قال صديقي الإداري المخضرم: هل تصدق أن الزبالة – أكرمكم الله – ملكية عامة مثلها مثل المرافق العامة؟ كنت أعلم هذا… وأتجنبه، لا يريد الكاتب أن يصدم القارئ برائحة مثل تلك.
الرجل يقصد أنها تخضع لصلاحيات جهات حكومية وتعتبر بهذه الصيغة ملكاً لها ومنذ أن تخرج من منزلك بكيسها الأسود المربوط وتحط في الحاويات الكبيرة يعتبر هذا توقيعاً منك بالتنازل. الزبالة – أعزكم الله – حتى تتحول إلى ثروة، لا بد من معالجتها وفرزها وفق أساليب علمية، للتدوير وإعادة الاستخدام، لكن هذا لا يحدث في بلادنا، بل يجري «خزنها»!… طمراً… تحت الأرض، ربما كأصول قابلة للإسالة مستقبلاً! يشق قلب الأرض النظيف النابض بالحياة لتحشى أطنان الزبالة في شرايينه، أو تحرق لتشكّل سحباً من الأدخنة السامة فيما تبقى على سطح الأرض آثار الكي… وسم قبيلة البشر، ماذا تتوقع لأرض تجري لها مثل هذه العمليات الجراحية؟ هل هي عمليات حقن تتيح لأجيال المستقبل الحصول على حصتها من النفط! ألا يذكرك هذا «بشغل» بعض المستشفيات الخاصة!
صديقي الإداري المخضرم أرسل فاكساً، أضحكني بصراحته المدببة، وهو يطرح سؤالاً استنكارياً يقول: ألسنا في عصر المعرفة؟ قلت بل نحن في عصر «المغرفة»! «غ»، قال إنهم ينتجون في مملكة السويد من الزبالة طاقة عظيمة غير مكلفة، قلت سبقهم المصريون باستخدامها «وقوداً» لطهو الفول المدمس.
بحيرات الصرف كشفت خطورتها ليتضح إهمال وتراخٍ ما جعل عشوائية التخطيط والدفان يأخذان حقهما من النقاش بعد كارثة جدة. أما «الموقت» فلم يحصل على نصيبه حتى الآن، صيغة الموقت في مشاريع تتحول في الغالب إلى دائم، بحيرة الصرف الصحي في جدة امتد عمرها لثلاثين عاماً بدلاً من أربعة أعوام، كم يا ترى لدينا من بحيرات الزبالة تحت الأرض؟ وهل ستصمت الأخيرة على جحودنا؟ وماذا ستخبئ لنا يا ترى؟ هل يعتقد البعض منا أن الأرض بليدة ليس لديها إحساس؟ الأرض غير محصورة في مساحات شاسعة ينساح البصر على امتدادها الأفقي بل لها امتداد عمودي… ذلك العمق هو ما يحفظ المياه والحياة، ربما تنبت لنا زبالة في المستقبل، فالجزاء من جنس العمل.
ولأن البشر يبحثون عن منافذ بصيغة الموقت – ورب البيت كريم – يحدث في الرياض مثلما حدث في جدة وغيرها، يحفر أناس آباراً في وسط البنايات السكنية، إما لدفع مياه الصرف إلى أعماق الأرض بدلاً من طفحها على السطح، أو – ويا للعجب – للحصول على مياه جوفية فيها ما فيها من تلوث، ويحصل الساكن على رسالة من صاحب البناية تخطره ببدء تزويد خزان المياه من مصدر جوفي مستحدث بما يعني «انتبه لنفسك وعيالك». سألني أحدهم هل يجوز الوضوء بماء من هذا النوع؟! قلت «هذي يبيلها شيخ»، فقد قال أجدادنا «حط بينك وبين النار مطوعاً».
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الزبالة الله يعزكم يابو احمد ومن يقراء من الحبائب من القراء ماعندنا مشكلة معاها .. المشكلة مع الزبالة
التي ليست زكمت نفوسنا وصدورنا وقلوبنا من فسادها وخيانتها للوطن هذه الزبالة الحقيقية والاوله من زمان
وماصار لنا شئ اخذنا مناعة . لكن زبالة الفساد والرشاوي وشراء الذمم والمحسوبية وانتهاك اعراض الناس
هذه الزبالة الحقيقية .
