موقف مبهر، يستعصي على الكلمات وصفه، بادر به المواطن حمود بن نايل الشمري من أهالي حائل، إذ قتل ابنه عواد لاعب نادي الجبلين عندما تعرض لطعنة من أحد أقرانه في مشاجرة. توفي الشاب اليافع بعد قليل من وصوله إلى المستشفى، ماذا فعل الأب؟ في ذروة الألم والصدمة ذهب بنفسه إلى الجهات الأمنية لإخراج والد وإخوة الجاني من السجن الاحترازي، حيث تقوم السلطات في حوادث من هذا النوع بإجراء حكيم حتى لا تتسع دائرة القضايا ويفعل الغضب وشهوة الانتقام فعلهما، بادر والد القتيل بالإصرار بنفسه، إخراج أهل الجاني لأنهم لا ذنب لهم، وهذه حقيقة تعميها ثورة الغضب كثيراً، فكيف يضاف إلى مأساتهم سجن وهم جيرانه. في العادة نجهل فوق جهل الجاهلينا… وتتسع دائرة الانتقام لتطاول من لا دخل لهم في معتدٍ أخطأ سوى قرابة لم يختاروها. حمود عكس الأمر وحصره في المتسبب الموقوف حالياً، لم يكن هذا الموقف استثنائياً من رجل مثل حمود، بل قبل عام أو يزيد دهس له ولد آخر في حادثة فعفا عن المتسبب فيها، موقف لا يوصف يستحق الدعاء والشكر والتقدير.
ما هذه الرزانة وقوة الشكيمة؟
طبت وطاب ممشاك يا حمود، وعوّضك الله خيراً مدراراً في فلذات كبدك دنيا وآخرة. المواطن النبيل حمود بصبر وحكمة يؤسس بمبادرته النابهة لحصر قضايا النزاعات في أطرافها المباشرة، هو الذي بادر عند الصدمة الأولى، لم ينتظر وجاهات ولا حشوداً، وهو أمر بالغ الأهمية في مجتمعنا، موقف يجب أن يقدّر ويُعلى من شأن صاحبه، فهو صاحب مكرمة وفضل وسنة حسنة، وأعتقد أننا بحاجة لمبادرة له من هذا النوع.
***
بالنسبة إلينا المخدرات أسوأ بمسافات الخطر من أنفلونزا الخنازير… أطنان من الحشيش وملايين من الحبوب المخدرة. وأتابع منذ أمد نجاح جهاز مكافحة المخدرات السعودي في الإيقاع بمهربين مع كميات ربما تكون الأضخم في المنطقة… وحديث المجالس يتصاعد عن أخطار تفشي المخدرات، خصوصاً بين صغار السن. أيضاً أتابع نجاح السلطات اليمنية في توقيف مهربين، موانئ اليمن من المنافذ المستهدفة للمهربين لنشر المخدرات في الجزيرة العربية. وخلال تلك الفترة تكرر تداول جنسيات مهربين من إيران وباكستان وسورية، وأخيراً أصدرت المحاكم في اليمن أحكاماً قضائية على بعضهم، بل إن صحيفة «سبق» نقلت عن تقارير يمنية قولها إن «معظم» هذه المخدرات تشحن من ميناء اللاذقية السوري! وهو أمر مثير للاستغراب، الصورة المعلنة أن التنسيق الأمني العربي من خلال مجلس وزراء الداخلية العرب هو من أفضل حالات التعاون العربية، وعلى رغم تكرار هذه الأخبار لم نقرأ توضيحاً أو تعليقاً من السلطات السورية التي اعتقد أنها معنية بأمن «الأشقاء» من خطر المخدرات، فلماذا تصمت السلطات السورية عن التعليق؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : معروف عن اهالي حائل الكرم والطيبة والقوة والعزيمة والصبر لانجد في هذه اللحظات سوى الدعاء للعم حمود بأن يجبر الله كسره ويخلف عليه بالخير ويسكن فقيدهم فسيح جناته ويلهم اسرته الصبر والسلوان .
وهذا الموقف الذي اصبح غريبا ونادرا هذه الايام الخوالي يجب ان نرسخه في اذهان مجتمعنا صدقت استاذي انه الرزانة والشكيمة القوية الله يبارك له فيها .
اما من ناحية المخدرات فالبلد مستهدفة من شمالها وجنوبها وغربها وشرقها لكن الكلام علينا هنا .. وزارة الداخلية قامت بواجبها وهذا ليس نفاقا بل هي حقيقة وواقعة تقولها الارقام المشكلة في البقية وفروا للعالم بئية يستطيعون من خلالها عنوة الامتناع عن تناول هذه المخدرات وفروا للشباب مايشغلهم وفروا للبنات مايستطيعون من خلاله كف الاذى عن انفسهم وعدم الوقوع في شراك هذه الافة وغيرها فعلوا انظمة محاربة الفساد والغش اضربوا بيد من حديد على كل من يحاول المس بمكتسبات ومقدرات هذا الوطن لنعمل سويا على تقوية جبهتنا الداخلية ولنكن واضحين لولا وجود سوق رائج لهذه الافة لما اخذت هذه الحهات على عاتقها اغراق الوطن بها بصروا العالم بالهدف البعيد لهذه المصيبة والاخطار المترتبة عليها .. وليقوم كل وزير ومسؤل بواجباته ولايتحصن في برجه العاجي معتمدا على نغمة كله تمام فقد اصبحت هي كلمة السر البالية وسبب جميع المصايب . شكرا استاذي .