بين التشهير والفساد

يطرح القارئ الكريم غازي العتيبي قضية مهمة، الوجه الأول لها التشهير بأسماء وأعراض، أما الثاني فهو نشر صور مسيئة لضحايا الجرائم. هناك أكثر من قضية كنموذج لتسرّب معلومات خاصة، لعل آخرها حادثة الفتيات المفقودات في حي السويدي وكيف أن تعميم الشرطة انتشر بما فيه من معلومات شخصية وأسماء، حتى رقم الجوال، ونشر موقع «سبق» أيضاً خبراً عن ذلك. ورتق هذا الشق أمر واجب، ومعرفة مواقع الثقوب والتسرّب في غاية الأهمية. الغريب أن ينتشر تعميم مثل هذا في حين أن المبلّغ عن قضية تخصه ومست أمنه الشخصي لا يحصل على صورة من بلاغه وهو من أبسط حقوقه!؟
أما الجانب الثاني، ومحوره الصحف اليومية «الورقية والإلكترونية»، فهو نشر صور «مؤلمة» لضحايا في أوضاع مأسوية، من دون مراعاة لحرمة الموتى ولا لمشاعر أهاليهم، والنموذج هنا أكثر من حادثة… «من دون تقليب المواجع». وسبق أن طرحت هذه القضية في الصحف من دون أن يسفر الطرح عن نتيجة إيجابية، وخلال عملي الصحافي كنت ضد استخدام مثل هذه الصور أياً كان التنافس الصحافي على أشده، ومهما قيل عن الأسبقية و «خبطات» ستحصل عليها صحيفة منافسة، في تقديري أن الصحافي لا يمكن أن يكون محايداً هنا، فهو أولاً وتالياً إنسان… له قيم لا يمكن المراوغة بها أو عنها. هذا الجانب من التشهير واستخدام صور مؤلمة يفترض أن تنظمه المواثيق الصحافية وأنظمة النشر، والمعني به في هذه المرحلة… هم رؤساء التحرير وإداراته في كل مطبوعة ورقية أو افتراضية، ولن أذكر هنا دوراً لهيئة الصحافيين… فهي حتى الآن تقبع في عالمها الخاص.
أما تسرب التعاميم والبيانات بما فيها من معلومات شخصية تؤثر سلباً على أصحابها مسيئة لهم، فهو أمر غير مقبول وأضراره بيّنة. وينبغي حسم التجاوزات فيه، وهو من مسؤولية الجهات الأمنية والأخرى التي تتعاون معها.
***
تتواتر الأخبار «الهامسة» عن نشاط مرتفع الوتيرة لرجال المباحث الإدارية في إحدى «الجهات» الحكومية، وهي جهة كانت بعض «مشاريعها» وما زالت مثار تساؤلات وطروحات حفلت بها أعمدة عدد من الكتاب.
هذه الجهود الخيرة مما يبهج كل مواطن، لأن رجال المباحث الإدارية هم في طليعة المحاربين وحملة لواء مكافحة الفساد، وهي قضية وطنية ملحة، ويتوقع منهم الكثير كماً وكيفاً، هم مستحقون للإشادة والدعم على رغم بعدهم عن الإعلام، مع أن الأخير… متاح… يمكن لهم استخدامه، لأن في التواصل معه إضافة أبعاد وزخم لجهودهم، ما يعزز تحقيق أهداف حملة خادم الحرمين الشريفين لمكافحة الفساد. الأصل كما أرى في مكافحة آفة الفساد بأنواعه هو الردع والوقاية… والمحاسبة، ولن يظهر هذا إلا بالتعاون «المدروس» مع وسائل الإعلام.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على بين التشهير والفساد

