مصائبكم إنجاز لمؤسسة النقد

في الصفوف الأولى الابتدائية «زمان» قصة ذئب أو ثعلب يسقط في بئر ولا يستطيع الخروج، فتأتي عنز لتشرب وتطل أو «تويق» مترددة، فيقوم الذئب بإغرائها للنزول فالماء بارد والدنيا حر، تهبط العنز فيقفز الذئب على ظهرها ويخرج ليقول ساخراً من على حافة البئر الحكمة الشهيرة «فكر بالصعود قبل النزول».
تذكرت هذه الحكاية حينما نقلت صحيفة «الرياض» حديث محافظ مؤسسة النقد السعودي، حين طرح على الحاضرين في منتدى «ماسك» سؤالاً يقول: لماذا لم نسقط في الحفرة التي وقع فيها الجميع؟ أجاب بالتالي: المملكة وفرت الكثير من الأموال خلال السنوات الماضية مما جنب اقتصادها الكثير من الهزات المالية التي تضرر بها الكثير من الاقتصادات العالمية، مستشهداً على ذلك بعدم ضخ الكثير من الأموال في المملكة بين عامي 2004 و2007 لبناء المصانع أو استثمار السلع وإنما تم توفير السيولة والتركيز على الاستثمار في سوق الأسهم المحلية.
القريبون من سوق الأسهم السعودية يعلمون بمسؤولية مؤسسة النقد، يتذكرون تصاريح عن متانة الاقتصاد وسوق الترليونات وطمأنة الناس، وتصريح المحافظ السابق لا ينسى، لكن هذا أول اعتراف رسمي صادر عنها، والتركيز على الاستثمار في سوق الأسهم المحلية عنوان عريض يخفي أن هذا التركيز أو الدفع للناس سلم «الخيط والمخيط» للبنوك، فكانت هي الوسيط والمنافس. صمتت المؤسسة على كل الأخطاء والتجاوزات خلال تلك الفترة بما فيها التوسع بالإقراض الشخصي، فكانت الطامة التي أصابت معظم الأسر السعودية، ملايين المحافظ الاستثمارية تضررت، طاح الكثير على الحديدة، وأصبح بعض منهم عبيداً للبنوك. وإذا كان هناك من «ركز»؟ ألا يعني هذا أنه رفع أو خفف تركيزه في فترة معينة لا يعلمها إلا هي أقصد المؤسسة؟ أسأل الإخوة القانونيين ألا يحق للمتضررين من سوق الأسهم الآن وبعد هذا الاعتراف مقاضاة مؤسسة النقد، بخاصة أنه لم يجر أي تحقيق رسمي؟
المؤسسة تقول إنها لم تسقط في الحفرة، والله أعلم بمن لم يسقط معها، لكن الملايين سقطوا، تهشمت الطبقة الوسطى وزادت الطبقة الفقيرة فقراً على فقر. خسر من خسر، لكن الخسارة الكبرى هي خسارة الثقة في أجهزة رسمية مناط بها «حماية» المصلحة العامة، أما الحديث عن النجاحات فدعونا نتضرع بالدعاء أن يديم المولى عز وجل علينا نعمة النفط.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

9 تعليقات على مصائبكم إنجاز لمؤسسة النقد

  1. أبو نايف كتب:

    صباحك عسل … المشكلة كل هذا حدث في وضح النهار وعيني عينك
    كأني أتذكر مقالتك قبل كم يوم اللي ذكرت فيها ..”قمنا بجلب الرأس مالية وتركنا الضوابط والتشريعات
    هناك ”
    والأدهى والأمر .. التكتم الإعلامي وكأن شي لم يحدث ..أما عن النقطة الثانية وهي توفير الكثير من الأموال
    مابين عامي 2004-2007 طيب وش الفايدة البطالة تزيد معدلات الفقر تزيد الصحة وينك ياعافية بس .
    بصراحة لاتخطيط مستقبلي واضح ولا تنفيذ حسب الخطط ولا محاسبة أخطاء .. كيف ماتمشي مع الناس مشها .

  2. الحفرة (اللي يدعي المحافظ عدم السقوط فيها ) نحن فيها حالياً , وانكاره يخدم الذين يريدون تحميل الشعب تبعات السقوط فيها .
    والدليل هو المخصصات التي تجنبها البنوك من اكثر من سنة , واللي وصلت حالياً لأكثر من 20 مليار .
    ولم تكن هذه المخصصات الا تغطية لديون الكبار اللي “هبشوا” وما سددوا .
    وانكار المحافظ يشجع البنوك على تغطية هذه المخصصات من اموال الناس (عن طريق زيادة رسوم “العمليات البنكية”)
    ويمكن ملاحظة ذلك بوضوع عند الاطلاع على ميزانيات البنوك .

