رفعت شركة الكهرباء صوتها عالياً ضد مطالبة “أرامكو” بفروقات أسعار الوقود، وهذا من صميم حقها، ونحن المشتركين في تيار الكهرباء نعلم أن صوتها يعلو ولا يعلى عليه عند التعامل مع المشتركين منذ “سالفة” رفع كلفة العدادات وما لحقها، لكن هذا الصوت يخفت ويختفي وتبلع الشركة لسانها عن كل الاتهامات التي تطاول أداءها مقروناً بسعر سهمها وهل السهم يستحق هذا السعر أم لا؟ ومنذ مدة غير قصيرة دأب أحد المحللين أو المستثمرين على التصريح الى القنوات الفضائية “وبعضها قنوات رسمية أو شبه رسمية”، والى بعض الصحف المحلية، مركزاً القول على أن سعر سهم شركة الكهرباء غير منصف ويجب أن يخفض، وأنه لا يعبر عن أحوال الشركة، وفي الوقت نفسه التصريح يشيد بأداء إدارة الشركة، ومعلوم أن مستوى سعر سهم أي شركة هو انعكاس لأدائها، والأداء لا يأتي إلا من الإدارة سالباً كان أم موجباً، لكن إدارة الشركة ومجلس إدارتها الموقر استحليا المدح وغضا الطرف عن القدح، ويسألني بعض المساهمين في الشركة والمتداولين عن أسباب صمت الشركة على هذا الاستهداف، وكيف قبلت بأن يتم تحييدها وكل ما يصدر هو نقد لها في المضمون، وهل السبب أن الدولة تملك غالبية أسهمها!؟ على اعتبار أنه “حلال الدولة”!؟،
وليس لدي إجابة على هذا السؤال سوى طرحه على الشركة وإدارتها ومجلسها الموقر، وأضيف إليه تساؤلاً آخر يقول: هل يعوق وجود بعض أعضاء مجلس إدارة الشركة في عضوية شركات أخرى لسانها عن الخروج والرد على هذا الاستهداف الغريب والمتستر بالتحليل المالي والحرص على أموال صغار المستثمرين؟ ومن يجامل من؟ وعلى حساب من!؟
ثم ألا يعتبر هذا الاستهداف تدخلاً سافراً في توجيه السوق والتأثير فيه بواسطة محللين أو مستثمرين؟ وأين هيئة سوق المال عن مثل هذه الخروقات؟ أم أن تقديم المديح المسرف لإدارتها يجعل عيونها الحادة تغض الطرف؟
وإذا ما كتب الكاتب مقالاً تناول فيه شركة، مهما كانت صغيرة، ينبري له القائمون عليها فلا يتركون شاردة ولا واردة ويستخدمون كل ما في إمكاناتهم لدفع كل نقد، أما شركة الكهرباء فهي مثل اليتيمة على رغم كثرة الآباء حولها.
وبحكم أن الأسلوب الذي ذكرته أعلاه أثبت نجاحه، بل حقق نجاحاً كبيراً يمكنك من الظهور ليس على صفحات الصحف فقط بل وعلى الفضائيات، وتقول ما تريد مهما كان متناقضاً وغير منسجم مع بعضه البعض، فقط عليك أن تمتدح الإدارة ثم قل ما تريد.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط