«علامات الخير وسمات الصلاح»

نشرت «الرياض» تصريحاً للمتحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عسير، قال إن فرع الهيئة قبض على مقيم عربي حاول الاعتداء على فتاة في دورة مياه مسجد يعمل فيه إماماً بالنيابة! أيضاً المتهم يعمل سائقاً «ربما بالإنابة»! للنقل المدرسي. في آخر الخبر قال المتحدث: «إن الفتاة لم تصب بأذى وإن الهيئة سلمت المذكور للجهة الرسمية للتحقيق معه وإنزال العقوبة المناسبة ضده لا سيما أنه يعمل إماماً بالإنابة في المسجد المذكور ويظهر عليه علامات الخير وسمات الصلاح»، انتهى.
وعلى رغم أن المذكور قبض عليه متلبساً إلا انه تظهر عليه «علامات الخير وسمات الصلاح»! ولو لم يكن القبض عليه متلبساً لربما حالت «علامات الخير وسمات الصلاح» تلك دون تصديق فتاة حاول الاعتداء عليها.
من السهل في مجتمعنا لبس الأقنعة التي تزيف الجوهر، خصوصاً مع اختزال علامات الخير وسمات الصلاح في هيئة محددة والتأكيد عليها في خبر من هذا النوع! كل من يرغب استخدمها ويستخدمها، والقصص المنشورة المثبتة كثيرة، إمام المسجد المتهم باختلاس مليون ريال من التبرعات آخرها، قضية كتاب العدل من أشهرها، عمالة المساجد وما طفح من ممارسات بعض منهم معروفة، إذ أوكلت وزارة الشؤون الإسلامية المساجد إلى مؤسسات صيانة أوكلتها هي إلى عمالة فرأينا ما لا يخطر على البال، لا تلام الوزارة فلديها أولويات منها ترجمة معاني القرآن الكريم… إلى اللغة العبرية!
لا أريد أن أفهم خطأ لكن ذلك لا يهم والهدف محاولة الإسهام في إصلاح مجتمع غاص في الشكل الظاهر وأهمل الجوهر، نعم كل تلك الممارسات تعبر عمن ارتكبها ولا تعني اتهام شريحة ما بها، لكنها تخبرنا أيضاً، وهذا هو الأهم، ان علامات الخير وسمات الصلاح تظهر وتبرز أدلتها بحسن الأخلاق والأمانة وهذا ما لا يمكن سبر أغواره ومعرفة حقيقته إلا بالتعامل لا بالشكل، وقد تعددت معاناة المجتمع من اختزال تلك العلامات في صورة يسهل استحداثها، معاناة تعددت اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً، من هنا لا يستغرب الاستغلال ونحن من سهلناه.
التمصلح من وراء «علامات الخير وسمات الصلاح» تلك له ألوان وأنواع، وهو لا يختلف عن الإعلانات التجارية. ولأن مجتمعنا هكذا، وتربى على هكذا، أصبح سهل المنال والاختراق، من هنا لم يدهشني قيام تاجر أو شركته، بنشر إعلان لجذب الزبونات على صفحة كاملة مستخدماً آيات قرآنية كريمة وأحاديث شريفة. جاء الإعلان على شكل حوار متهالك لكن الزبونة المفترضة وهي تحث على الشراء استخدمت آية قرآنية كريمة تقول: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون» وفسرت ذلك بقولها: «وأحب شيء عندي الأشياء اللي اشتريها»!
أخيراً رسالة لوزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة: الحاجة ملحة يا دكتور لقرار صارم يمنع استخدام الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة في الإعلانات التجارية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

7 تعليقات على «علامات الخير وسمات الصلاح»

  1. ابو عروب كتب:

    صبحك الله بالخير ابو احمد

    كلام صحيح والدليل محلات العود والعسل كلها من يظهر عليهم سمات الصلاح والله شى يتعب ويفقدك الثقه

