حصرياً

من أفضل ما قيل في المواطن السعودي ما ذكره وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة قبل أيام إذ نشرت الصحف قوله: «إن المواطن السعودي وصل إلى مرحلة من النضج والثقافة العالية لأخذ المعلومات من مصادرها الرئيسية، ولن يعتمد على الإشاعات» (انتهى).
لا شك في ان هذا يذكر ليقدر، لأن غالبية التصريحات من مسؤولين آخرين تحدثت – مع كل أزمة – عن عدم وعي المجتمع، وهو ما يعني عدم وعي أفراده، وقيل في هذا ما قيل. كارثة سوق الأسهم شاهدة، مروراً برفع تجار الأرز لأسعاره واستمرارهم وغيرها من أزمات متعاقبة عايشناها، والدكتور الوزير طبيب وجراح فلا بد من أن النتيجة التي توصل إليها وشهادة أعلنها جاءت عن معاينة وتشخيص. نعم لا بد للإنسان من أن يحرص على اخذ المعلومات من مصادرها الرئيسية شرط ألا تكون شحيحة أو معتمة، عندها سيلجأ لمصادر أخرى، فلم يبق على وزارة الصحة عند إعلانها عن حالات الوفيات من أنفلونزا الخنازير سوى أن تكتفي بذكر العدد لا غير! من دون تفصيل، لأن زبدة الكلام ما قل ودل و «مالكم ووجع الرأس… نحن أدرى بشؤونكم»، وفي التصريح نفسه قال وزير الصحة: «إن ما رصدته إمارة الرياض من خلل في استقبال حالات أنفلونزا الخنازير لخمسة مستشفيات ليس خللاً، وإنما هناك مرض جديد نكتسب منه خبرة يومياً من خلال التعامل معه» (انتهى). «الخلل ليس خللاً» لم افهمها، وليت القارئ الكريم يعينني على ذلك، خصوصاً ان إمارة الرياض جهة رسمية رفيعة المقام ولم تذكر في رصدها سوى حقائق معروفة من اكتظاظ المراجعين وسوء مواقع استقبالهم وقلة عدد من يباشرهم، وهي سلبيات لا تحتاج إلى خبرات خاصة، والحالة وباء معد قد علمت طرق انتشاره وعدواه!
أود أن أسأل وزارة الصحة الموقرة عن سبب منعها المختبرات الخاصة المجهزة والقادرة على تشخيص حالات أنفلونزا الخنازير من فحص تلك الحالات بتعميم مشدد، كان من الممكن لها أن تقوم هذه المختبرات وتراقبها وتحذف منها «تجار الشنطة الطبية»، بدلاً من ازدحام الناس على مواقع الوزارة المخصصة والقليلة بوضعها المذكور أعلاه، بل ماذا يفعل من يشك في ارتفاع درجة حرارته؟ ليس أمامه سوى أن يذهب لطابور الصحة وقد يلتقط العدوى هناك. التفسير الوحيد المتاح أمامي – كسبب لهذه الحصرية – هو رغبة الوزارة بل حرصها على الإمساك بأرقام الحالات المصابة تحت يديها، بذريعة «عدم إثارة البلبلة».

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

9 تعليقات على حصرياً

  1. ابو وصال كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الخلل استاذ الذي ليس هو خلل ان يكون هناك خللا والخلل الذي يكون خللا لابد ان ينتهي الى خلل ..
    استاذي الحبيب ماهو اختراع مختبر صغير في كل مستوصف والا مختبر متنقل يطالع في العالم اللي تسخن وبس ومايحتاج لها خلل حتى يصير مخلل الوضع .. ابشرك العيال راحوا المدارس ومعاهم الحبة السوداء والعسل
    واترك عنك مختبرات وطائرات وان شاء الله يكونوا في قلب العافية والخلل والا المخلل فينا ماهو في المختبرات
    يارب تسخر لهذه البلد من يخاف الله فيها وفي البشر اللي فيها .
    شكرا استاذنا الحبيب

  2. سعودي صريح كتب:

