مهرجان الجراد

«تجردت» أمام خبر نشرته صحيفة «الجزيرة» يقول إن أمانة مدينة الرياض تعتزم إقامة مهرجان «للسمن والأقط والفقع والجراد»، وكلها معقولة إلا الجراد، والخبر نُشِر يوم الاثنين على لسان مدير سوق الربوة للخضار.
الطريف أن غرض تصريح مدير السوق كان الإشارة إلى عدم تقيد بعض المحال بالاشتراطات «الصحية»! مع شكوى من قلة المراقبين!
لماذا يا ترى تعتزم «أمانة الرياض» إقامة مهرجان للجراد؟ ربما لأن «الزراعة» تلاحقه، ومن الواضح أن الجراد لا مرجعية له فأصبح من ضمن تداخل الصلاحيات!
جراد أول مثل تجار «منول» راح معهم، أما الجراد الحاضر فيكفي أن الصديق الذي لفت نظري للخبر زوّدني بجملة روابط أخبار سابقة تحذّر من أكل الجراد، لخطورته على صحة البشر، بسبب رشه بالمبيدات الحشرية، معظمها نُشِر العام الماضي وما سبقه. التحذيرات تتكرر مع كل موسم جراد. الطريف أن بعض هذه التحذيرات صدر من إدارة صحة البيئة التابعة لأمانة مدينة الرياض نفسها، التي ستقيم المهرجان… فهل تغيّر الجراد وأصبح يُرَش «بالكتشب والمايونيز»، بدلاً من المبيدات الحشرية الفتاكة؟! وهل سيتم صيده بقفازات بلاستيكية نظيفة مماثلة لما تلزم به المطاعم؟! لا أتوقع أن «الأمانة» ترى في الجراد محصولاً ربيعياً أو منتجاً من منتجات البادية مثل الأقط والسمن، كما لا أظن أنها تخاف عليه من الانقراض فهو من الكائنات المهددة بالانفجار.
إذا تم الإصرار على مهرجان للجراد لا بد ان تلتزم الأمانة بالشروط الصحية فتختبر كل جرادة للتأكد من سلامتها للاستهلاك الآدمي، وتضع تاريخ صلاحية، فهي ما زالت تؤكل لدى البعض حتى ولو كان بعض قليل، فلا أعرف أحداً يربّي الجراد للزينة، بخاصة أنه يعيش في «خياش» لا في أحواض أو أقفاص.
***
يقترح صديقي أبو زيد إنشاء جمعية لمتابعة شؤون أعضاء الجمعيات الأخرى! ليس هناك خطأ في السطر السابق… فهو يرى أن إنشاء الجمعيات كثُر وتعدّد إلى درجة تحتاج إلى مَنْ يتابعها ويتأكد من قيامها بواجباتها تجاه من أُنشئت لأجل خدمتهم، لا أن تكون من المظاهر الإعلامية التي يستفيد منها بعض قليل للظهور على السطح.
***
شركة المياه الوطنية «الوليدة» لم تعلق على ما نشرتُه هنا ونشرته صحيفة «الرياض» لاحقاً عن تعميمها لمصانع المياه المخالفة للاشتراطات والسماح لهم بفترة 45 يوماً لإصلاح أوضاعهم على حساب صحة العطاشى… «الرمح على أول ركزة» يا شركة المياه.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على مهرجان الجراد

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب امس اوردت نشرة اخبار اخر ساعة من العربية خبرا عن مهرجان للجراد في قرية الفاشر شمال دارفور في السودان يعني مابينهم وبين العالم اللي بتنذبح سوى كيلومترات معدودة يعني ماهو غريبة ان يقام مهرجان للجراد لدينا يمكن من اجل اجتذاب جراد الفاشر .

  2. يوسف الغانم كتب:

    بخصوص المقطع الاخير من مقالك كاتبنا العزيز وهو المياة وما ادراك ما المياة ، نحن في بريدة نشرب ماء غير صالح للإستخدام الآدمي وبعلم مصلحة المياة واعترافهم بذلك ….لكننا افضل من غيرنا على الاقل الماء موجود ….ومن اراد ماء نقياً فأجهزة تحلية المياة موجودة وهذا ما جعل الشركات تتنافس على افتتاح فروع لها في القصيم نظراً للاقبال الشديد عليها اذ لا يوجد بيت يخلو من جهاز تحلية ، والتى لو جمعت قيمتها لاستطعنا مد انابيب من الخليج العربي وشربنا مياه محلاة

التعليقات مغلقة.