    واما الحفرة الاولى (الاسهم) فمن العار ان يتجاهلها المحافظ , و رقم الخسارة فيها وصل لأكثر من الرقم الذي خسرته دول العالم مجتمعة في ازمتها الاخيرة , وكان يجب عليه الاشارة لها ولو من باب المجاملة للناس .

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    يابو احمد فيه حفرة راح ننزل فيها كلنا .. اللي مضبط اموره واعطى الناس
    حقوقها بالمليم والهللة راح يلاقيها حفرة مفروشة بالورود وراحة الرياحين
    تفوح منها واذا اللي نزل فيها ماهو مضبط اموره راح يحصل له مرازيب
    ودبس اللين يقول اتوب .. بس يتذكروا من الان كم واحد باع ملابسه اللي فوقه
    الله المستعان ياشيخ عليهم وشكرا

  4. أبومبارك كتب:

    الله يعين

  5. مواطن كتب:

    كلام المحافظ الجاسر صحيح نحن لم نقع في الحفره اللي وقع فيها العالم ، لان نحن وقعنا في فيما هو أشد وقعنا في هاويه لا خروج منها واصبحنا من جرف لدحديره لان إذا المسئولين اللي مامؤل منهم ان يصلحون الاخطاء ويكتشفوها ينكرون أصلا الخطأ وفوق ذلك يقولون ان تصرفنا هو الصح من بد العالم فأعلم ان رايحين فيها والجاي أعظم … نحن لا تخطيط ولا أداره صح ولا محاسبه ورقابه صح بل معدومه وشكليه .. والخطط مجرد كلمات وجداول وبيانات افقيه واسطوانيه لتجميل التقارير السنوية المغلفه بالشموة والخط المذهب المطبوع والعلب الفاخره وبعدها ترمي في الادراج وبعد فتره الى الزباله .
    ومن يتحمل هو الوطن والمواطن أم الكبير فالبنوك سوف تسدد عنه دينه من المخصصات ام المواطن فيمص دمه في اخر كل شهر …. وكل حفره وانتم بخير

  6. علي بن عبدالله كتب:

    المواطن ضحية والجلاد يتمتع بغطاء شرعي
    اعجبتنى فكرة المقاضاة
    فتبنيها افضل من ان تكون سائقا او تقوم بإغلاق المصابيح او تحمل رزمة من المفاتيح بعد التقاعد خاصة واذا كنت في مرحلة الشباب وتتمتع بصحة جيدة وتملك الصبر والجلد للتابع القضية
    والحق واضح وضوح الشمس في رابعة النهار
    ولن يضيع حق ورائه مطالب
    انما المشكلة ان المواطن يعتقد ان الدوله تحميه والقانون لا يحمي المغفلين وكم من اجهزه حكومية كانت السبب في الكثير من المشاكل التى يكون ضحيتها المواطن
    لو ان المواطن بحث عن حقوقة عبر القنوات الشرعية مثل( ديوان المظالم) او كان تم انشاء جمعية لحماية حقوقة اسوه بجمعية حماية المستهلك لتغير الامر
    تذكرت السوال المطروح على احد المسؤلين في صحيفة عكاض وهو يتعلق بالاقصاد الوطني وحقوق المواطن واستمر ويستمر السوال حتى الان !!!!!!!!!!!!!!

  7. لم تسقط الوزاره بل سقط الشعب والكل يتفرج ومات الاحساس لدى الناس ..
    اقتباس
    بعدم ضخ الكثير من الأموال في المملكة بين عامي 2004 و2007 لبناء المصانع أو استثمار السلع وإنما تم توفير السيولة والتركيز على الاستثمار في سوق الأسهم المحلية.
    هل هذا تفكير من يريد بناء وطن او تفكير تاجريهمه المال فقط ؟؟
    حسبنا الله ونعم الوكيل ولكن لاخوف سنجدها يوم القيامه

  8. فارس كتب:

    هههههههههه الاتستغرب استاذى من ضحكتى فلم يبقى لى شى سوى الضحك على انفسنا بوجود وزراء على شاكلتهم وينك يا ابو عزيز اخر حتى ننتهى منهم

  9. وش قال فرعون
    – ما أريكم إلا ما أرى . . . . . وبعدين يابو أحمد ترى الشيوخ أبخص

التعليقات مغلقة.