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب اسعد الله ايامك اليوم نكأت الجرح بالمشرط وبدون مخدر وهذا المطلوب تماما ..
    (اولا):-
    بالنسبة للتشهير بمصائب البشر فقبل ان تكون افعال مثل هذه فيها الكثير من الامور المحرمة شرعا فهي (عيب) على من يقوم بهذا الفعل وينبغي ان تكون هناك ضوابط من قبل وزارة الداخلية او وزارة الاعلام اما هئية صحفين لاتسأل استاذنا الحبيب خلصت الانتخابات وكلا اخذ بطاقة وخلصت الطنطنة والتصوير وكل واحد راح يتشدق بالبطاقة وباسمه في المجالس .. الم يسبق استاذي الحبيب ان كتب ستين مليون كاتب عن مايمارس من بعض الاقلام
    من مااطلق عليه (التسول الصحفي ) وتحركت الهئية الله يجزاها بالخير وقالت في بيان طويل عريض انها تتابع ماينشر من مااطلق عليه التسول الصحفي وانها سوف وسوف وسوف وبعدها بااسبوع واحد من اياهم هفنا مقالة من النوع العابر للقارات يمتدح فيها رئيس احدى مؤسسات الطوافة قائلا ( اذا جاء ذكر الوطن تراه في اول الصفوف ) وتوقعنا ان الهئية سوف وسوف وسوف لكن ماصارت ولا سوف واحدة ولاحتى نص سوف وكنا نتمنى التشهير بعناصر وبؤر الفساد الاداري والمالي والذين اصبحوا يتبخترون واثقين الخطوات وفي وضح النهاروتحميهم عناصر من المنتفعين والمصلحجية وفق سياسة امسكلي واقطع لك الله يقطعهم ويتبصر فيهم ياكريم هم وكا فاسد حقير في هذا الوطن الطاهر .
    (ثانيا):-
    اما بالنسبة للمباحث الادارية او وزارة الداخلية بكافة مفاصلها فهي الامل بعد الله عز وجل وانتهز هذه الفرصة لعرض اقتراح استاذي والمتمثل انه لو تم تفريغ لجنة متابعة لما تنشره وسائل الاعلام من كتاب الرأي واستاذي في مقدمتهم وتعليقات القراء واخذ اراءاهم وانطباعاتهم لسهلت عليها امور كثيرة وجمة حيث ان الواقع يقول ان هناك شئ من التطنيش من قبل الجهات الرقابية لما تثيره اقلام بعض كتاب الرأي والذين يكتفون معظمهم للاسف الشديد بالانزلاق في تلبية دعوات الجهات التى يتم نشر اي موضوعات تمسها وهذا هو الاسلوب المتخذ في السنوات الاخيرة بيد ان هناك الكثير من الجهات ومنها وزارة الحج على وجه الخصوص استخدمت اسلوب عدم الرد والتجاوب مع ماتطرحه وسائل الاعلام وتكاد تكون هي الوزارة الوحيدة والتي ليس لها متحدث اعلامي او ناطق رسمي لها
    شكرا استاذي وشكرا للحياة جعلها الله دوما نبراسا لبقية الصحف .

  2. خالد الخشرمي كتب:

    تحية طيبة
    استمتعت إلى لقاء الأستاذ عبدالعزيز السويد في إذاعة MBC
    وقد بعثت بتعليق لم ينشر هناك
    أرجو أن ينشر هنا بالنص ودمتم
    “عبدالعزيز السويد رجل يستحق لقب إنسان، إنه يتقرب إلى الله بقلمه. إنني أستفيد من مقالاته وأتأثر بها أكثر من خطب الجمعة. له الود كله. خالد الخشرمي، أبها “

  3. يوسف الغانم كتب:

    يسعد اوقاتك يابو احمد
    المسئولون في المباحث الادارية لهم جهود يشكرون عليها ، لكن المشكلة في المسئولين الذين يتعاطفون مع بعض اكلة الرشوة، وكمثال على ذلك ….
    يوجد عندنا مقاول نزيه وينفذ اعماله بكل امانة ،وعند اتمام احد المشاريع وجاء وقت التسليم طلع له مهندس وبدأ يبحث عن عذاريب في المشروع ولما لم يجد قالها بالصراحة ، لن اوقع لك الا بدهن السير ،ولم يطلب مبلغ كبيراً فقط 50000ريال ..لكن المقاول اتصل بالمباحث الادارية وعملوا كمين للمهندس وتم القبض عليه بالجرم المشهود ..المهم من هذا ان المقاول صار غير مرغوب فيه عند مدير الادارة والموظفين تعاطفاً مع زميلهم ، اذن الربع دارين ويعرفون والحال من بعضه
    باختصار المخلص هالايام غير مرغوب فيه واذا صمم وركب راسه فانه سيتعب نفسه وسيخسر مستقبله وسيردد مقوله ” ان حكينا بلشنا وان سكتنا قهر ”
    لكن هناك من يقول اللي تكسب به العب به
    والله ما فيه شيء خافي كلنا نشوف اشياء ما تنبلع لكن ما باليد حيلة دام الضمائر ميتة والامانة ضايعة بضياع الوازع الديني

التعليقات مغلقة.