وهو يبتسم، طوى رجل الشارع الصحيفة وتوجه بالحديث إلى رجل الرصيف.
رجل الشارع: أخبار طيبة..، حملات أمنية في حي البطحاء… أخيراً.
رجل الرصيف: هل جعلتك هذه الحملات تشعر بالأمان؟
رجل الشارع: إلى حد ما!؟
رجل الرصيف: ولمَ هذا التشاؤم… تفاءل بالخير؟
رجل الشارع: هي حملات على اسمها ستنتهي اليوم أو غداً.. الحملات تحتاج إلى تحميل والأخير يحتاج إلى جهود وتنسيق لا يتوافر دائماً.
رجل الرصيف: أصبح رجل الشارع فيلسوفاً!؟
رجل الشارع: إطلاقاً لكن رجل الشارع يعلم تفاصيل صغيرة لا يعلم بها رجل ناطحة السحاب.
رجل الرصيف: أعطني مثالاً.
رجل الشارع: دعك من هذا وقل لي لماذا الحملات أصلاً!؟
رجل الرصيف: لتنظيف حي البطحاء من الجريمة والمخالفات… وهل هذا سؤال!! صحيح أنك رجل شارع.
رجل الشارع : لم تفهم قصدي..، اللجوء إلى الحملات والمداهمات جاء بسبب إهمال وتراخ أمني طويل جعل بؤر الإجرام والمخالفات تعشعش وتستوطن إلى أن بلغ السيل الزبى.
رجل الرصيف: حسناً أكمل؟
رجل الشارع: هل تعتقد أنه وطوال المدة الماضية وشرطة البطحاء لا تعلم عن هذه البؤر وخطورتها أم أنها تعايشت معها.
رجل الرصيف: كلا الاحتمالين وارد؟
رجل الشارع: إذا المشكلة الأساسية في إستراتيجية المكافحة وتواصلها.
رجل الرصيف: ربما الإمكانات وطول الإجراءات الخ…الخ.
رجل الشارع: الأمن أمر أساسي تسخر له الإمكانات، والإجراءات ليست عذراً… تصور لو لم تنشر الصحف عن أوضاع الحي… هل سيتحرك ساكن؟
رجل الرصيف: أبدا… وسأذهب وإياك إلى الحي ونشاهد التعايش.
رجل الشارع: كلامي معقول، إذن هناك خلل ما لا نعرفه فهل تعرفه؟
رجل الرصيف: لا… لكن لنجتهد ونحاول معرفته.
رجل الشارع: أعتقد أنه ينحصر في فقدان الهيبة وضعف وسائل الردع… ففي معظم الأحوال المخالف يجد ثغرة ما.
رجل الرصيف: حدد لي الثغرات.
رجل الشارع: لا أستطيع، لا بد من أن أتنكر في زي عامل وأجيد اللغات لكي أبحث ثم أخبرك بالنتائج… لكن هل تعرف شيئاً عن حي مانيلا!؟
رجل الرصيف: مانيلا… ما غيرها!
أستقبل رجل الشارع رسالة على هاتفه تقول: “حدك الائتماني على وشك النفاد”. تغير وجهه وعرف كثرة هذره، فصمت إلى حين التسديد.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط