اجتماع… جماعة المبيدات

طالبت أمانة جدة باجتماع عاجل لشركات مكافحة الحشرات، وحذرت من التخلف عنه، الناس سيقولون، أو هم قالوا بالفعل، إن تصاعد الاهتمام من الجهات المعنية ليصل إلى اجتماع عاجل يوم أمس ربما سببه وفاة طفلين دنماركيين! ولا يلام الناس، بعد وفاة 13 طفلاً وتسمم كبار وتنويم في العناية المركّزة، لعل عناوين الشركات والمؤسسات في جدة متوافرة لدى الأمانة ومحدثة… حتى يصل الفاكس العاجل!
كتبت في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي مقالاً بعنوان: «القضية ليست… بعارين»، عن قضية الطفلين مسرة وميسرة، وهما من ضحايا المبيدات وصرخة والدهما لأن القضية توقفت – ويظهر لي أنها ما زالت متوقفة – عند إيقاف صاحب الشقة المجاورة من دون النظر في باعة المبيدات ومستخدميها. نترك الجذور لنتلهى بالنتائج، كان في العنوان رسالة واضحة لوزارة الزراعة، ومثلها أوضح لوزارة البلديات، لكن اجتماع أمانة جدة العاجل لم يصدر إلا بعد وفاة الطفلين الدنماركيين! من جهة أخرى، وزارة الزراعة في بيانها الأخير الذي أعلنت فيه حظر 23 نوعاً من المبيدات السامة وتقييد العمل بمبيد فوسفيد الألومنيوم الذي قتل الأطفال، استندت إلى مرسوم ملكي خاص بنظام  استخدام المبيدات في دول الخليج، المرسوم صادر في عام 1427هـ ونحن في العام 1430هـ، فلماذا تأخرت الوزارة في تنفيذ هذا المرسوم الملكي؟ صاحب القرار يصدر القرار والجهة المنفذة تتلكأ أما نتيجة هذا التأخر في التنفيذ فهي زهور تذبل محرقة قلوب أهاليها… قاتل لا تعرف كيف تتعامل معه ربما يأتي من جارك الجاهل أو المتجاهل، لكن وزارة الزراعة صعَّدت من لهجتها – انسجاماً مع الحدث الأخير – حينما قالت في بيانها إنها غرَّمت أربع شركات مبلغ 240 ألف ريال، «الله أكبر» حسناً… ماذا استفاد أهالي الأطفال المتوفين من الغرامات، وأين تعويضاتهم أليسوا أهم من مزارع الدواجن؟ ثم ماذا تم في قضايا وفيات الأطفال السابقة «13 طفلاً»، هل يُكتفى بهذه الغرامات؟
من باع مبيدات شديدة «السمية» لعمالة بدائية مسؤول كامل المسؤولية عمّا حدث. المبيدات تقتل الحياة… وتسمم الأراضي والمياه الجوفية، وهي «قطاع» مهمل، وتوج إهماله الفوضى في بيعه واستخدامه… وطوال فترة السكوت عنه، مؤسسات وشركات الخدمات العامة بعمالتها البدائية وأجهزتها المتقدمة خصوصاً «اللطمة» مسؤولة، والجهات التي رخصت لها معنية برقابتها أكثر مسؤولية. أنواع المبيدات المركزة الخطرة متوافرة حتى في محال وأقسام العناية بالحدائق والمشاتل، بعضها لا يوجد عليه حتى حرف واحد باللغة العربية.