تأمل الكثير بعدما تألموا لما أحدثته إشاعة «سنجر». التأمل في الأسباب وسبل مواجهة مثل هذه الإشاعات لئلا يتضرر منها بسطاء الناس.
صدى لما حصل، انتشرت أبيات شعر قاسية بعنوان: «آه يا شعب الإشاعة»، تنتقد سهولة انجرار الناس وراء الإشاعات. لست أعرف القائل… ولا أقره على ما نظم، لكن، يتاح للشعراء ما لا يتاح لغيرهم!
أنظر للأبيات من جهتين، الأولى رؤية تدعو لمحاولة تشخيص أسباب الاحتقان الذي ظهر دخانه في الأبيات، فهل حقيقة أن القائل وكل من «تلذذ» بترديد الأبيات، جلداً للذات أو تنفيساً عن مكنون. هؤلاء هل هم بالفعل لا يرون الإنجازات، أم أنهم لم يلمسوا نتائج لها تهطل عليهم كحبات المطر؟ هنا لي رأي قد لا يعجب البعض أسوقه من خلال نموذج عايشناه إعلامياً، وأسهم فيه بعضنا من كتاب وصحف. لقد تغنينا ردحاً طويلاً من الزمن بالسبع جامعات، فماذا كانت النتيجة؟ اختناق أبواب التعليم العالي ونوافذه كماً وكيفاً، وجمود في الجامعات أثمر تشبعاً ثم فيضاناً طلابياً على الدول المجاورة، حتى سارع بعضها إلى إنشاء جامعات خصيصاً للاستفادة من الفرصة «الاقتصادية» السانحة. استمر هذا الوضع سنوات «خسائر» إلى أن جاء مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز للنهوض بالتعليم العالي وفتح باب البعثات.
زاوية ثانية فتحت الأبيات أبوابها، إذ أعادت التنبيه لمدى الإخفاق في استثمار الشعر الشعبي للتوعية وتوظيفه التوظيف المفيد الناجع، الشعر الشعبي له محبوه، هم شريحة كبيرة ولا أدل على ذلك من رواج برامج مسابقاته، مع عدم إغفال دور المال والجوائر في الاستقطاب، ولو أخذنا برنامج «شاعر المليون» على سبيل المثال سنجد أنه لم يوظف التوظيف السليم، بل طفر بالمديح والفخر، مسبباً موجات اجتماعية مضرة ومع أنه يبث من قنوات «مرتاحة» مادياً تدعمها جهات قادرة إلا أنه أيضاً استغل المشاهدين فقدم الجوائز من جيبوهم عن طريق رسائل الاتصال مع مكاسب معتبرة للمنظمين.
ولست في معرض المقارنة بين «إشاعة سنجر» و «شاعر المليون»، مع توافر فرص «لذيذة» لذلك، بل القصد هو البحث عما ينفع الناس، الخير الذي يبقى سواء على صورة إضافة نوعية للوعي المجتمعي أم تحفيز للمواهب وأصحابها… من دون أضرار أو بأقل قدر منها.
إن للشعر الشعبي في المجتمع الخليجي مع قوة تأثير واتساع قاعدة محبيه، وظائف مفيدة تتعدى الفخر والمديح المبالغ فيه، فالأخير يشجع ويرعى تضخم غدد النفاق في الأفواه والقلوب، في حين يعمي الأول البصيرة ويشعل جذوة الفئوية في مجتمعات مستهدفة، والأولى أن نوظف هذا الشعر ونضع له منافسات تطرح قضايا تعاني منها مجتمعاتنا، المجال ما زال رحباً لذلك، بل إن الحاجة ماسة إليه.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب اذا كان المسألة توظيف للشعر الشعبي فالمجالات متعددة : نوظف الشعر لمحاربة الفساد المالي والاداري – نوظف الشعر الشعبي لمحاربة حمى الضنك – نوظف الشعر الشعبي لترسيخ المواطنة الحقيقية – نوظف الشعر الشعبي لبث مخافة الله في هذه الارض – نوظف الشعر الشعبي لترجمة توجيهات ولاة الامر – نوظف الشعر الشعبي لمنع انتشار المخدرات وتعاطيها – نوظف الشعر الشعبي لمنع التزوير وتزييف الحقائق – نوظف الشعر الشعبي لمساعدة الفقراء والمحتاجين – نوظف الشعر الشعبي
لمن يعق والديه ويمارس العنف مع ابناءه واسرته – نوظف الشعر الشعبي لحث ابناءنا على التفوق – نوظف الشعر الشعبي في تكريم كتاب الرأي القديرين المتميزين تحياتي وتقديري الى اولهم استاذي الحبيب ..