لا تخالط… الخلطات الشعبية

ابتهج صديقي وهو قادم على الطائرة من لندن إلى الرياض، لأن المضيفة قامت بتوزيع «استمارة تصريح صحي» من وزارة الصحة السعودية عن أنفلونزا الخنازير، احتوت على أسئلة عن حاله الصحية، تحت عنوان: هل ظهرت عليك الأعراض الآتية، وهل خالطت مصاباً؟ الخ. في ذيل الاستمارة إقرار، مشهور: أقرّ أنا الموقّع أدناه بصحة المعلومات.
ابتهاج الصديق سببه أن وزارة صحتنا حريصة أكثر من الإنكليز، فعندما وصل إلى لندن لم يقدم له أحد استمارة و «لا سأل فيه»، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على أننا «أحسن منهم»! لكن الابتهاج لم يستمر، عند الدخول إلى المطار لم يسأل أحد عن الاستمارة، بحث الصديق ولم يَرَ أحداً، كونه مواطناً منضبطاً، سأل موظف الجوازات: «وش أسوي بالاستمارة»؟ أجابه: «هذي هدية لك»! حقيقة… الجوازات لا علاقة لها بالموضوع، ولا بد من أن السؤال كثر على موظفيها فكانت الهدية. صديقي الذي ابتهج و «شاف نفسه» لدقائق على مجاورين إنكليز في الطائرة، فضل «التلطم» في النهاية، «واللطمة» نعمة. قلت لصاحبي لا بد أن القضية صحياً انتهت عند الأمر بتأمين عدد – كذا – من الاستمارات، وقد يسأل أحدكم ما الداعي لاستمارات لا تجد من يطلبها؟ أقول وبالله التوفيق الداعي قولتهم: «سوينا كذا… وقمنا بكذا».
في جانب آخر، أشغلتْ «عشبة أم سالم»، بعض القراء، مع مزاعم عن علاج الربو كما نشر مع غبار انتشر، وزاد الاهتمام بالموضوع مع ادعاء عروض لها بالملايين، من الإمارات، ورأيت أن الجيران الأشقاء أصبحوا يستخدمون – على مختلف المستويات – عشبة أم سالم، ثم دخلت وزارة الصحة على الخط محذّرة من خلطات ربما تؤدي للوفاة. الصحة قالت إنها طلبت عينة من العشبة أو الخلطة وأم سالم رفضت، وكان الطريق الرقابي أن توفد الوزارة مندوباً يشتري بدلاً من «عطونا… وجيبوا لنا». المدير التنفيذي لمركز الطب البديل في وزارة الصحة الدكتور عبدالله البداح حذّر من استعمال الخلطات الشعبية غير المرخصة. وأود أن أسأل هل هناك خلطات شعبية مرخصة؟ وما هي؟
وحتى الآن تتجنب وزارة الصحة وكذا البلديات المبادرة بفحص المواد التي يقدمها الرقاة الشرعيون، مثل الزيت والعسل والماء، وخلطات. وإضافة إلى احتمالات الأضرار والتلوث فإن الأسعار المبالغ فيها تثير الدهشة، يباع كيلو العسل بـ 600 ريال، وعبوة المياه التي تشترى من البقالة بثلاثة ريالات تباع بثلاثين، أما «جيك» ماء زمزم فيباع بسبعين ريالاً. وقد خبرنا قبل فترة، في مكة المكرمة أن أوعية لمياه زمزم ملوثة ببكتيريا؟ ثم هل يجوز بيع ماء زمزم؟ والدهشة تطاول الإخوة من الوعاظ وطلبة العلم الذين لا يتطرقون إلى هذه القضية إعلامياً. من حق الراقي الحصول على أتعاب شرط فحص المواد مع أسعار معقولة، وإذا كنا ضد استغلال العاطفة الدينية سياسياً فمن الواجب أن نقف ضد استغلالها تجارياً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على لا تخالط… الخلطات الشعبية

  1. سليمان الذويخ كتب:

    يا اخي لا تلوم البلديات ما دام الواحد منهم مستواه الصحي اقل من مستوى مطعم ملوث
    مفروض دورات تعطى لهم عن البكتيريا والتسمم الغذائي وغير هذا
    يعطون دورات في نزاهة الضمير وعدم الخوف الا من الله
    وترك الحركات اللي ما نفعت غيرنا تنفعنا
    وقبل هذا وذاك
    لا يجي رئيس بلدية ويشخص بالتجمل على كفيل ما لخوفه منه ويترك محلا ملوثلا بلا اتخاذ ما يردعه !!
    شكرا لك

    شكل طارق محمد حسني محمد في اجازة اليوم :)

  2. يوسف الغانم كتب:

    اسعد الله اوقاتك يأبو احمد
    سبق ان قرأت عن عشبة ام سالم ،،وقد اتصلت بها للحصول على علاج للربو الذي اعاني منه منذ سنوات ، وقد رحبت وطلبت مني الحضور لنجران والبقاء فيها مدة ثمانية ايام بحيث تعطيني كل يوم جرعة من العشبة ،،بمعنى انه لا يمكن ان تخرج ومعك اي عينة من العشبة الا الذي في بطنك حتى لا يتوصل اليها احد 0
    الحقيقة لم اجرب العلاج ولن اكذب ولن اصدق فكل شيء جائز ، السنا نستعمل العنزروت للمغص المعوي والمرة كمضاد حيوي وكلاهما اثبت فعاليته 0
    اليس الدكتور القحطاني كل يوم وهو مرتز في الاخبارية وما خلا مرض الا وذكر له علاج شعبي ..لا ويقولون انه فاتح له عيادة شعبية
    ياخي صحة الانسان صارت وسيلة للكسب السريع فمن مستشفيات لا ترحم الى محلات عطارة تبيعك الوهم الى وزارة صحة ماتدري وين هي به وما عندها الا التحذيرمن الاعشاب …هل كل الاعشاب ضارة ..بالطبع لا لكن نريد نعرف الضار من النافع
    نريد ان نعرف عشبة ام سالم من اي نوع …يبدو ان عشبة دفع فيها سبعة ملايين ريال جديرة بالدراسة والاهتمام بعيداُ عن المكابرة والتهميش ،،،،،،،،

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    البركة ولاشئ غير البركة وكل الامور بالبركة تتيسر بحول الله وقوته العالم هنا في مكة المكرمة الله يعمرها ماصدقت على الله ماتناقلته المواقع في الانترنت عن اليانسون وفوائده في محاربة انفلونزا الخنازير والدبابير ابشركم صاروا بالجكات يتم تسويتها
    المشكلة انه في اليانسون مادة فعالة مهدئة جدا وملينة في نفس
    الوقت والعالم اللي شربت ثمانية وعشرة كاسات حدثت لها امور
    وامور وامور ولاعرفت تزور ولاتدور ولاتأكل من التنور .
    صديقنا الحبيب القادم من لندن كنت اتمنى ان يحتفظ بالاستمارة
    التي تم تعبئتها وعند عودته الى لندن يطلعهم عليها على الاقل
    رجل الجوازات الذي قال له هذه هدية لك يسعدنا ان نقول له
    شوفتك عندنا مبسوط هي الهدية الحقيقية .. عشبة ام سالم وعلاج الزنداني والهاشمي متطلبات لجاءنا اليها بعد الله بعد فشل الاطباء
    اقناعنا باهمية صحتنا عندهم ونرجع استاذي للبركة ونقل ان البركة
    وبالبركة ان شاء الله تمشي الامور اما الزمزم استاذي هذا ان كان
    زمزما صحيحا فبالاعتقاد يمكن ان تعتقد انه زمزم وتتناوله وحسب
    النئية وتدفع فيه سبعين ومائة ريال واذا خلطت البركة بالاعتقاد مع
    قليل من حسن النئية ترى الامور تمشي تمام وانتم استاذنا الحبيب
    بركتنا ان شاء الله ربي يطرح فيكم البركة دائما .
    مع اعتذاري وتقديري الى اخونا الحبيب الاستاذ سليمان الذويخ للتأخر في الحضور وهذه الاجازة للاسف مافيها بركة .
    شكرا استاذي .

  4. يا أخي عبدالعزيز .. حقيقي يجب علينا أن نتسائل : لم الناس تلهث وراء الخلطات الشعبية !!

    هل لو كانت وزارة الصحة قائمة بالغطاء الصحي للمواطينن كما ينبغي هل كان عليهم البحث عن الخلطات الشعبية ؟

    فيما لو وجد المريض شيئا من الاهتمام والرعاية الطبية هل سيكلف نفسه عناء السفر

    لأم سالم أو لأبو حميد

    علينا أن نعذرهم فهم بأمس الحاجة الى الدواء الذي لم تستطع وزارة الصحة توفيره ولم تسستطع أصلا توفير الرعاية ناهيك على الدواء والعلاج

  5. البندري كتب:

    كنت اتعامل مع امراة تبيع كريم ذو تأثير سحري واستغربت من هدم وجود المكونات لهذا الكريم على العلبة هي تجيبه من استراليا ولما سالتها هل هو مصرح من الصحه اجابت بلا وانما مصرح من التجارة خفت وامتنعت عن الشراء فلماذا لايتم التنسيق بين الوزارتين وربما تكون كاذبة لانها تجيبه بكميات بسيطة حتى لاتخضع للرقابة وكانها استخدام شخصي

  6. صالح العساف كتب:

    أسعد الله أوقاتك بكل خير….

    منذ أن وعينا على هذة الدنيا وجميع المثاليين يحذرون من التقليد الأعمى….

    في السنوات الأخيرة بدأنا نسمع عن مبدأ جديد (نبدأمن حيث إنتهى الآخرون)….

    يبدو لي أن ما حصل مع صديقنا صديقك هو نتاج الفقرتين أعلاه…

    أي..

    أنهم أرادوا أن يثبتوا أنهم أصحاب السبق في الوقاية… ( لكنهم ما يعرفون شلون)…

    أبو أحمد…

    هل نستوعب من تصريح (الدكتور) البداح بأنهم يقومون بالكشف مختبرياً على جميع أنواع الأعشاب الموجودة في محلات العطارة؟؟؟؟؟ (الزمن غدار والحكمة تقول كل شي معقول)

    أما من ناحية الرقاة….

    فإني أعلم أن الذين جعلوا بيوتهم و(إستراحاتهم) عيادات للرقية هم من أهل الدين والعلم الشرعي (كما) يبدو على مظهرهم… أليسوا هم من يحفزوننا دائماً على إحتساب الأجر عند الله؟؟؟؟

    بصراحة لم نعد نعلم أين الحقيقة…. أما الكذب فهو حولنا في كل مكان…

    تقبل جزيل الشكر وفائق الود وخالص تحياتي…

التعليقات مغلقة.