المهمة الصعبة لا المستحيلة

أهل الإعلام في السعودية مستبشرون بمقدم الدكتور عبدالعزيز خـوجة وزيراً للإعلام… وقد ظهر هذا في مقالات وانطباعات منذ صدور قرار تعيينه. الوزير القادم من أوساط الديبلوماسية رجل متبسط، تلمس في شخصيته التواضع والوضوح. الكبار يعلمون أن من تواضع لله تعالى رفعه، والتواضع سمة الواثقين من أنفسهم وهو أيضاً سمة من يحسن الظن بمن حوله. وخلال أكثر من لقاء مع معاليه، ومما لمسته، أستطيع القول ان الرجل يمتلك شخصية جاذبة مستقطبة… محرضة على التعاون… تدفع للعمل. وإذا وجد تكاتفاً من العاملين «المخضرمين»، خـصوصاً في الوزارة، ستظهر تباشير التغيير نحو الأفضل، وربما يتمكن من إصلاح أوضاع وبيروقراطية متراكمة أسهمت في إصابة العمل الإعلامي الرسمي بالعجز والجمود، خصوصاً أن لديه نظرة استراتيجية واعية بمدى توافر القدرات الإعلامية السعودية وإمكان حسن التوظيف لها.
ربما يكون التلفزيون الرسمي بقنواته هو الأكثر حضوراً عند الحديث عن واقع الإعلام السعودي وسبل تطويره، فمع هجوم الفضائيات وعدم الاستعداد له تم اختطاف نسبة كبرى من المشاهدين في السعودية، فتوزعوا بين القنوات الفضائية المبثوثة من الخارج، وأصبحت تلك القنوات تضع توقيتها بحسب التوقيت السعودي، وكتب عن هذا الكثير، بل قدمت دراسات وبحوث حوله لم تجد حظها في التطبيق، إذ تم التركيز في المرحلة السابقة على الشكل لا على المضمون، فلم تكن هناك رؤية واضحة معلنة بشفافية للأهداف وسبل تحقيقها في مشروع التطوير.
والمهمة ليست سهلة كما تبدو للوهلة الأولى، فهي في حاجة إلى الكثير من الجهد المنظم المدروس. هذا متفق عليه، إلا ان البـداية في تـقديري يجب أن تـشرع في إصـلاح أوضـاع الـعاملين في الجهاز الإعلامي للنهوض بهم وتوفير البيئة المناسبة للعمل والإبداع، ومن هؤلاء الإخوة المتعاونون مع التلفزيون والإذاعة من مذيعين ومخرجين ومعدي تقارير ومساندين فنيين. يقوم هؤلاء بعمل كبير، ويذكر كل مهتم أنه جرى في السابق تأخير مكافآته بعضهم إلى درجة رفعت أصواتهم بالشكوى، وهي عينة مما يتعرضون له. ومن المؤكد أن هناك مجالاً فسيحاً لاستقطابهم مع كثرة القنوات واستهدافها السوق السعودية، وهـو مـا سيضر بمـهمة التغيير والتطوير المنتظرة. والمطلوب أن يعاد النظر في أوضاعهم الإدارية وتحسين مكافآتهم وسرعة صرفها. إن العمل الإعلامي ليس وظيفة… هذه حقيقة. إنه هم وابتلاء، بل هو فيروس ثلاثي الأبعاد يصاب به البعض فيخلصون له أو «يخلص عليهم!»… العمل الإعلامي من الأعمال القليلة التي لا تلتزم بدوام وساعة عمل، بل يحددها الإنجاز، فإذا توافر لديك مغرمون بهذا النوع من العمل المضني فهم من يستحق الاحتـضان والتـطوير بتوفير الدورات التدريبية داخلياً وخارجياً وعدالة شموليتها للجميع مع إصلاح أحوال العائد المادي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على المهمة الصعبة لا المستحيلة

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    مانتأمله من معالي وزير الاعلام الدكتور عبدالعزيز امر واحد فقط
    هو : تنقية شاملة للا جهزة الاعلامية مجتمعة من تلفزيون الى اذاعة الى صحف وبالذات الصحف والاجتماع مع روساء التحرير
    ويكون اجتماع المصارحة التي يعقبها اقالة اثنين او ثلاثة من منهم خاصة من الذين سمحوا لصحفهم ان تكون صحف حائطية وله منا
    الشكر والدعاء وشكرا استاذي

التعليقات مغلقة.