«العمل»… ما العمل؟

قالت وزارة العمل السعودية إنها غير مسؤولة عن التأخير في تطبيق قرار تأنيث محال بيع الملابس النسائية، وإن «المجتمع بمكوناته وظروفه هو المتسبب في التأخير»، أقترح على الوزارة تشكيل لجنة عليا بينها وبين «المجتمع بمكوناته وظروفه» لمناقشة أسباب هذا التباطؤ، هذا سيتيح زخماً من الاجتماعات الجديدة للمجتمعين دائماً… مع التباطؤ.
وذكرت الوزارة أنها لضرورات الطفرة الاقتصادية التي تعيشها السعودية خفضت نسب توطين الوظائف، ويظهر لي أن الوزارة ما زالت تعيش مرحلة طفرة… لم يعد يراها أحد، إذ عصفت بها أزمات اقتصادية داخلية وخارجية آخرها الأزمة المالية العالمية، وهو ما يوضح مواكبة الوزارة للمستجدات!
أما الكشف الذي أعلنته الوزارة فهو أن عدد العمالة السعودية في منشآت القطاع الخاص لا يتجاوز 13 في المئة لا غير، ما يشير إلى «تجاوب» هذا القطاع على رغم محاولات الاستمالة و «الطبطبة»، أيضاً يؤكد «نجاح» خطط الوزارة!
اقترح على حقوق الإنسان تولي الدفاع عن المجتمع الذي أصبح مشجباً لكل إخفاق وتراخ في الإصلاح، ولأن المجتمع عريض تضيع داخله الاتهامات، فليس له سجل تجاري ولا ترخيص استثماري، أما إذا خالف المستثمر «شريك الطفرة الاقتصادية»… الأنظمة وتاجر بالتأشيرات وزيف كشوفات العاملين في خرق فاضح للقوانين ومنها التزوير، فإن اسمه سيختفي داخل المجتمع أيضاً، ليصبح «إحدى الشركات أو المؤسسات»!
***
اضطر المواطن تركي السبيعي لاستئجار سيارة إسعاف بأربعة آلاف ريال لينقل ابن أخيه مناحي (12 عاماً) من بيشة إلى الرياض، الطفل مناحي فقد والدته وشقيقه في حادثة مرورية وأصيب بالشلل ولم يبق له من الأهل سوى عمه تركي، أنا على يقين أنه لو علم صاحب القلب الكبير الأمير سلطان بن عبدالعزيز أعاده الله تعالى إلى الوطن بالصحة والسلامة والعافية بحالة الطفل «مناحي» فلم يكن ليتردد لحظة في الأمر بنقله بطائرة الإخلاء الطبي مع ذويه معززاً مكرماً كما عهدنا من «أبو خالد» في حالات لا تحصى، يصل بعضها الى الإعلام وأكثرها لا ينشره، وفي العلم أيضاً أن الشؤون الصحية تعرف إجراءات النقل بطائرات الإخلاء الطبي فلماذا لم تساعد؟ والذي شاهد صورة الطفل المشلول في صحيفة «عكاظ» مع فجيعته بوالدته وشقيقه لا بد من أن يصاب بالألم. وفي العلم أيضاً أن إمكانات بلادنا كبيرة، ولا أدل على ذلك من استقبال السعودية للمرضى، خصوصاً الأطفال من الخارج بطائرات الإخلاء الطبي. فلماذا لم تتواصل الشؤون الصحية مع الجهات العليا؟ هنا فتش عن حسن الإدارة!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على «العمل»… ما العمل؟

  1. اولا احب ان اشكرك على مقالتك

    ثانيا : انا ارى ان وزراة العمل محقة في قولها ان السبب في التأخير هو المجتمع ..فأي قرار من جهة مسؤولة لا يمكن ان يتخذ من دون موافقة عامة الناس وخاصة هنا في المملكة حيث الكثير من التعنت والرفض في التفكير حتى بعمل المراة في هذة الاماكن ..مع ان هذة الاماكن هذة اساسا كانت للمراة .فلو تم اصدار هذا القرار .ستحصل الكثير من المشاكل للمراة العاملة في هذا المجال سواء مع بعض المواطنين والمقيمين الرافضين لهذا القرار او حتى من جهات حكومية مثل هيئة الامر بالمعروف . وارى ان الوزراة من ناحية اخرى مخطئة ومقصرة كثيراا في دورها الاجتماعي حيث انها يجب ان تتخذ الخطوات اللازمة من اجل اصدار هذا القرار ..من خلال التعاون مع وسائل الاعلام بكافة انواعها من اجل تغيير نظرة المجتمع وحساسيتة لهذة القضية ..سواء في الجرائد والصحف او في الانترنت من خلال الصحف الاكترونية عن طريق طرح هذا الموضوع في اكثر من مناسبة وتبيان ايجابياتة من كل النواحي.