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    واحد من هذه العينة واضع لوحة على مكتبه الوظيفي مكتوب عليها ( ادفع باللتي هي احسن )..
    والمسبحة مطروحة على الماصة طولها خمسة امتار وهو يأكل مال قارون ولعياذ بالله .. لكن مازال الخيرين موجودين واهل التقوى موجودين ولايعني وجود هولاء الفاسدين الذين يمتهنون اغلبهم الفساد المالي والاداري وهم يرتدون اقنعة الورع والزهد والتقوى والعفاف لك تكتب لمين وتقول لمين هذا فاسد والا هذا مرتشي والا مصخم مااحد عندك ..
    اليوم قريت ان حكومة المالديف تجتمع تحت الماء بس ماادري في بركة والا مسبح اولمبي والا في البحر المهم انهم مالقيوا حل يلفتوا انتباه العالم الا انهم يغوصوا تحت الماء والى الان يقولوا ماطلعوا وبرضه مااحد سأل عنهم
    انا فسرت استاذي انه رغبة في الانتحار لكن بطريقة حديثة نوعا ما بدلا من مرواح ويتعلقوا فيها ولابنزين وكباريت وكلام فاضي وفكرت لو طلعت الحكومة من تحت الماء ايش راح يقولوا عن مشاهداتهم ..
    سامحني استاذي اليوم الامور اتلخبطت عندي شوية لكن الخبر له دخل في موضوع اليوم كيف ماادري
    شكرا استاذي ..

  3. قاصد خير كتب:

    نعم أستاذي الفاضل
    أتفق معك , في هذه النقطة , وللاسف اتخذ هذا الدين
    مطية من قبل أشخاص لا هم لهم الا الامور الدنيوية ( الدنئية)
    أعراض الناس, وأموالهم, وحقوقهم, الى درجة أنها أصبحت وصمة
    عار, على الذين بعكس تماما, فعلا عليهم سمت الخير والصلاح.
    أستاذي الفاضل,جعل القران والاحاديث , شعارات تجارية, رنات للهواتف
    حجة للذين لا يريدو أن يعملوا يشغل القران في العمل…الخ

  4. ابو وصال كتب:

    اتابع مقالاتك بشغف شديد ورأيكم صائب لكني اضحك من تعليقات القراء بعض الاحيان فيها الكثير وخاصة تعليقات الاستاذ طارق تحياتي يااستاذ عبدالعزيز

  5. لمى خالد كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لا ادري هل جملة “علامات الخير وسمات الصلاح” يعنى بها اللحية!!
    انا هنا لا انتقد ولكن هل هذا المظهر هو الدليل الوحيد على الخير والصلاح
    ام ان المقصود بالجملة شئ آخر
    في اعتقادي ان المقصود بها هذا الشئ بالذات
    حيث ان الحكم بالنسبة للهيئة هو بهذا المظهر من يطلق اللحية صالح ومن يحلقها طالح
    لست متحاملة على الهيئة ولست متحامله على الملتحين
    ولكن لماذا نمكن اصحاب النفوس الضعيفة من استخدام هذا المظهر ليعيثوا في الارض فسادا!!!
    تحياتي

  6. سليمان الذويخ كتب:

    انا اسميها لبس الأقنعة
    فما فائدة ان اظهر بمظهر الصلاح لأتخذه وسيلة لخداع الناس ؟
    انها ظاهرة تنامت لإبتزاز الثقة من المسلمين
    وهذا عائد في المقام الأول الى نظام ( سريع سريع ) للحكم على الناس من اول نظرة
    هذا النظام الذي نتعشقه كثيرا
    نرتاح للملتحي وهذا امر طيب ولكنه استغل ابشع استغلال من قبل اناس لا خلاق لهم
    ولو ازالوا اللحية لعرفتهم من اول تعامل !
    كثيرون هم .. سواء من العرب او من ابناء الوطن
    ( لا تحسبن العلم ينفع وحده …… مالم يتوج ربه بــ خلاق )
    وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام : الدين النصيحة
    و ( الدين المعاملة ) الحديث !

  7. ابو خميس كتب:

    كلامك صح وهناك مشاكل احتماعية اكبر وأدهى ومسكوت عنها من الكثير ولكن تمام ان فيه ناس بدت تتكلم

التعليقات مغلقة.