شكرا يابوا حمد الله يجعلك في خير دوما .
مساؤكم سكر مزبوط ” تدوير المخلفات شيئ مهم …مع ذلك ثقافتنا في هذا المجال معدومة تماما , حتى في المدارس هذه الثقافة معدومة , حتى في المنهج هذه الثقافة معدومة “…في دول اوروبا يتم وضع حاويات وكل تخص نوع محدد من الخلفات , هناك حاوية الأشياء البلاستيكية , هناك حاوية الأشياء الزجاجية , هنا حاوية الأشياء الورقية ويتعرض للعقاب من يخالف هذا النظام , يعني لا يأتي أحد ويضع كيس بلاستيكي في مخلفات الأشياء الزجاجية ….يا ويله !!؟ هل هناك من يسأل ” ومن سيعرف هذا المخالف !؟ هناك كاميرات حساسة تشووووووووووف …….نحن عندنا الزبالة مرض في مفهوم الشعب السعودي , لذا يرمونها جنب حاوية القمامة وليس في حاوية القمامة , لاااااا وبعض السكان يقضي شوي من يومه في سحب حاوية القمامة حتى يبعدها عن بيته ويقربها من بيت جاره !!! وشنو في قمامتنا ” فيها ثروات ” وليس فقط قشر موز وبرتقال وبطيخ ورز بايت وحفائظ أطفال !! فيها جرائد ومجلات ” هذه يمكن تدويرها ” وعلب عصير وعلب ماء ” هذه أيضا يمكن تدويرها …نسيت حتى قشر الموز والبرتقال والبطيخ يمكن تدويرها !! هل نفهم ماذا تعني كلمة تدوير !!؟ ببساطة تعني أن نحول الشيئ القديم والغير مفيد إلى شيئ مفيد وجديد ويجيب فلوووووس …..وزبائلنا ثروات ويا ليت الحكومة تنتبه لها ” فممكن أن تكون مصدر ثروة جديد ……غيروا مفهومنا للقمامة ويا ليت نبدأ من المدارس ……وللعلم في مصر هنااااك سحابة سوداء تظهر في وقت معين …متى هذا الوقت !!؟ عندما يتم حرق قش الأرز …..!! هنا فكر عالم شاب مصري ومن فكرة بسيطة ” صنع جهاز يمكن الفلاحين من الإستفادة من قش الأرز عوضا عن حرقه وخنق سكان القاهرة بالسحابة السوداء ….ولا أدري هل طبقت الحكومة الفكرة أم لا !!؟ تظل ثقافتنا قاصرة وجاهلة تجاه مفهومنا للزبالة ….الزبالة عندنا نفهمها بكلمة ” وع , وع ” وعذرا من الجميع ……..وأبشركم الأرض هناااا مخنوقة وتدعي علينا ” فنحن بشر ونسفك الدماء ونفسد في الأرض ” …أليس هذا تساؤل الملائكة الكرام عندما خلق الله تعالى آدم …….وأنزله الأرض ….!!؟ في درس سألت طالباتي عن التدوير !!؟ تدورون شنو كانت الإجابة !!؟ كانت ” هاه ……….وهام لمن لا يعرف إستفهام شعبي سعودي وممكن جدا أن يكون علامة تعجب
مساؤكم سكر زيادة , شكرا لك أستاذ عبدالعزيز وشكرا لقراءك
اهلا ابو احمد
البلديات ابعد نظرا مني ومنك لانها تؤمن للاجيال القادمة قدرا كافيا من الطاقة …لانها تطبق النظرية القائلة ان اصل البترول كان بقايا كائنات حية انطمرت تحت الارض وبفعل الضغط والحرارة تحولت الى نفط !!!!
المفروض نشكرهم على عملهم هذا
اما بالنسبة للمطوع اللي تبحث عنه فهو موجود وجاهز وكل يوم طالع لنا في فتوى آخرها تحريم زواج المسيار من المقيمة بدون ترخيص