طيور الجشع

أفضل حل لمشكلة الارتفاع الجديد لأسعار الحديد، أن تنتظر وزارة التجارة قيام أمانة مدينة الرياض بتدشين مؤشر «السيخ الوطني» للأسعار، ثم تلتقطه هدية في حفلة إعلامية بهيجة تؤسس لنهج فريد، الحفلات الإعلامية مع أخبار مصورة تمسح عن الذاكرة عناء الاحتكار والانتظار والشعور بغمط الحقوق لدى عامة الناس، آخر الأخبار تتحدث عن ضبط متلاعبين بالأسعار، مع أن السوق ملعب «حواري» كبير.. من دون حكم أو رجال خطوط، لاعبون جشعون ومتفرجون مكبّلون بقيود الحاجة ينتقى واحد منهم بين لحظة وأخرى بدلاً من الكرة، في دوري حقيقة مسماه «العرض… مفتاح الطلب»، ولك في شكوى صوامع الغلال من أنها خفّضت أسعار الدقيق، لكن أسعاره بقيت مرتفعة على رفوف المتاجر خير دليل على التطنيش ولعب الحواري، اللعب من هذا النوع كما عهدناه فيه تكسير يستهدف السيقان، لذلك ترى كثرة العرجان في هذا الزمان.
وأكاد أصل لقناعة بأن بعض الأجهزة الحكومية ومن بينها التجارة لا تريد أن تضبط شيئاً حذراً من تلاشي الحاجة لها. تخيل انك موظف «مهم» وأمامك مشكلة عويصة تؤرق شريحة كبيرة من الناس يتصلون، وإذا لم يصلوا إليك يستجدون باحثين عن أقارب لك من الجد التاسع، أملاً بأن ترد على اتصال أو تحرك ساكناً. تخيل وأنت الموظف المهم لو قمت بإصلاح هذه المشكلة، كيف سيقتل الهدوء مكتبك وينقطع هاتفك عن الرنين، فتشعر بالوحدة وعدم الجدوى وتراجع قيمة في مجتمع المظاهر، هذا من باب حسن النية، أما من باب آخر لها فأنت أيها الموظف المهم إذا ما سعيت لحل المشكلة فقد تصبح خطراً على أهل النفوذ والمصالح طبقة المستفيدين من أهل الاحتكار لرفع الأسعار ومن يساعدهم بالصمت عنهم، سترتجف يداك خوفاً من أصابع قد تمسك بخيوط ترقيتك لتوضع عصا في عجلة طموحك. في كل دول العالم يستفاد من التجارب ايجابياً، في حين نعيد تكرار السلبيات مرة تلو الأخرى، وقضية الضبطيات التي نقرأ عنها أخباراً مبهمة لا تتجاوز في تقديري تصريحات تستبدل فيها التواريخ، خصوصاً أن أسماء الجشعين في الحفظ و… «الصين»!
لن يتغيّر شيء يذكر، أقول هذا من دون حاجة لاستشارة قارئة فنجان، أو التأمل في سيخ حديد مخزن داخل مزرعة، لأن الطيور الجشعة طارت منذ زمن بالطرائد وفروخها تسير على طريق الزهور بعد أن استوعبت «السستم»، وكلما قرأت خبراً عن ضبط لا افهم سوى انه حلقة في مسلسل «التضبيط». تسأل لماذا؟ أقول لأننا عايشنا خلال الفترة الماضية تزايد الكشف – الإعلامي – عن حالات الفساد الإداري واستغلال النفوذ وتلاعب بالمال العام وحتى المال الخيري، مع غش واحتكار من دون وقفة جادة، ما يدل أننا «لسنا يم جادة».

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على طيور الجشع

  1. محمد العمر كتب:

    الصراحه يبو احمد .. كل ماونيت .. ” اون” انا معك ..!

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حفلة إعلامية بهيجة تؤسس لنهج فريد، الحفلات الإعلامية مع أخبار مصورة تمسح عن الذاكرة عناء الاحتكار والانتظار والشعور بغمط الحقوق لدى عامة الناس.. وانطلاقا من هذه الجمل التي فيها العلة خذ مني هذه
    الوصفة يابو احمد ولاتعلم احد فيها .. اسرق وانهب واغمط حقوق الناس ودوس على رقابهم البعيد عنك
    بس مابينها ثلاث اربع اعلانات ترحيب .. وثلاث اربع اعلانات تمجيد .. وثلاث اربع اعلانات مع تحبيشة مقالات
    واذهل موضوع شكاوي الممحوقين والذين دوست على رقابهم .. الله يكسر رقاب كل فاسد ظالم في هذه
    البلاد بس قولوا امين . والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين .

  3. ابوالركاء كتب:

    استاذي الفاضل لاتفيد تلك المقالات لانه كثرت دون ان يحرك الوزير ساكن قل نرتقي بالنقد لمابعد الوزير
    كيف….؟
    عندما تكتب شكوى لها تسلسل اداري رئيسك واذا لم ينصفك ..مديرك …ومن ثم مدير الادارة… ومن ثم الوزاره ….وبعد ذالك دور واسطه وخذ معك معروض …!!!
    كنا في العهد البعيد القريب اذا كتب في الصحافه موضوع فساد قامت الدنياء وقعدت ……
    واصبحنا في عهد الانفتاح اكتب وما حد حولك (راضيلك وألآ طق براسك الجدار)
    هل هي قوة تجار وضعف …. او انهم شدي لي واقطع لك……….؟؟؟
    اقولك شي ……وش اخبار الجنادريه

    اخيرآ الله يرخص الحديد………:(

  4. ملتزم كتب:

    لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ونستغفره من كل ذنب. ترى مالذي يحدث في بلادي؟ لم نكن هكذا أبدا وأخاف علينا من أن الذي يحصل هو بداية للنهاية. “الفساد الإداري واستغلال النفوذ وتلاعب بالمال العام وحتى المال الخيري، مع غش واحتكار من دون وقفة جادة، ما يدل أننا «لسنا يم جادة” و أضيف على ذلك التلاعب أيضا بالمال الخاص (المنشآت المساهمة).

  5. سليمان الذويخ كتب:

    قبل اسابع لا تزيد عن ثلاثة (17 يوما من تاريخ اليوم )
    ظهر احد اعمدة تجار الحديد ( وعاجل الجميع ) بتصريح مستعجل !!! غير متريث قائلا :
    سترتفع اسعار الحديد !
    ترى من سمح له بذلك على الصحف المحلية ؟
    وكيف تم السكوت عنه
    اليكم الرابط :
    http://www.alriyadh.com/2010/03/08/article504705.html

    مثل هذا التصريح هو في الواقع حث لبقية التجار والموزعين لتخزين الحديد تمهيدا للإستثمار فيه على حساب الوطن والمواطن

    وهذا ما حصل ..
    تم تخزين الحديد من قبل التجار والموزعين
    في المزارع ، وفي نفس المستودعات وفق مصطلح
    ( تم بيعه لزبون وفيه فواتير وسيتم ايصاله له خلال ايام ) !!!
    بصراحة :
    الاجراءات الرادعة مفقودة
    و تتبع حركات التجار اصبحت من الصعوبة بمكان !
    وقد اقول : كبر الشق على الراقع !

    اما ما يخص المحروسة فلا تعليق
    فأنت تدري بالأمور المهروسة والمدسوسه :)
    و عساك ساااالم

التعليقات مغلقة.