محرز أم «محزر»!

لا يمكن فهم أسلوب التعامل مع حالات نصب وابتزاز معلنة تستخدم أدوات تحت المراقبة الرسمية، الأسلوب القائم حالياً للتعامل مع هذه الممارسات «غامص» من دون نقطة على حرف الصاد أو بها! يسمح هذا «الغمو…ص» بتمدد مساحات النصب والاستغفال، بل ينذر مستقبلاً بطفرة نوعية فيها.
وسائل الاتصال الحديثة أتاحت فرصة انتهزها البعض، من أرقام خدمة رسائل الجوال وغيرها، هذه الأداة تحت الرقابة، «والحسّابة تحسب» ويرخص لها من شركات قائمة لها مجالس إدارات وطاقم ضخم من الموظفين، إلا أن هذا النوع من الشعوذة لا يجد الردع المعلن، ربما لأنها شعوذة محلية!
قبل أسابيع انتشرت رسائل جوال توصي بإرسال رسائل إلى رقم معين… برسوم مرتفعة، تقدم الرسالة – الفخ – أملاً بفرصة قرض في صندوق التنمية العقارية، لاحقاً وبعد تصاعد الشكاوى من «الحلب القسري» أعلنت إدارة الصندوق أن لا علاقة لها بالرسائل، تقدمت إدارة الصندوق خطوة إلى الأمام عندما أعلنت أن تلك الرسائل محاولات لابتزاز المواطنين مادياً. الحقيقة أنها «نهب تقني»، قال الصندوق الذي ينتظر في طابوره آلاف المواطنين وبحسب ما نشرت «الرياض»: «تمت مخاطبة محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور عبدالرحمن بن أحمد الجعفري، الذي تجاوب مشكوراً وبشكل سريع وأصدر توجيهاته بإيقاف هذا العبث ومحاسبة المتسبب في ذلك» (انتهى).
أعجبتني روح الحسم في النص المقتبس… حسم لم يطلع عليه إلا أفراد معدودون.
أنت وأنا لن نعرف من هو العابث وكم المبلغ الذي حققه من عبثه بأموال الناس وآمالهم؟ لا أحد يهتم كثيراً بـ «نهب الأمل»! ومن أرسل مصدقاً للكذبة وخسر، لن يرد له ماله. أيضاً يتوقع أن الوسيط – الشركة – في العملية التي تقاضت «رسماً» للتمكين من اقتحام جوالك ستحتفظ بالنسبة ولن يصلها «إيقاف العبث» فضلاً عن المحاسبة.
أعلن هنا أني لا أريد معاقبة أحد ولا الكشف عن اسمه، لكون الستر لدينا اختلط بالتستر، كما لا أريد معرفة إن استطاع – البطل – تغيير رقمه ليرسل رسالة أخرى، ما أرغب في معرفته.. فقط لا غير، هو المبلغ الذي استطاع الحصول عليه ومقدار محاسبة «قيل» إنه تعرّض لها من هيئة الاتصالات.
لماذا؟
لأني تعلمت. أصبحت أحاول التركيز على النصف الممتلئ من الكأس، وكما ترون، في هذا النصف مبلغ من المال، إذا كان «محرز» يمكن لي التفكير في تأسيس رقم مشابه. لديّ أفكار كثيرة لرسائل «حد الإشباع» تصلح لهذا النوع من الاستثمار، وسيتم – أيضاً توظيف عاطلين فيه، إسهاماً مني في التوطين وتنويع مصادر الدخل. سبب ترددي، «جبن.. معروف» في رأس المال، حذراً من أن يكون الرقم «محزر» قد فاحت رائحته مثل رائحة التصدي للنصابين ووسطائهم، تصدّ «غموصي» كأنه «غنوصي»؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على محرز أم «محزر»!

  1. بكر باسنبل كتب:

    رسالة امال مرضى الفشل الكلوي كل مراكز المملكة ولله الحمد تقدم الخدمة بالمجان وانا اعمل ولله الحمد في جهة تقدم تكافل لجميع مصاريف واستحقاقات مرضى الفشل الكلوي الله يرفع عنهم لكن الغريب ان السالفة سارت غريبة شوي بحيث تأتيك رسالة تبرع ثم تتبرع ثم تأتيك رسالة دينية لزيادة حسناتك ارسل ((مره تانييية)) يعني المرة الاولي بأسم الانسانية والمره الثانية بأسم الدين طيب تتوقع الثالثة انا اتوفع بأي اسم او التكرار بأي اسم!!!! بالنسبة لتبرعات الكلى ممكن نقدر او تقدرون يااصحاب الرقم الانساني انكم تبنون في كل حي من احياء الرياض او المملكة مركز لغسيل الكلى المجاني

    والمثل بالمثل زي ما في بوابة للبنوك نبي بوابة لشركات الاستثمار وشركات التأمين بعد ودمت لحال لسان المواطن البسيط

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب الا تلاحظ انه هناك تباطاء او بطاء اعذرني على حيرتي في التسمية او تراخي او تقاعس او تجاهل في معاقبة المتسببين في مثل هذه التجاوزات وغيرها استاذي الاحظ ان هذا الوضع بداء يصبح مألوفا زيادة عن اللزوم اتمنى ان اعرف ماذا يشغل الجهات الرقابية وماهي المهام التي هي مشغولة بها هل هناك امور لديهم اهم من هكذا تسيب وهكذا سلب لحقوق الناس وسلب تقني كمان فيه وضع غريب وليس طبيعي ابدا .. الوزير المسؤل عن التلفزيون في اليونان قدم استقالته من اجل انقطاع البث التلفزيوني اثناء نقل مباراة للتصفيات التمهيدية لكأس العالم قاطعا الطريق امام اي تحقيقات مع اي من موظفيه .. لكن فيه حاجة غلط.

  3. فارس الجربوع كتب:

    استاذي العزيز ….

    المشكله هل يعرف المسئولين واصحاب القرار ان التشهير بهؤلاء العابثين واللهفين لباااااااقي” وحط الفين خط تحت باقي” فلوس المساكين من المواطنين …( محررررز ) وهو ( معرووووووف ) لديهم……بس المشكله يا استاذي العزيز مين اللي ورا محرز ومعروف واخواتهم واخوانهم والعيله الكريمه *_- والشاطر يفهم

    بس عجبني تلميحك من ورا الحيط هههههه

التعليقات مغلقة.