السعر الطبي للحياة

من الملفت في مستجدات قضية وفاة الطبيب طارق الجهني رحمه الله تعالى أن وزارة الصحة سارعت إلى إغلاق قسم العمليات أو جزء منه في المستشفى الخاص، من متابعة لأخطاء طبية كثيرة أعتقد أن هذا يحدث للمرة الأولى، وقبل صدور قرار من اللجنة الطبية الشرعية! هو أمر جيد وهو يعني أن الوزارة إذا أرادت فعلت! يعيد هذا للأذهان مستوى اهتمام الوزارة بوفيات أخطاء طبية أخرى لنرى التباين، أتذكر قبل عامين وفاة الطفلة «سمية» في مستوصف خاص في الرياض، اشتكت «سمية» – وهي في كامل حيويتها – من أحد أسنانها وعالجها طبيب بخطأ طبي وتوفيت، وتم التعامل مع الحالة بتبلُّد، بقي المستوصف يعمل والطبيب يعمل والمعاملة توقفت عن الدوران، حتى تدخّل أحد الوجهاء لتحريكها بعد أن صرخت والدة سمية طالبةً النجدة.. ولم نعلم عن إجراء اتُّخِذْ.من المؤسف أن قيمة الإنسان – طبياً – لدينا لا تتجاوز مئة ألف ريال، حتى بعد الضوابط التي أعلنها وزير الصحة، هذا إذا استطاع المتضرر خوض معركة رفع القضايا ضد تجار الطب والمهملين، مع كل ما يقال عن قيمة الإنسان في مجتمعنا ولا يطابق ما يفعل.
المشكلة الرئيسية أن الجهات التي تحقق هي من رحم المنشأة التي وقع فيها الخطأ، وأن الجهات التي تُرفع لها الشكاوى تعيدها للجهة نفسها المُشتكى منها.. لتنام أو يتم تخديرها، والعلاقات الشخصية والعملية مؤثرة هنا، فإذا تداخلت معها مصالح متوقعة لا تستغرب النتائج.
في قضية المرحوم الدكتور طارق تستطيع معرفة الملابسات عندما تقرأ حديث شقيقة زوجته لـ «عكاظ»، السيدة نادية بندقجي وهي استشارية جراحة تجميل، تحدثت عن تدني مستوى الاهتمام بالمريض، فلم يزره قبل التجهيز للعملية سوى الطبيب المقيم، بقيت القصة المؤلمة.. غيبوبة ثم وفاة. هذا الركض المحموم لتحقيق أعلى معدل للعمليات والأموال، مع إعلانات تخطف الأبصار وصمت إعلام، هو ما يكشف حقيقة تجارة الطب في بلادنا، الغرامات مهما كانت، أمرها متيسر ولن تشكل نسبة تذكر من الأرباح.
من المسؤول عن هذا الوضع؟ أعتقد أنه ذاك الذي فتح الأبواب على مصراعيها «لحرية الأسعار»، من دون أنظمة صارمة للجودة، والمطلوب أن يُعاد النظر في عدد العمليات والحالات التي يراها الطبيب كل يوم، لأن ما يحصل هو عمليات «ترحيل» في باص، الله وحده أعلم بوجهته.
من هنا لا تستغرب شكاوى أطباء من تشغيلهم من دون رخص في جدة وربما في غيرها، وفي هذا نقلت الصحيفة عن أطباء التالي: «وبالعودة إلى تفاصيل شكوى الأطباء أكدوا أن موظفين في الشؤون الصحية في جدة يعملون في وظائف مسائية داخل المستشفى الخاص ويتغاضون عن مخالفات الإدارة». (انتهى)
لماذا يحدث هذا؟ فتش عن الإدارة العليا والإشراف واهتمامات القائمين عليها وأولوياتهم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على السعر الطبي للحياة

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    السعر الطبي للحياة انخفض .. اسعار الاسهم انخفضت .. مستوى الامانة والشعور بالمسؤلية
    انخفض.. شئ واحد استاذي لم ينخفض بل هو في ارتفاع الامل في بالله .
    شكر استاذي الغالي

  2. مهره كتب:

    مساء الخير للجميع …
    الإهماااااال الطبي في بلدي مستمر حتى إشعااااااار آخر ” إذا وزير الصحة عند زيارته لأيّ مرفق طبي حكومي يطلعون له القشرة وهي تلمع وبسم الله عليها بينما أصل القشرة أخطاء ومرضى في غيبوبة مزمنة ..وخطايا أطباء في ناس لا حول لهم ولاقوة …..وزير الصحة بعد كل زيارة يطلع وهو يضحك !! شوفوا صوره في الجرائد !!
    الدكتور طارق الجهني آخر ضحايا الأطباء ” ويبدو أنه تألم كثيرا قبل موته وربي يعوضه بالجنة والحور العين ” …وهناااااااك الكثير ممن يعيش في غيبوبة بسبب خطأ طبي , وممكن جدا أن الطبيب المعالج كان سمكري في بلده ودخل عندنا بشهادة طبية مزوّرة ….في مستشفى الرياض المركزي ” ما يكشف الطبيب على المريض فقط يشوف التحاليل ويكتب الوصفة ولا يسأل المريض هل يشكو من شيئ !؟ وإذا حاول المريض يسأل إما أن يسكته أو أن يطنشه ولا يرد عليه ويشخبط وصفة علاجية وموعد بعد سنة ” إذا مو مصدقين سووا كبسة على المستشفى واسألوا المرضى …..الطبيب المحترم الوحيد الذي كان يكشف بالسماعة ويأمرك بالنوم على السرير ويسألك مما تشكو ..ويستغرق كشفه على المريض ثلث ساعه وأكثر مرضاه عجائز نقلوه من مستشفى الرياض المركزي إلى مستشفى سلمان …وما زلت أسمع العجائز يتحسرن عليه بل كل مرضاه يتحسرون عليه ….ميزان الصحة عندنا مقلوووووووب ” غرف مستشفى الرياض المركزي ترتع فيها الحشرات ” حشرات تتسلق الحوائط وحشرات تمشي على أرضية الغرفة وحشرات في دورة المياه ” المساكين يضعونهم في غرفة واحدة ” الغرفة الواحدة فيها ثمانية مرضى أو عشرة …وبينهم حواجز ستاريه مخرمة لتدوالها من زماااااان !! جارتنا بها ربو وتم توليدها في مستشفى سلمان ثم طلعوها من كشك الولادة إلى غرفة بها مريضتين غيرها إحداهما مدمنة سجائر …جارتنا المسكينة إذا أحضروا لها طفلتها خرجت بها إلى الممر ……….ليه !؟ لأن المريضة مدمنة السجائر تدخن !! طلبت أن يغيروا الحجرة ” رفضوا ” قالوا لها هذا المتوفر !!!!!! مسكينة جارتنا ليس عندها واسطة ولا زوجها يشتغل في مرفق صحي إذن تبلع لسانها وتسكت ………..إذا المستشفيات الحكومية أخطاءها بالويل فكيف لا تخطئ الخاصة ….!! وإذا غرامة الخطأ مائة ألف وممكن بالواسطة يصير أقل …عادي تخطئ المستشفيات الأهليه ” غرامة تفوت ولا حدّ يموت ” ……غيروا لوائح محاسبة الأخطاء الطبية ” عوضا عن أن تكون مائة ألف لتكن نصف مليون ريال وإغلاق المستشفى لأكثر من سنتين !! والطبيب المخطئ يحبس …..عموما صارت المرافق الصحية في بلدي ” حانوتي ” كل يوم يذبح من الشعب واحد وإلا اثنين وممكن أكثر …..وسلامتكم من الأخطاء الطبية وشكرا للجميع

  3. حيدر جعفر كتب:

    BONNE ANNE
    تحية للأستاذ
    تهنئة وتمنيات طيبة بسنة جديدة سعيدة وبداية عقد جديد حميد

التعليقات مغلقة.