الفرق بين كارثة جدة وحوادث أخرى في بلادنا، هو أن الحصيلة كانت بالجملة، هناك قصص تحدث بالتقسيط المستمر منذ عقود، لو تم إحصاؤها لخرجنا بأرقام مروّعة.
ما جرى للطبيب طارق الجهني المتوفى دماغياً بسبب خطأ من طبيبة تأشيرة الزيارة… نموذج. نقلت صحف عن مدير المستشفى الخاص الذي أجرى الجراحة (لم يذكر اسمه)، علمه بأن الطبيبة لا تحمل رخصة لمزاولة المهنة! – العلم بالشيء لا يعني العمل به؟ – والقانون لا يحمي المغفلين من المرضى مع استثناء مسؤولين ومنشآت خاصة. هذه المآسي تتكرر. يجري التعامل معها بتشكيل لجنة امتصاص تختفي اخبارها بعد أيام… إلى الأبد.
هل يفزع المسؤولون في وزارة الصحة لزميلهم المتوفى دماغياً؟ أدعو الله تعالى ان يشفيه ويجبر مصاب بنياته الصغيرات، ولا يكله إلا على وجهه الكريم، وهم في ذمة من تولى الامانة.
حسناً… أين الشؤون الصحية في جدة عما تمارسه دكاكين الصحة التجارية؟
الجواب مضحك مبكٍ، الشؤون الصحية في جدة مشغولة بالاستحواذ على صحة المحافظات الأصغر.قبل عام قرر مدير الشؤون الصحية في جدة ضم «صحة محافظة الليث» إلى الرعاية الصحية الاولية عنده! مستنداً على قرار مجلس ادارة الشؤون الصحية في جدة المنعقد قبل يومين من صدور قراره! – انظر الى سرعة الانجاز! صحة محافظة تستحوذ على اخرى، الوزارة ساكتة وهو من علامات الرضى!
أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس مجلس المنطقة، أرسل خطاباً صريحاً يفيد بأن الاجراء «لا يخدم الصالح العام بل يزيد الروتين والمركزية». والامر في خطاب الأمير واضح وصريح بالنص على استحداث ادارة مستقلة للصحة في الليث، لكنه حتى الآن – ويا للعجب – لم ينفذ!
خلال زيارة وزير الصحة الاخيرة لمحافظة الليث استمع لأصوات أهالي الليث ومعاناتهم الصحية بسبب الاستحواذ الاداري من صحة جدة، لكن الوضع بقي على ما هو عليه، وعلى المتضرر ان يضرب مشوار 200 كيلومتر إلى جدة لإصلاح سيارة إسعاف متعطلة، واحدة منها مكثت ستة أشهر في الصيانة! حتى لو احتاج لمسمار او صامولة «مش صامولي» لا بد من السفر.
تحولت صحة محافظة تشكو من الفقر المدقع، إلى ما يشبه سطح الملحق في بعض المنازل السعودية، يرمى اليها بالاثاث القديم والتعيين الموقت، وينظر بعين العطف إلى رفض اطباء العمل فيها، «واللي موعاجبه يشرب من البحر» والليث على شاطئ نظيف حتى الآن.
ولك أن تفتشْ في أسباب الاستحواذ وما جنته ادارة الشؤون الصحية في جدة من ذلك؟ لان هيئة الرقابة والتحقيق لا تفتش، مثلما لم تفتش صحة جدة على دكاكين الصحة فتحدث مصائب كما حدث للدكتور طارق الجهني، فالهم الاساس هو في الاستحواذ والسيطرة وتمدد الصلاحيات اما النتيجة فهي أمامكم، ويحق لدكاكين الصحة ان تلعب بيديها ورجليها.
-
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
-
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمغط المسؤل وطقطق عظام ظهره وفرك عينيه . ورفع سماعة التليفون اكتبوا للمسؤل الذي يتكلم عنه كاتب الحياة هذا الذي يحب الحياة الله يهديه واسألوه عن ماجاء في مقالة اليوم .. نصف ساعه ويجيب
المسؤل لاصحة لما نشر والوضع مطمئن حتى انه يوجد لدينا ثلاثمائة سرير شاغر والاطباء يصيحون
هل من زائر حتى وان كان حائر واثاث المستشفيات والمراكز الصحية مثل ماهو موجود بمكتبكم
واقفل الموضوع وعاد المسؤل للنوم يأكل الرز مع الملائكة التي تحيطه من كل حدب وصوب ..
اما هي ابتلاع ام دفان فلاهي ابتلاع ولاهي دفان هي تكره الانسان والامر لله من قبل ومن بعد.
جزاك الله خير يابو احمد .
الإستحواذ كما يسميه الكاتب هو جزء من خطة مستقبلية
1_بجعل مديرية الشئون الصحية الجداوية , المديرية التي لاتغيب عنها الشمس
2_بجعل الليث مقر تأديب للأطباء المشاغبين والبعيدين عن قلب المسئولين في صحة جدة بنفيهم إليها حتى حين
3_ تحقيق قانون توازن الدخل من مدفوعات وزارة الصحة لتطويرالخدمات الصحية بالمحافظة ومن التبرعات السخية التي تشهدها محافظة الليث , بتحويلها إلى حسابات المسئولين (الأيتام والغارمين وأبناء السبيل) في مديرية الشئون الصحية بجدة
صباح الخير أستاذ عبدالعزيز وكل عام وأنت وقراءك بخير وصحة وسعادة ” سنة هجرية سعيدة
حكاية ” الليث حكاية كبيرة ” إنها أرجوحة تم إنشاؤها ” من أجل اللف والدوران “…ياليت وزارة الصحة تترك سكان الليث منشغلين بأمراضهم ” لااااااا ….” فالليث كما قال الأستاذ حيدر جعفر ” كنز جديد ” أو حساب به مبلغ مالي محترم والكل يبي ينهب ….الليث مدينة على الهامش وعااادي جدا إذا أجّل أهالي الليث مرضهم !؟ واللي فيه سكته قلبية يا ليت يؤجلها !! واللي جايته جلطه يقول مري بكره ” الإسعاف في جده يركبون لها مسمار !!” واللي رجله منكسره يثبتها بين خشبتين إلى أن يسهل الله !! واللي طفله مريض وفيه سخونة ينقعه في مويه باردة …!! واللي واللي واللي واللي …وعشم أهالي الليث كبير بوزير الصحة ” يا ليته ينهي معاناتهم سريعا ” ……انظروا إلى مدينة الليث إنسانيا , وفيهم الشايب والعجوز والطفل !! شكرا أستاذ عبدالعزيز وشكرا لقراءك ومرة أخرى ” سنة هجرية سعيدة وحلوة وبيضاء وبلا مشاكل وبلا أمراض وبلا سيول وبلا ديون وبلا شبكات إتصالات تلعب على الذقون , وبلا مسؤولين ” دفنوا ضمائرهم في مقابر جماعية “…وبلا حوثيين وإيران !!