    من جهة اخرى : بخصوص حقوق الانسان ومطالبات المواطنين ..ارى ان جمعية حقوق الانسان خصصت للحالات المستعصية جدا ولكن باقي المطالب التي تحثت عنها في مقالك فهي ليست مطالب بل هي واجبات اهملتها الجهات الحكومية بسبب اهمال المواطنين نسهم لنفسهم ..

    اشكرك على مقالك والى الامام

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    حبيبنا الاستاذ عبدالعزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    اعتقد ان ممانعة المجتمع ليس على الفكرة انما على الاسلوب الاسلوب مرفوض من معظم شرائح المجتمع والحل في اسواق نسائية مغلقة لايدخلها الا النساء ولنفترض استاذي انه قد تم تأنيث المحلات التي تبيع المستلزمات النسائية ومنها العطور واحب احدهم ان يشتري لزوجته او لاخته قارورة عطر فبالتأكيد لن يأخذها معاه خاصة وانها اذا كانت هدية وهنا تقع المشكلة ولامانع من دخول هذه الاسواق النسائية المغلقة من قبل النساء برفقة اخوهم او ازواجهم ومن الممكن الانتظار خارج المحل ريثما ينتهي النساء من عملية الشراء اما ان يترك الموضوع في دخول الاسواق لكل من هب ودب وفي وسط تأنيث هذه المحلات انا اعتقد ان المجتمع مازال يحتاج الى شوية وعي من بعض شبابنا الله ينور بصائرهم وشاباتنا ..
    اما موضوع تركي السبيعي فردة الفعل معاك حق كاتبنا الحبيب وولاة امرنا لايرضون ابدا بما حدث واتوقع من سمو رئيس الجمعية الخاصة بالهلال الاحمر ان يكون سباقا في بحث الموضوع والتحقيق فيه ان استلزم الامر اما من ناحية الاستجابة فالمؤكد انه قد تمت فور صياغتها في هذه المقالة فزاويتكم الكبيرة استاذي بموضوعاتها متابعة من مختلف شرائح المجتمع والله يجزيكم خير عنا جميعا وشكرا ..

  3. اللهم صبر قلوبنا كتب:

    جزاك الله خير أستاذ السويد لأعطائك مناحي السبيعي مساحه في موضوعك
    وأحب أن أصحح خطأ ارتكبته جريدة عكاظ جهلاٌ منها عن حالة مناحي
    مناحي ليس مصاب بشلل وانما ماهو عليه الآن بسبب أخطاء طبيه عديده ارتكبها المستشفى بحقه نظراُلبعدنا عنه فهو يحتاج لإعادة تأهيله وعلاجه من جديدهذا ماذكره الأطباء في مستشفى الحرس الوطني بعد أن أشرفوا مبدئياُ على علاجه هل تصدق ياأستاذ السويد أنهم قاموا بتربيط يديه وعدم علاجه طبيعياٌ إلى أن أصيب بشد عضلي شديد في جسمه بالكامل وغير ذلك أشياء كثيره تفطر القلب عند سماعها ولقد حاولنا جاهدين نقله ولم نترك باباُ لم نطرقه طوال سبة أشهر وفي الأخير أظطررنا إلى المجازفه بنقله بالأسعاف
    وانا متأكد بأن ولاة الأمر لا يرضون بما حدث عسى ربي أن يشفيه فهو مابقي لأخواته الثلاث وشقيق اصغر كان معه في الحادث لكن نجا بفضل الله بعد أن فقدوا الأب والأم والأخوه الكبارعسى الله أن يشفيه وانا على يقين بأن ولاة الأمر لن يرضوا بهذا كله وحسبنا ربي وكفى

  4. فاطمه بنت محمد كتب:

    جزاك الله خيرا على ماتقوم به من جهود لصالح البلاد والعباد. وليتك تقترح ان تقوم وزارة الصحه بتحديد امراض وحالات معينه تستقبلها جميع المستشفيات الحكوميه وتقدم لها العلاج مجانا دون شركات التأمين . مثل اصابات الحوادث الخطره والسرطان وامراض القلب والسل والسكر والسمنة المفرطه وامراض الدمااغ والشلل والامراض النفسيه وغيرها من الامراض المنهكه والمستعصيه .وغيرها كثير من الأمراض التي تعالج مجانا في دول مثل كندا وبريطانيا . بل ان هذه الدول تدفع مرتبا شهريا للمريض النفسي الذي لا يعمل . وتقدم علاج الاطفال مجانا . وبهذا نحفظ ماء الوجه للمواطن الذي قد تتصدق عليه الصحافه بنشر قصته وفضح حاله على الملأ لعل أحد الكبار يحن عليه ويأمر بمساعدته لتلقي العلاج في بلاده أو في غيرها .

التعليقات مغلقة.