أسلوب عنترة لا ينفع

حصرت هيئة الغذاء والدواء مشكلة مياه الشرب المحلية المعبأة في ثلاثة منتجات غير مشهورة أعلنت عن سوئها وحذرت من استهلاكها، وكأنها تقول لنا إن بقية شلة القوارير البلاستيكية سليمة ومعافاة وهذا غير صحيح على الإطلاق. شركة المياه كانت قد حذرت 15 شركة أو معملاً للمياه المعبأة في شباط (فبراير) الماضي ومنحتها 45 يوماً لإصلاح أوضاعها وخفض نسبة البروميد، والقضية أثيرت قبل ظهور شركة المياه وخطاب الـ15 شركة نشرت عنه هنا في حينه. وبعد انتهاء تلك المدة «45 يوماً» لم يتحدث أحد ولم يرد أحد، ليظهر لنا والعام في شهره العاشر بيان هيئة الغذاء والدواء، والحقيقة أني غير مقتنع أن المخالفين فقط ثلاثة أسماء لا غير وضعاف أيضاً، ولا أنسى أنه بعد إثارة الموضوع أوائل هذا العام قام بعض شركات المياه بحملات دعائية لم يذكر فيها شيء عن البروميد وانتهجت النهج المعروف الأنقى والأعذب إلخ…
أول اهتمام لي في قضية المياه المعبأة ما نقله لي أحد الأخوة عن صديق حضر مناسبة ولاحظ أن صاحب شركة المياه لا يشرب من منتجات شركته الموضوعة على طاولة الطعام، ولم أصدق الرواية لكنها بقيت في الذاكرة… لتتأكد حين اطلاعي على تقارير علمية.
يحكى عن عنترة بن شداد، «ما غيره» أنه إذا حمي وطيس المعركة كان يضرب الضعيف ضربة قاصمة يخاف لها القوي الشجاع، لكن أسلوب عنترة لا يصلح في قضايا الاستهلاك والتجارة. المعارك والحروب في هذا الشأن مختلفة وأطول نفساً وساحتها هي المكاتب والجولات التفتيشية والمختبرات المتقدمة، ولك أن تسأل عن الأخيرة وأوضاعها في بلادنا، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بماء الشرب الذي مدد السماح لتوفيق أوضاع منتجين له مع تلك الملاحظات الجوهرية فلم يوقف الإنتاج ولا البيع. عدم الإيقاف هذا في حينه، أي لحظة الاكتشاف والاكتفاء بالتحذير، دليل على مقياس أهمية صحة الناس لدى جهات مسؤولة وفي مقدمها شركة المياه وهيئة الغذاء.
إضافة إلى الماء ومصادره وأسلوب تعقيمه لا بد لهيئة الغذاء والدواء من أن تكشف لنا أحوال العبوات البلاستيكية المستخدمة من شركات المياه المعبأة وأنواع أخطارها، وإلى أية درجة يمكن إعادة استخدامها، أكثر المنازل صارت تستعملها لحفظ الماء بما يعني إعادة استخدام متكررة، فما هي الأخطار وما يدور ويحور عنها كثير ومقلق، ثم نعود إلى أسلوب تخزين هذه المياه في البقالات وأيضاً أسلوب نقلها مكشوفة في شاحنات معامل قوارير المياه. هذه المنظومة مترابطة وكشف المعوج فيها واجب. التحذير من ثلاثة منتجات فقط لا يكفي بل هو أفضل دعاية لآخرين الله أعلم بحال منتجاتهم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على أسلوب عنترة لا ينفع

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    هذا ايام عنترة الله يمسيه بالخير انا افتكر ايام زمان في الحارة كان بعض من يهوى الاستعراض يراقب من هو الولد
    المسيطر والمسموع كلمته والمفتولة عضلاته فتلة فتلة والعريض في المنكبين ويجلس له في الشارع ساعة العصر من اجل ان يضمن ان يشاهدوا الواقعة اكبر عدد ممكن وتصير الطامة وبعدها يضمن ان الجميع من العيال يحسبوا له الف حساب خلاص وراهم العين الحمرة وشكرا لهئية الغذاء والصفاء والنقاء والدواء ورتنا العين الحمراء في هذه القوارير وبيض الله وجيهم المهم واو بعد سنة سمعوا الكلام وعقبال الباقين يسمعوا الكلام .
    مشي يابو احمد كله عند العرب صابون المهم فيه احد يسمعنا .. الله يسمعك ويسمعنا خير دائما .

  2. علي العلولا كتب:

    أؤيدك تماما استاذي العزيز فبقية شركات ومعامل تعبئة المياه ليست اسوأ من الشركات التي تم التحذير منها ولكن هيئة الغذاء والدواء تتبع سياسة درجت عليها جميع الجهات الحكومية في استهداف الضعيف وتطبيق الأنظمة عليه فنحن ننشر صور مرتشي المائتي ريال والجميع يعلم ان هناك الآلاف ممن يرتشون علنا ولم نسمع انه تم القبض على احدهم
    فهيئة الغذاء لاتستطيع التحذير من مصنع المياه الشهير الذي تحتوي مياهه على يورانيوم

  3. فهد كتب:

    والله ما زادني حرقه مع ان ليس له صله بالموضوع الذي كتبت ولكن اننا نصدر مياه الشرب الى دول الخليج

    وأنا مسئول عن كلامي ولك ان تبحث ؟؟؟ الان نشتكي من شح المياه ونصدر المياه يا ناس اريد أن افهم لا يحوز زراعة القمح لانه يستهلك مياه ويجوز تصدير المياه فهي لن يستهلكها احد

التعليقات مغلقة.