عينت الولايات المتحدة سفيراً لها لدى الشارع العربي، هكذا يقول الخبر السفير السيد الجديد كريستوفر روس لم يحدد في أي شارع سيتواجد، المهم في الخطوة الجديدة هو الاعتراف الأمريكي أن هناك شارعاً عربياً واحداً وليس عدداً لا يحصى من الشوارع التي قد تتقاطع أو تتوازى، ولكوني أحد المشاة في الشارع العربي الذي يهم أمريكا تحسين صورتها في أرصفته، وإقناع كل أو أغلب المشاة فيه بأن الولايات المتحدة ليست قبيحة إلى ذلك الحد، أجد في هذا اعترافاً طيباً منها. الاهتمام بالشارع العربي ولو على الطريقة الأمريكية بداية الطريق إذا كانت النية حسنة، لم يكن هذا الشارع يثير اهتمام أحد، ولا حتى الدول العربية نفسها، فقد كان ومازال لا يتعدى شارعا للمرور في اتجاه و احد فقط لا غير.
ومادام الشارع العربي لدى أمريكا شارعاً واحداً فهذا يعني أن حاجات المشاة فيه من الحكومة الأمريكية متشابهة ومحددة، فقد أصبح معلوما لدى الإدارة الأمريكية أن هناك سخطاً وكراهية تتنامى في هذا الشارع وسببها، حسب وجهة نظر أهل الشارع، ينحصر في سياسة أمريكا العوراء، والانتقائية عند التعامل مع الدول العربية وإسرائيل، إذا استطاع سفير الولايات المتحدة لدى الشارع العربي معرفة هذا الأمر البسيط، والتنبيه إلى الكيل بمكيالين، إذا تمكن السيد روس من إقناع حكومته بتغيير أفعالها لتتحسن الصورة، يمكن لنا أن نقول بنجاحه، ولعلنا نتذكر كيف كان حجم التعاطف مع أمريكا بعد أحداث سبتمبر، لعل السيد روس يسأل لماذا تراجع ذلك التعاطف لينقلب إلى سخط وكراهية لم يحدث لها مثيل في التاريخ الحديث.
المشكلة أن سفير أمريكا لدى الشارع العربي يقول إنه سيكافح المروجين لنظرية المؤامرة، أعتقد أنه سيفشل، والسبب أنه لم يعد هناك نظرية للمؤامرة، هي في الحقيقة مؤامرة على أرض الواقع، وإذا كان سعادة السفير يفكر للبعيد فعليه ترك أصحاب نظرية المؤامرة والتفرغ لمكافحة المؤامرة نفسها، وسيجد أنها وأصحابها يتلاشون تدريجياً.
ويقول السيد روس”ان اسياسة الخارجية الأمريكية يجب أن تفهم على أساس ما تنص عليه بالفعل وليس على أساس تفسير المتطرفين لها”، ولا نعرف أي نص يقصد، فالسياسة الخارجية الأمريكية تدعم نظرية المؤامرة بشكل لا يصدق، في نصوصها وأفعالها، وهي خير مغذٍ ومقوٍ لأصحاب هذه النظرية، عندما تضغطون ياسيد روس على الكل وتتعمدون ترك إسرائيل وإعطاءها حصانة خاصة، فلابد أن يفكر الناس بالمؤامرة، فهي في ذهنية الشارع العربي متطابقة تماما مع نص السياسة الخارجية الأمريكية، ومادامت على ما هي عليه بنصها وتطبيقها، فإن الصورة في الشارع تزداد سوءاً ويمكن التنبؤ بعدم نجاح السفير في مهمته.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط