قال وزير النقل السعودي إن الأخطاء البشرية مسؤولة عن 85 في المئة من الحوادث المرورية في شوارعنا. أتفق مع الوزير في مسؤولية الأخطاء البشرية وأختلف معه في النسبة التي ذكرها. أعتقد أن الأخطاء البشرية مسؤولة عن 99 في المئة من الحوادث المرورية، الواحد في المئة المتبقي مسؤولة عنه الحيوانات العابرة، من الحمير إلى الجرابيع، وغيرها، استثني منها البعير، إذ إن الأخير يتجه للإسفلت بسبب خطأ بشري، تستأصل يده “الوسم” بعد وقوع الحادثة المروعة.
لكن دور وزارة النقل كبير في المشاركة “بالأخطاء” البشرية المسببة للحوادث المرورية من خلال موظفيها ومهندسيها ومراقبيها، ومقاولين هي من يشرف عليهم بعد ترسية العطاءات على شركاتهم. قبل هذا هي كانت ولا تزال مسؤولة عن “خطأ” بشري أوجع المجتمع وضرب نسيجه الاجتماعي، بل أحدث نقلة نوعية في الحوادث المرورية كماً وكيفاً. صدر هذا الخطأ مشكلاته وتداعياته للمرور والشرطة والمجتمع، حيث أسست وزارة النقل لخدمة شركات ومؤسسات الليموزين بوضعها “الفوضوي” الراهن منذ عقود طويلة، لينخر هذا الليموزين مرورياً واجتماعياً في المجتمع، وأبقته على حاله فلا تطوير وتغيير، وهو ما أسهم في إعادة تشكيل ثقافة المجتمع اقتصادياً لتصبح فئات منه اتكالية تعيش على سخرة من تستقدمهم، في حين لا تقصر الأخيرة في اقتراف ما تستطيع وهذا من ذاك. وراجت سوق سوداء لتراخيص الليموزين، وطفحت الشوارع بمزيد من المركبات. مؤكد أن هذا من الأخطاء البشرية التي اقترفتها وزارة النقل، وهو وحده كافٍ لإحداث النقلة النوعية الحوادثية في حركة المرور في السعودية.
ومن الأخطاء البشرية في وزارة النقل عدم اهتمامها بجسور المشاة في تقاطعات وأنفاق داخل المدن تقع ضمن صلاحياتها، فلا هي تنازلت عنها للأمانات ولا هي أصلحتها. وسبق لي أن طرحت مطالب مواطني شرق الرياض بإنشاء جسر مشاة لطريق تم تطويره ليتحول إلى طريق خطر، ولم تحرك وزارة النقل ساكناً. لا شك أنه ليس الوحيد الذي يحتاجه المشاة، أما في الطرق الطويلة فإن الأخطاء البشرية للوزارة ومقاوليها لا تحتاج إلى دليل، في جانب آخر فشلت الوزارة في إحداث نقلة نوعية في النقل العام، مع حاجة ماسة معلنة له تظهر بوضوح في اكتظاظ المركبات وطول زمن الرحلات… على رغم أنها وزارة النقل، وبقي النقل العام داخل المدن حبيساً لشركة النقل الجماعي التي لم تستطع الوفاء بحاجات السكان.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب صح نحن مسؤلون عن الحوادث المرورية مسؤلية تامة شوارعنا نظامية مائة في المائة وحسب المواصفات وعلى قول
احدهم وانت والقراء بكرامة تكب العسل وتلحسه منها ولايوجد بها اي تشققات او تعرجات ولا التفاتات مفاجئة ولاطلعات مغطاية وانسيابية وفي كل الطرق الطويلة جميع المحطات ومستلزمات السفر يعني بالعربي الفصيح احنا غلطانين .. وسامحنا يامعالي الوزير والله يسامحك وشكرا ,,,
استاذي ابواحمد … كيف حالك ….
انا قريت تصريح وزير النقل قبل يومين بالجرايد … وكلامه عن “الاخطاء البشريه” .. الله يكفينا شرها …لكن ماعرفت وش قصده يوم يقول “وقريباَ سوف نطبق خطّه ذكيه للحد من الازدحام المروري في الشوارع ” … يعني وش قصده يبواحمد ….هل يلبقون الليموزين في مواقف مخصصه ويخلونها طلب بالتلفون !! … ولا بيحطون دايري جديد يدور علي الدايري القديم ويخلون التريلات تمشي معه ولاّ وش قصده بالظبط من هالذكاء اللي نزل عليه مره وحده ؟؟…….ياليتك توضح لنا عبقرية معاليه وش تقصد …!
تحياتي لك
يا أخوان :
المشكلة في فحص الحصول على الرخصة…. لم أرى في اي بلد متقدم مثل السعودية ه\ا التساهل بمنح الرخصة. ويش يفيدني التلبيق….