لماذا يسافر المستهلك السعودي إلى بعض الدول المجاورة لشراء سيارة!؟، أو شراء جهاز كمبيوتر؟، هل المسألة لا تتعدى عذراً للسفر!؟، مثل الاستقدام والعلاج في وقت مضى!؟.
ولماذا يحرص مستهلك آخر بنفسه على شراء السيارة من الدولة الصانعة مستعملة كانت أو جديدة، الجواب كلكم تعرفونه هو يبحث عن سعر أرخص ومواصفات أفضل، وثقة وأمانة في التعامل، يتركز مثل هذا أكثر ما يكون في سوق السيارات، يسافر الأفراد لشراء سيارات من هنا و هناك، لا أقصد المتعاملين في تجارة السيارات، اقصد من يشتري ليستخدم.
السبب هو عدم الثقة، هناك حالة متأصلة في عقل المستهلك السعودي من عدم الثقة بحقيقة البضائع، وحقيقة الأسعار، ولا يلام فمما رأى والتجارب التي اختزنها رأسه وأقفرت لها جيوبه، لم يعد يثق إلا بعينه وأنفه، يبحث عن سعر أفضل وجودة أعلى، وهو لم يعرف حسن خدمة قبل البيع ، ليفكر فيما يسمى خدمة ما بعد البيع، مثل هذه الخدمات هي موجودة في الحملات الإعلانية، والهدف منها بيع قطع غيار، وتوفير حد أدنى من “الشغل” للورش، وبالطبع تحقيق سيولة نقدية للوكالة فقط لا غير فلا حسيب ولا رقيب، لذلك يعتمد المستهلك السعودي على نفسه وإمكاناته الفردية البسيطة ليحصل على سلعة تماثل ما يدفع مقابلها، والخسائر بالجملة.
ما الجديد في الأمر؟، لاجديد، وليس الهدف من هذا المقال دفع أحد للتحرك لأجل خاطر المستهلك السعودي ، فهو من فئة “البدون” غير معترف به، هو من اللاجئين الاقتصاديين إن جاز التصنيف، ومنذ زمن طويل يقف على الحدود لا أحد يعترف به.
الجديد سؤال من أحد القراء عن شرعية بيع سيارات من ماركات مشهورة وهي مصنعة في بلد غيرالبلد الأصلي، خصوصاً السيارات، أنت أو أنا نشتري سيارة المريخ لأنها مصنوعة في بلاد المريخ، والسبب أننا اقتنعنا أن أهل المريخ شطار ويعرفون ما يصنعون ولا يسمحون بخروج قطعة واحدة من دون التأكد من جودتها تماما، لكن الشركة المريخية دفعها البحث عن الأيدي العاملة الرخيصة إلى إنشاء مصنع تجميع سيارات في زحل مثلا، وأهالي زحل ليست منتجاتهم بنفس جودة ما يصنعه سكان المريخ، صحيح أن الشركة واحدة وهذا فرع من تلك ، لكن المستهلك أنت وأنا نشتري هذه السلعة ، السيارة في مثالنا، لأنها مصنعة من شركة مريخية تنتجها في بلاد المريخ، فلكل بلاد قوانين والتطبيق يختلف من دولة لأخرى، ألا ترى كثرة القوانين والأنظمة لدينا وأنت ترى ما يطبق منها وإذا طبق كيف يطبق!؟، هم بشر مثلنا،
السؤال لأصحاب الفضيلة المشايخ: ألا يعتبر غشاً بيع سيارة يقال إنها من بلد وهي منتجة في بلد آخر؟، هل يعتبر هذا بيع غبن، خاصة وأنه لا يشار إلى تلك الحقيقة ولو على شكل تحذير أضرار التدخين، أليس في الأمر شيئا من التدليس، وإذا كنا بلعنا الالكترونيات التي صارت تنتج بنفس الاسم في بلاد مختلفة وبجودة سيئة جدا، فهل نقبل أن تلحقها السيارات وهي تعني ملايين الريالات والسلامة إلخ..، أنا أتساءل فقط!.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط