التحدي المقبل

كل عام وأنتم جميعاً بخير وصحة، والوطن بأبهى حلة وأمن راسخ واستقرار مكين.
واصل الفريق الإنشائي لشركة أرامكو الليل بالنهار لإنجاز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في الوقت المحدد، وهو قت قصير، ليتم افتتاحها والدراسة قد بدأت في حفلة عالمية ضخمة. صحيح أن المال كان متوافراً بما لا يدع مجالاً للسؤال والمفاوضات في دهاليز البيروقراطية.
وصحيح ان الإنشاءات تولتها أكبر شركة مقاولات في السعودية، إلا أننا في المقابل عايشنا رصد أموال ضخمة لمشاريع وتطوير خدمات وزارات لم تنفذ أجزاء يسيرة منها، بل يتم ترحيلها لتبقى تحت بند «السنوات القادمة» المشرعة الأبواب! إنجاز التنفيذ يحسب لأرامكو ولفريق من الشباب غالبيتهم من السعوديين.
وقبل أشهر كنت مع زملاء كرام ضيوف على «كاوست» في جولة اطلعنا خلالها على حجم الإنشاءات ونوعيتها. الحلم كبير وبعيد النظر. وقتها اقترحت على بعض مضيفينا أن تنشئ أرامكو السعودية. شركة مقاولات ضخمة مستقلة. الخبرات والتجربة متوافرة فما المانع! وحتى تصدّر إلى سوق الإنشاءات شيئاً من الانضباط والدقة في العمل وتكسر احتكار إنشاء المشاريع الكبيرة وحتى لا يقال «صفوا صفين لشركتين»!
والاقتراح قائم لعل مجلس شركة ارامكو يفكر فيه… لتولد شركة جديدة، مثل هذه، وهو ما يستحق الطرح للاكتتاب بدلاً من شركات التأمين التي لا يتوقف طرحها من دون ضبط سوقها!
الخطوة الأولى في التحدي الكبير لتحقيق حلم ملك في نقلة تقنية بحثية مستقبلية للبلاد مع شراكات عالمية عالية المستوى… هذه الخطوة تمت بنجاح الأسبوع الماضي، والتحدي المقبل هو تحد نوعي أكثر صعوبة وتقع مسؤولية مواجهته على إدارة الجامعة الوليدة، إذ توفّر لها كل شيء.
المسؤولية هنا في استخراج المفيد للوطن من أبحاث ومبتكرات، فلم يكن مصادفة اختيار اليوم الوطني للمملكة يوماً للافتتاح الرسمي للجامعة، فالوطن أولاً والوصول الى العالمية سيأتي من خلال المنجز الداخلي، ومع هذا التحدي تحد آخر للشباب السعوديين من الباحثين الحالمين والمبتكرين وأيضاً العرب والمسلمين.
في ثول قرب جدة، وفّر الملك عبدالله بن عبدالعزيز بثاقب نظر وأمل، بيئة بحثية علمية ممتازة، بل لا تخطر على البال، هي – كما شاهدت – حلم لكل باحث حقيقي يسعى للإنجاز العلمي. الميزة في طلبة الجامعة أو من تستقبلهم كما هو مفترض أنهم لا يسعون إلى مناصب بحلية الشهادات «الكبيرة»، بل يسعون إلى إنجاز واقع جديد، يحقق ولو بعض مخرجات تُوجدُ حلولاً لما يواجهنا من معضلات وأخطار مستقبلية في الماء والطاقة والبيئة. هذه الحلول لطالما انتظرناها من الشرق والغرب، وآن لنا أن نشارك في اكتشافها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على التحدي المقبل

  1. صــالح الأحمــدي كتب:

    الأستاذ عبدالعزيز : لايخفاكم بأن م، أسباب انتهاء مشروع الجامعة في وقته المحدد ومن قبل شركة أرامكو هو المتابعة الشخصية من الملك عبد الله لإهتمامه ومتابعته لذلك المشروع بصفة دائمة ، علاوة على فتح حساب مالي خاص وبدون حدود ، هذا هو السبب الحقيقي لنجاح هذا المشروع من ناحية البنى التحتية ،
    وأما نجاح الجامعة من ناحية أكاديمية فهذا بحاجة إلى زمنٍ ليس بالقصير كما أشار مديرها في مقابلة صحفية بأن نتاج هذه الجامعة بحاجة إلى جيل من الزمن ، ( في مقابلة خاصة بجريدة الحياة ) ،
    وهذا ماحصل فعلاً بمشروعي الحرمين الشريفين في عهد الملك فهد يرحمه الله الذي كان يولي اهتمامه الخاص للمشروعين مادياً ومعنوياً ، فالموضوع يا أخي الكريم ليس مناطاً بشركة أرامكو ولا غيرها من الشركات بل بالمتابعة والمساءلة والمحاسبة ، ومشكلتنا بأن المشاريع الوطنية تستولي عليها شركات قوية لا تخفاكم ، ثم بعد ذلك تبدأ التحويلات لشركات أصغر من الباطن حتى تنتهي إلى شركات ضعيفة مما يكون سبباً من أسباب تعثر تلك المشاريع علاوة عل عدم الإهتمام والرقابة الفنية والإدارية مما ينتج عنها تنفذاً سيئاً للغاية ، وشكراً لكم ..

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    انار الله قلبكم بالايمان وحفظكم الحنان المنان كما انرتم شاشة الكمبيوتر بعودتكم الميمونة .
    استاذنا الكبير كل ماجاء في مقالتكم اليوم يتلخص فعلا غي اسلوب الادارة الداخلية لهذه الشركة العملاقة
    التي انتجت مثل هذه الجامعه في ظرف زمني قياسي . مشكلتنا استاذي الكبير اننا لانتعلم من اخطاء
    الاخرين لانقراء ماتنشره وسائل الاعلاو لانتقبل النقد لانقبل ان يصلح اعوجاجنا احد .. نكابر حينما نخطئ
    ارامكو استاذي الحبيب ليست نبتة شيطانية العاملين فيها ليسوا قادمون من المريخ هم سعوديين الفرق
    بيننا وبينهم ان ادارتهم ادارة نظيفة مغسولة وناشفة ومكوية تمام والا مايعتب ولايمر على بابها اي واحد
    اذا كان فيه بقعة من الوسخ على ثوبه وباختصار اكثر استاذي ( الفساد المالي والاداري ) غير موجود في قاموس هذه الشركة ومن الاخر على مايقولوا .. المهم مبارك لنا عودتكم والله يقويكم .
    شكرا جزيلا .

  3. فضل الشمري كتب:

    مرحبا أباأحمد , عيدك مبارك ويعود عليك بالخيرات والهناء أنشالله تعالى , ونتمنى التوفيق لهذا الصرح الجامعي العملاق وأن يكون بوابة للخروج من بعض المعضلات التي تعيق الشباب السعودي ! تحياتنا … !!!

  4. ابوراكان كتب:

    أستاذ عبدالعزيز أسمح لي التعليق على ماكتبته حول مشروع الجامعه، فسر النجاح هو توافر بيئة عمل مشجعه لأي مقاول لإنجاز مثل ذلك وهؤلاء المقاولين الذين قاموا بتنفيذ هذا المشروع هم نفسهم يتعثرون في مشاريع حكوميه لاتجد ربع هذه البيئه. ولعل اكبر دليل انه في حال توفر التصميم المتكامل والعقد والشروط المنصفه والعادله وكذلك إدارة المشروع التي تدفع العمل وليست التي تعيقه فإن مقاولينا قادرين على إنجاز مايطمح له الجميع.

التعليقات مغلقة.