها وفق دينه وتقاليده ومصلحة وطنه
    انا شوي متحمس ولكن هذه هي الحقيقة اخي عبدالعزيز وارجو النشر ان لم يكن في ذلك مايسيء لاحد وشكرا

التعليقات مغلقة.