منذ أكثر من عشر سنوات واستشاري أول طب وجراحة العيون الدكتور عثمان بن محمد العمر يخصص يوم الخميس من كل أسبوع لعيادة مجانية يستقبل فيها المرضى المحتاجين في «روضة سدير»، يراجعه فيها أفراد من مختلف المناطق، ويجري جراحات ويعالج، مخصصاً وقتاً للمراجعة الطبية. يخرج من الرياض مقر عمله إلى منطقة سدير (190 كيلومتراً تقريباً)، وكنت سمعت عن هذا من دون تفاصيل إلى أن التقيت الدكتور عثمان عند رجل الأعمال القريب من مجتمعه وناسه الأستاذ عبدالعزيز الشويعر «أبو زكي»، الذي بادر بلطافة وبهجة بالتنويه بجهود الدكتور عثمان في معالجة المحتاجين مجاناً مع التزام يحتاج إلى جهد ومثابرة وكلفة.
لا أشك أن هناك آخرين من نماذج الأطباء الإيجابية الذين لم تعمهم تجارة الطب، سواء في تخفيف الرسوم على المرضى أم التجاوز عن حالات المراجعة، إنما هذا ما وصل إلى علمي، ومن حق الدكتور عثمان وأمثاله الإشادة بجهودهم وتقدير مبادراتهم، وهو ليس في حاجة إلى مثل هذا المقال إنما آخرون هم الأكثر حاجة. في جانب آخر نرى مستشفيات ضخمة تتوالد فروعها كل فترة نتيجة النجاح في «البزنزس»، لكننا لا نرى من واحد منها تخصيص يوم لعلاج الفقراء والمحتاجين مجاناً، وهو أمر غريب، خصوصاً مع ضغوط الطلب والحاجة على القطاع الصحي الحكومي وعدم توافر أسرّة إلخ… ما هو معروف عن الوضع.
بل إن بعض هذه المستشفيات يتفنن في التسويق وإصابة الفواتير بالأورام غير الحميدة.
في مقابل مبادرات جميلة ورائعة ملتزمة مثل ما يعمل عليه الدكتور عثمان أعانه الله وسدد خطاه، هناك وجه آخر، أخبرني به صديق أثق بمعلوماته، عن استشارية لامعة لا تكتفي بالرسم الكبير للدخول إلى عيادتها، بل تتجاوزه إلى بيع عينات الأدوية الى المرضى! أي تلك العينات البسيطة التي يقدمها مسوّقو شركات الأدوية مجاناً للعيادات والمستشفيات لحث الأطباء على وصفها. تخيّل هذه المفارقة… هل هي محتاجة؟ بالطبع لا، لكنها مع أمثالها في عالم آخر غير العالم الذي يوجدون فيه.
وزارة الصحة معنية بتقدير مبادرات الأطباء الاجتماعية، خصوصاً تلك التي لا تشوبها شوائب التسويق المزخرف، إنهم يخففون الضغط عليكم ويفتحون نوافذ لمرضى محتاجين ويُشِيعُون الترابط في المجتمع، إذ بادروا بالمسؤولية الاجتماعية الحقيقية مبكرين. هؤلاء هم الأَوْلى بالجوائز والتقدير المعنوي والمساعدة أيضاً في تحمّل التكاليف، أقلها توفير المستلزمات لعيادات مجانية.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
ادعوا الله العلي القدير ان يديم على الدكتور عثمان الصحة والعافية
وان يرزقه من حيث لايحتسب ويسخر له ولابناءه ولااسرته سبل
النجاح والتفوق ويبارك له في ماله وعلمه ومن خلال امثاله تسقط الامطار وتعم النعم . وشكرا استاذنا عبدالعزيز على تعريفنا بهذه النماذج التي تستحق ان توضع في برواز مذهب وتلف اسماءها في
قطعة من حرير.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” الخير في و في أمتي إلى قيام الساعة”.
أخي أحمد :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته …
أود أن أنقل لك صورة أخرى حية و مباشرة من حي النسيم حيث يقيم أحدهم مستوصفًا لطب الأسنان بسيطًا بكل ماتحمله البساطة من معنى وقد خصص يوميًا وقتًا من الفترة الصباحية لعلاج الفقراء والأرامل والأيتام ,كما جعل العلاج مجانًا لجميع العاملين والعاملات داخل المستوصف وكذلك لآبائهم وأمهاتهم وخصم مالايقل عن50%من العلاج لأقاربهم أو لمعارفهم.
وأخيرًا وليس آخرًا …جزى الله أهل الخير ماهم أهله(وأولهم الشمري) وكثر أمثالهم.
والأمل كبير والخير موجود ونسأل الله التوفيق…
الله يجزاة خير ويكثر من امثاله والطيب بالطيب يذكر
الدكتور محمد الفقية استشاري القلب بعد ان تقاعد من المستشفي العسكري يجري عمليات في مستشفيات اهليه بدون ان ياخذ ريال واحد
هناك كثير من هالاطباء السعوديين اللي المفروض يكرمون لخدمه وطنهم وبرزو في تخصصهم عالميا ومنهم الدكتور السبيل استشاري رزاعه الكبد مثل هالاسماء تطرز سماء الوطن … ولكن نحن لا نكرم الا المغنين واللاعبين الذين لا يستفيد منهم الا انفسهم فقط
صدقني اول مرة اسمع بالدكتور .عثمان العمر حفظه الله وما يقوم به واللوم على الاعلام كما احب دائما ان اتهم .
وقد والله فرحت جدا جدا جدا لوجود من يقوم بمثل عمله لانني كنت اظن اننا فقدنا كل معاني النخوة والانسانية ….شكرا د. عثمان وشكرا د. الشمري الذي ذكرته الاخت بنت الباشا
اعدتوا فينا الامل …. واقترح منكم استاذي رفع خطاب على شكل برقية لوزير الصحة لحصر قائمة الاطباء الانسانيين اولئك وتكريمهم بجوائز وشهادات هي حق لهم اكتسبوه بقلوبهم الكبيرة وتسمية شوارع او مراكز او مواقع باسمائهم لحث الاخرين على العمل مثلهم
شكرا استاذي مرة اخرى ان عرفتنا على نواحي انسانية موجودة لدينا ولكنها معتم عليها
الدكتور عثمان العمر نموذج يجب ان يتحدا به اغلب الدكاترة السعوديون في إعمال الخير وخاصة في مسقط راسهم
واتمنى منهم الاستفادة من جمعية اطباء بلاحدود