تتكشف اهتمامات المسؤول عندما يظهر للإعلام ويتحدث، حتى لو كان مقلاً في الظهور، الناس عندما يقرأون له أو عنه ينتظرون مزيداً من تحسين خدمات جهاز يشرف عليه، أما الإشادة إذا أردنا الحقيقة فهي متروكة لمتلقي الخدمة مراجعاً أو مستخدماً للجهة المعنية، لكننا تعوّدنا على جهات تمدح أعمالها وتبتعد عن الغوص في ما يشغل الناس، لذا يتم التركيز على نقاط وتترك أخرى، ولو كانت هذه الأخرى أهم وأعمق.
قبل أسبوع، قال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد ملا تعليقاً على المشاركة في المعرض الدولي للاتصالات، إن هذه المشاركة «تعكس مكانة قطاع الاتصالات في المملكة على المستوى العالمي، وما وصل إليه هذا القطاع من تطور وازدهار سواء في البنى التحتية القوية، أو الأسس التنظيمية والتشريعية العادلة، أو في الخبرات المتراكمة على مدى السنوات الماضية، كلها ساهمت في جودة الخدمات وانتشارها ومواكبتها مستجدات العصر».
ولست أعلم ماذا يصل للوزير عن «جودة الخدمات» وأي جهة ترفع تقارير الجودة؟ لأن السائد هو ارتفاع الشكوى ومعاناة المستخدم مع شركات الاتصالات، وآخر أزماتها قضية الفواتير واللغط المثار حولها، وأن هناك مشكلات تقنية يدفع ثمنها المشترك. تصريح الوزير أشار إلى «التشريعات العادلة»، فهل وزارة الاتصالات راضية عن مستوى العدل في الحفاظ على حقوق المستخدمين، وتأكدت من تطبيق تلك التشريعات؟ ولماذا لم تظهر الوزارة أو الهيئة وتعلن لعموم المستخدمين حقيقة المشكلات التي يعاني منها بعض المشغلين، وإجراءاتها لحماية مصالحهم؟ إن فرض غرامات على الشركات تستحصلها هيئة الاتصالات لا يقدم شيئاً للمتضرر، الأرباح المحققة تجعل من تلك الغرامات صفراً مكعباً، ثم إن المنافسة تحولت إلى مماحكة في الحملات الإعلانية ما أضر بصدقيتها، بل إن بعض العروض المعلن عنها لا يجري التدقيق فيها، وأصبح من المتعارف عليه لدى الناس أن الدخول في خدمة ما يعني عدم القدرة على الخروج منها! واقع مثل هذا يجعل من الطبيعي أن يُطمئِن معاليه الجميع الى الأوضاع الجيدة والمريحة… للشركات، بل بحسب ما ذكر هي «في وضع جيد جداً»، أما عن أوضاع المستخدمين فهي متروكة للرد الآلي!
لكن حال الاتصالات ليست استثناءً في عدم الاهتمام بحقيقة تحسين الخدمة وحقوق المشتركين، الجواب بـ لا، قبل أيام صرح رئيس الطيران المدني وهو يقدم الترخيص لشركة الطيران الرابعة قائلاً: «نتعامل مع الطلبات المقدمة لنا من خلال أسلوبين في عملية التقويم، الأول دراسة الجدوى الاقتصادية، الأمر الثاني وهو ما يهمنا هو نواحي السلامة والتي يجب أن تستوفى في شكل دقيق» انتهى…
وتلاحظ عزيزي القارئ في تصريح صحافي طيراني أن جودة الخدمة المقدمة لك ليست من ضمن محددات تقويم الطلبات!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اذا تكلم المسؤل بغير هذا الكلام يطيروه ويشوتوه اربعين متر خارج الملعب عفوا اقصد خارج المنصب .. لازم استاذي هذا برتوكول عشان يعمر في الكرسي ثمانية وخمسين والا سبعمائة عام .. الا صادق ياشيخ ملا الخدمات فيها من الجودة اللي تطير العقل انترنت طلقات ماهو طلقة الله يكفينا الشر .. تلفون قبل ماتمسك السماعة هو يطلب لك الرقم ويجيب شاهي فواتير محلوف عليه ستين يمين من الموظفين انها تمام التمام مازودوا قرش واحد ناس يخافوا الله .. مافي احد يقدر يرسل لك رسالة من غير ماتوافق كذابين العالم اللي تقول ثمانين رسالة في اليوم تبغى شعر وتبغى بطاطس ..الموظفين يردوا عليك من اول رنة وشوية يشيلوك بعيونهم وكذابين اللي يقولوا انهم جلسوا يومين وثلاثة حتي يكلموا الموظف هذه الاتصالات واحلى مافيهم التصاريح ومنه كثر .. اما الطيران مافيه فيران تطلع الطيارة ولا فيه عندنا طيارات تركية .. والله عيب نتستأجر طيارات من تركيا ماكان احسن من نيجيريا والا عشان تركيا يزعلوا اهل سنوات الضياع ومافيه رحلات تتأخر يوم ويومين الله لايبارك في الخصخصة واللي فنها واللي اخترعها بس .
شكرا استاذي جزاك الله خير
نريد مسؤولا جريئا في شركة الاتصالات يظهر للناس و يوضح سبب تعطل نظام الفواتير لمدة تزيد عن اربعة او خمسة شهور
في العالم بأسره ..
لو يتعطل نظام الفواتير لمدة يوم او يومين لقامت قوائمهم !!!
نحن هنا نستغرب الصمت المطبق من قبل هيئة الاتصالات على ما يعانيه الناس من شركة الاتصالات!
ونستغرب خروج الرئيس التنفيذي يوميا لدعايات عن خدمات متقادمة بعضها له شهور وهو مفعل ويستخدمه الناس !
ارجو ان تتوفر لديه الجرأة الأدبية لتوضيح الأمر للناس وما هو مصير مدفوعات الناس الذين يسددون وبعد يوم يومين يفاجأون بأن النظام لم يسجل مدفوعاتهم !