    المكان الحقيقي للدكتور الربيعة هو غرفة العمليات لان نجاحه كطبيب لا يعني ان ينجح في الادارة
    لكن للاسف هذه مشكلة نعاني منها في البلد ما ان ينجح الطبيب الا ونبحث له عن منصب وكأن ذلك نوع من المكافأة فقط
    الحقيقة ان وزارة الصحة تعاني منذ قدوم الدكتور الربيعة اكثر من الوزير السابق !!!
    والدكتور بشهادة الذين يعرفونه ناجح كطبيب فاشل بالادارة
    واعتقد ان هذه نظرية جديدة في علم الادارة :( الخلل ليس خللا !!!!)
    ويابلادي واصلي والله معاك

  3. صالح بن محمد كتب:

    أستاذي ..أسعد الله مسائكم بكل خير..
    لاتحزن ولاتيأس …أسأل الله أن يغنينا بفضله عن من سواه…وأن يكفينا شر هذا الوبأ.
    يبدو بأن وزارة الصحة تريدنا أن نلغي عقولنا ..لتفكر هي عنا..بغض النظر عن أي رأي علمي ينتقد هذا اللقاح ويبين مخاطره…وكأنهم قاموا بإجراء التجارب على البشر وأثبتوا عكس مايشاع ومايقال عنه..من أطباء مختصين ..أختزلوا جميع المعارضين بمالمواقع والمنتديات( من عامة الناس )
    أتمنى أن يتينا ردا علميا ومواجهه بين من يثنون على اللقاح ومن يحذرون منه…( أطباء إختصاصيون بعلوم السميات!!ليقدم كل فريق برهانه ويكون ذلك على الهواء مباشرة وليتركوا بعد ذلك لنا حرية الإختيار لأننا كمواطنين مازلنا نملك عقولا أنعم الله بها علينا…
    تحياتي لك ولجميع زوار موقعكم

  4. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وحصريا نحن نشد علي ايادي كل العاملين في وزارة الصحة , وحصريا نتمنى ونترجى ان تكون هناك فرق ميدانية
    تتجول على الاقل في المدارس تتأكد من اوضاعها على الاقل . وحصريا نتمنى تعيين مئات بل الالاف من المتخرجين ممرضين . وحصريا نحن العدد الاعلى في الوفيات من هذه الخنازير وحصريا نقل الله يعطيكم العافية
    وشكرا بارك الله فيكم .

  5. م / أمين نجيب المصري كتب:

    أستاذي العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    لكم كنت أن أتأمل أن يكون هناك بعض المسئولية في بعض فرق وزارة الصحة، وأود أن أروي ما حدث لي.
    في صباح يوم الثلاثاء 13/10م2009م غادري على متن الخطوط السعودية من جده إلى لندن الرحلة رقم 113. وصلت الطائرة الساعة 6:20 ص مطار هيثرو وبعد الجوازات وإستلام الحقائب وعند دخول منطقة الجمرك وجب على كل منا أن يمر عبر جهاز ذكرني بأجهزة الرنين المغناطيسي في المستشفيات. ولم يأخذ الأمر أكثر من ثواني.
    والآن رحلة العودة. غادرت لندن مساء يوم السبت 17/10/2009 علي رحلة السعودية 116 الساعة 8:40م متجهة إلى جده. وبعد إقلاع الطائرة وزع موظفي الخدمة الجوية بطاقات بيضاء على كافة الركاب، وعند السؤال عنها قيل لنا أنها لحصر معلومات عن إنفلونزا الخنازير وسنقوم بتسليمها لموظي الصحة في مطار الملك عبدالعزيز بجده. وصلت الطائرة الساعة 4:40ص وعند الدخول لم نقابل أي موظف للصحة وكان أول توقف هو موظغ الجوزات، أظهرت له البطاقة وسألته ماذا أفعل بها فقال لي لا شيء لأنه لا يوجد موظفين. وكما نعلم جميعا فإن موسف الحج على الأبواب. لا أريد أن أعلق وأترك التعليق لك.

    تحيلاتي لك وللجميع.

