جريمة الطائف: من المسؤول؟

رجل حاول قتل زوجته واستدعيت الشرطة ببلاغ من الجيران. هل يمكن الاطمئنان إلى سلامة عقله بحيث يغض النظر عن حضانته لأطفاله أو العيش معهم تحت أي ظرف وسقف؟! هذا سؤال جوهري في قصة جريمة مروعة ذهب ضحيتها ثلاثة أطفال أبرياء. صحيفة «الحياة» نشرت يوم الاثنين متابعة مهمة للجريمة، تحدثت الزوجة المسكينة بألم وحسرة، مخبرة بمحاولة الزوج قتلها قبل شهرين ونصف شهر.

الذي حاول تلك المحاولة السابقة – غير الناجحة – ألا يشكو من علّة نفسية؟ فلماذا لا يأتي ذكر العلل النفسية إلا بعد وقوع مصائب بالجملة؟ بودي معرفة الإجراء الذي اتخذته الشرطة حينذاك، حينما هبت البريئة الصغيرة التي قُتلت لاحقاً… «سهام» مستنجدة بالجيران، لنجدة أمها من فتك والدها. الجيران اتصلوا بالشرطة ليدون محضر بالواقعة، فهل اكتفى المخفر بتعهد خطي! وهو ما يطرح حدود مسؤوليات الشرطة. وهل هناك تنسيق معتبر مع الجهات الاجتماعية! لكن النتيجة الماثلة أمامنا في جريمة الطائف المروعة تجيب بالنفي. لو كان الأمر كذلك لأودع الرجل السجن أو المستشفى، أو ترك مثل غيره في الشارع لوحده.
تقدير البلاغات وحسن النظر إليها أساس الوقاية من الجريمة، أصل البلاغ هو محاولة لمنع جريمة، لكنه أصبح لدينا إخبارٌ عنها، ومن هذا نستنتج أن مأساة حي القمرية في الطائف جريمة غير عادية، لكن التعامل مع مؤشرات أولية لإمكان حدوثها كان تعاملاً عادياً.
القضايا الأسرية يمكن أن تتحول إلى ألغام لا يُعرف متى تتفجر. الانفجار سيحدث داخل أسوار المنزل المستور حيث الطرف الضعيف من دون حول ولا قوة، وإذا كان الاهتمام – إعلامياً – قد ازداد بحماية الأطفال والنساء من الإيذاء والعنف فيجب أن يكون اهتماماً نوعياً، أي بنزع الفتيل. في قضية جريمة الطائف لم يتم حماية الأطفال من الإيذاء، على رغم وضوح الخطر عليهم، بل سمح لوالدهم باحتضانهم!
من المهم أن يعاد النظر في أسلوب التعامل عند مباشرة القضايا الأسرية، الصلح أمر طيب ومطلوب ومحمود في هذه القضايا، إصلاح ذات البين يأتي من اقتناع الطرفين، لا وضعهم أحدهم أمام طريق مسدود، فلا خيارات أمامه، الصلح محبب، لكنه قد يتحول إلى صك لمصلحة طرف قوي ضد آخر ضعيف، الأصل في عمل الجهات الحكومية هو الحماية… حماية الحقوق وهل هناك أهم من الحق في الحياة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على جريمة الطائف: من المسؤول؟

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    الشرطة جاءت الله يبارك فيك استاذنا وسألت الرجل انت فين تشتغل ؟؟؟ واكتفت بالاستفادة من مقر عمله لاسيما وانها مجرد محاولة لم ترتقي سوى انها نئية والنئية محلها القلب والتلفظ بها بدعة والله عالم بالنوايا وعندما طارت ارواح ثلاثة من هولاء الابرياء اثبت لهم الرجل عند صدق نواياه وهنا يبداء التحرك ومن جميع الجهات الاصليه والفرعية وبغض النظر عن مقر عمله واحنا كذا استاذي اذا ما سال الدم للركب مانقتنع ونجح اخيرا الرجل في اقناع الشرطة بجديته التي استهانوا بها والبيان جاهز يقول ان المذكور وكالعادة ( يعاني من حالة نفسية). ونطالب من خلال منبركم استاذي ان يتم استحداث اسباب تقنية جديدة موديل جديد ونستطيع هضمها لانه بصراحة صارت ثقيلة هذه الحالة النفسية وماتنهضم ولا حتى بستة علب بيبسي .
    شكرا استاذي الحبيب

  2. صلاح السعدي محمود كتب:

    حياك الله. أبو أحمد
    لافأدة من الصلح مع مثل هذا الرجل كما يقولون الجواب يظهر من العنوان الحل الوحيد والأمثل عرضه علي مشفي أمراض نفسية للعلاج وأبعاد الزوجة والأولاد عنه تمامآ حتي يتم
    شفائه والتأكد من أنه لايعود لمثل هذه الأفعال مرة أخرى إما بهذا الوضع فهو لا يؤتمن أبدآ
    علي سلامة أولاده وزوجته والأخرين من المحيطين به …
    سلمت يمناك..ودمتم لمحبينك :

التعليقات مغلقة.