استراتيجية «صبه… اشفطه»

الإنكار مشكلة تعمي الأبصار، في 7 كانون الثاني (يناير) 2011 مع أول أمطار هطلت على مدينة جدة، ورداً على الانتقادات نشرت «الحياة» تصريحاً لأمين جدة بالعنوان التالي «أمين جدة يرفض تهمة الفشل: … نجحنا في مواجهة الأمطار»!. بعدها بأيام جاء المطر ليمتحن هذا النجاح في دور ثانِ، لكن من دون لجنة رحمة. وما حصل معروف أو «مغروف»، يقترح هنا تغيير مسمى الأمانة إلى الغرافة. تخيل نفقاً يفتتح اليوم ويغرق غداً.
في التصريح نفسه قال الأمين: «إن الأمانة نجحت بمشاركة مختلف الجهات المسؤولة، في التعامل في شكل جيد مع الأمطار الغزيرة». مربط الفرس أو الصهريج هنا هو التنسيق والنجاح «بين مختلف الجهات المسؤولة».
واحد من سكان «أم الرخا والشدة»، صور أفضل مشهد طريف يختزل ديناميكية التنسيق بين الإدارات الحكومية. المشهد لنفق غريق في الأسفل تشفط صهاريج البلدية الماء منه، أما في الأعلى فتصب في جوفه – صهاريج الصرف الصحي حمولتها، مشهد بديع، والحقيقة أنهم كانوا يشتغلون على طريقة «ياشيله حطي وياحطي شيلي»، ويمكن مشاهدة ذلك على «اليوتيوب» بعنوان «أحدث تقنية لتصريف سيول جدة».
يمثل هذا المقطع صورة من صور تراشق الأجهزة الحكومية ورميها بالمسؤوليات على بعضها البعض، واحدة تشفط والثانية تصب، من يشرف عليها أو يديرها لم يلاحظ أمراً لاحظه المشاة والمتجمهرون. هذا الجهد المبذول يشبه جهود أجهزة تدور في حلقة مفرغة مع تكرار الأزمات، عمليات ترحيل موقت، هناك جهود بالفعل هذه حقيقة، آليات ومعدات وسائقون «الربع يشتغلون»، لكنها تصب في عملية تدوير مثل معاملة لا نهاية لها، فهل كانوا يفلترون الماء الآسن لئلا «يفقس» فيه بعوض حمى الضنك!.
عند كل أزمة تقوم جهات حكومية برمي المسؤولية على أخرى، لا يحصل هذا إلا حينما تتركز العيون والعقول على حدث استثنائي أضر بعدد كبير من الناس، والاعتراف بالتقصير والنقص مقدمة للحلول لكنه لدينا – إذا صار – مقدمة للحديث عن نقص الأموال والمطالبة بمزيد منها.
***
على هذا الرابط http://pmc.ksu.edu.sa/PMCQuize.aspx
يتيح كرسي الأمير مقرن لأمن المعلومات، بجامعة الملك سعود، اختبار حصيلتك عن مصادر الخطر في أمن المعلومات على الإنترنت، أنصحك بالدخول وتجربة حظك. التثقيف بأمن المعلومات على الشبكة لدينا شبه مفقود لذا يمكن لكرسي الأمير مقرن تحقيق الكثير.
***
أشكر الإخوة في «مكتب المفكر للاستشارات» الذين تطوعوا لإعداد وترجمة دليل يتضمن الحقوق التي يكفلها الدستور في الولايات المتحدة، وهو مفيد للمبتعثين والمسافرين إلى هناك. الترجمة متوافرة على الموقع أدناه تحت عنوان «من حقك أن تلتزم الصمت».
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على استراتيجية «صبه… اشفطه»

  1. حنان كتب:

    هذا المشهد دليل على تخبط اداري في كلا الجهازين
    مشكلة جدة غياب الرقابة وعدم التنسيق بين الجهات المعنية
    تخيل شوارع تحفر بشكل متكرر فالسنه كل مرة يجرون صيانة لسبب مختلف !!
    طيب من الأساس ليه ماتكون لمرة واحدة يتم صيانة كل شي 

  2. Wafaa كتب:

    الاخت حنان لو حفروا مره وحده كيف بيسرقون ما يصير لازم كل مره سبب علشان يتقاسمون مزبوط
    صراحة جده يبيلها امانه صاحية و عندها ضمير ويحاسبون المقصرين ع الفساد علشان تصير جده مدينه سياحية صدق مو كلام ع الفاضي ”

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    يرجع ابونا.. ويصير خير .. صبر بس .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

  4. محمد كتب:

    كاتبنا الفاضل لم تكتب عن غرق الرياض او الشرقيه بعدنا لماذاااااااااااااا؟ وللعلم استخدمت القوارب ايضا في الرياض واغرقت الانفاق واغرقت الاحياء السكنيه وعلقت الدراسه واعلنت حاله الطوارئ والحل لديهم كان هوا الشفط ايضا .وايضا في الشرقيه .لا تعليق
    يمكن ما سمعت ولا شفت يمكن !

  5. أم صالح كتب:

    لس لدى مسؤولينا كبيرهم وصغيرهم أي حل غير الشفط بجميع أنواعه وإ لا لما رأيناهم يزدادون غنى وغيرهم يزداد فقرا” حسبنا الله فيهم فشلونا عند الله وخلقه هذا وحنا بلد بترول أجل وش بيحصل لنا لو كنا بفقر بنقلادش

التعليقات مغلقة.