    م / أمين نجيب المصري

  6. لمى خالد كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    المشكلة ان الموضوع اصبح للأكثر شهرة
    اسماء لامعة توضع في مناصب تطمس هذا اللمعان
    فنرى جانب آخر كان خافيا وليته بقي خافيا لتظل هذه الأسماء لامعة في الاماكن اللتي تليق بها
    الربيعة دكتور يفخر به الوطن ولكن بوضعه في منصب ليس اهلا له يجعل المواطن يعيد النظر في هذه
    الشخصية اللتي اثبتت وجودهامن خلال عمليات فصل التوائم
    فالناس لا يرون الجيد بقدر رؤيتهم للضار
    الربيعة اخطأ الحسابات بقبوله هذاالمنصب
    ولكن لا يمكن ان ننكر ان كرسي الوزارة اغراء بحد ذاته

  7. يوسف الغانم كتب:

    اعتقد ان الدكتور حمد المانع افضل بكثير من الربيعة ، وقد بذل جهوداً مميزة وقد بدأت تظهر نتائجها الان مثل انشاء المستشفيات التي تبنى الان وهي على وشك الانتهاء وستجير للربيعة ،،مشكلتنا اننا نستعجل النتائج خلال مدة وجيزة فالمانع لم تتح له الفرصة لينجز ويجني ثمار جهده 0
    اما الربيعة فلن ينجز مهما اعطي من فرصة لا لشيء الا ان هذا ليس مجاله وفعلاً هذا المنصب سيضره اكثر مما كان يتوقع فسيصبح مثل ” معيّد القريتين “وسيخسر المنصبين معاً
    رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه

  8. Jean Oaf كتب:

    تحية طيبة
    تزامن وباء فيروس انفلونزا الخنازير في موسم حج هذا العام يعيد للأذهان وباء الحمية الشوكية الفيروسية
    VIRAL MENINGITIS التي انتشرت في موسم حج عام 1393 -1394 وتسببت في وفاة آلاف الحجاج وعشرات من تلاميذ المدارس الإبتدائية (بنات وبنين) في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة, في شهر أبريل الماضي عند ظهور أول التحذيرات من إمكانية تحول المرض إلى وباء كانت جميع أنظار المراقبين متجهة ألى بؤرة واحدة في عالمنا (مسكونتنا) تشكل أكبر منطقة كثافة سكانية في مساحة ضيقة وفترة محدودة ويزدحم فيها الناس وتنعدم فيها النظافة الشخصية نسبيا ألا وهي فترتي الحج والعمرة ,وبفضل من الله عزوجل ومنَََه لم يتم حدوث كوارث في فترة العمرة هذا العام . وعندما يلهم الله تعالى إمام المسلمين أن يأمر بتوفير ستة ملايين جرعة لقاح لوقاية السكان والحجاج من الوباء , وهو أدرى بإحتياجات أمته .ويعز على أعداء المسلمين ألا يتشفوا بالمسلمين وهم ينفقون كالبهائهم أثناء آدائهم مناسك الحج والعمرة , تعلو موجات المحذرين من أنصار العودة إلى الطبيعة والمايكوبايوتيين , وأطباء الهوميوباثي والمأجورين من الأطباء المسلمين في شبكة FOX NEWS بمنع أخذ اللقاح ويكثر الجدل ويتبعهم أساتذة كليات الطب السعوديين الذين لاعلاقة لهم بالأمراض المعدية ولا تخصص لهم إلا إنهم في لجان شرعية وبعيديين عن خدمة الحجاج في التشكيك من أمن اللقاح والإرتياب من سلامته . الرجل العاقل لايتجرأ على ولي نعمته , الإمتحان الحقيقي للمسلمين هذا العام ألا يشمتوا بهم الأعداء وأن يطيعوا ولي أمرهم فيما أرتاءه بحكمته لمنع انتشار الوباء ,ويكفوا عن الجدل.

  9. سليمان الذويخ كتب:

    لقد اجمع الشعب على التعجب من نقل الدكتور الربيعة
    من: غرفة العمليات التي كانت محضن نجاحه
    الى : كرسي الوزارة الذي قتل خبرته ووأدها بلا رحمة !
    خسرناه مرتين
    خسرناه طبيبا حاذقا
    وخسرناه وزيرا باء بحمل وزارة هي الى الوزر اقرب

التعليقات مغلقة.