بعد أن وقعت البحرين اتفاقاً اقتصادياً منفرداً مع الولايات المتحدة الأميركية قال وزير المال السعودي في مؤتمر صحافي ما مفاده أن الحكومة السعودية ستتخذ الإجراءات الكفيلة بالمحافظة على مصالحها ومصالح اقتصادها. اليوم تم افتتاح غرفة تجارية أميركية في المنامة، على رغم رفض دول خليجية سابقاً طلباً أميركياً مماثلاً، وهناك مفاوضات لتوقيع اتفاقات منفردة بين الولايات المتحدة وأعضاء آخرين من مجلس التعاون قد تنتهي بالتوقيع بعد فترة. وحتى الآن لا نعلم ما الإجراءات التي تم اتخاذها لحماية الاقتصاد السعودي؟ وهل هناك استراتيجية لمواجهة مثل هذه الخروقات لاتفاقات مجلس التعاون؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه رداً إعلامياً يشير الى افتتاح الغرفة التجارية الأميركية، وعلى رغم أن الموقف السياسي السعودي من توقيع ذلك الاتفاق كان واضحاً وضوح الشمس إلا أننا اقتصادياً لا نعلم ماذا تم أو ماذا سيتم؟ ومعالي وزير المال مطالب بالكشف عن تلك الإجراءات التي قال إنها ستتخذ.
والسعودية في علاقاتها، خصوصاً مع الدول العربية، ينطبق على واقعها المثل الشعبي “مثل الشعير مأكول مذموم”، فعلى رغم أنها قدمت وتقدم الشهد والعسل والصدر الكبير، نجدها الآن أمام مشكلة لاجئين جديدة بقرار حكومة قطر طرد الآلاف من القطريين من “بني مرة”، والسؤال الذي يدور في الأذهان: هو كيف ستتم مواجهة هذا الأمر؟ وهل السعودية مكلّفة بحمل هموم الآخرين وقراراتهم غير السليمة؟ ومما يذكر أنه خلال غزو صدام حسين الكويت وفد الى السعودية الكثير ممن يصنفون في دولة الكويت على أنهم “بدون”، وعانى كثير منهم عند محاولة العودة، بل إن بعضهم اضطر إلى الحصول على جنسيات آسيوية حتى يقبل، على رغم خدمته الطويلة هناك، ولعلنا لا ننسى اللاجئين العراقيين إبان تحرير الكويت وتحمل المملكة مسؤوليتهم كاملة سياسياً واقتصادياً، وكل هذا مما يحمد للمملكة، لكننا نرى العقوق ولا نجد شيئاً من الوفاء. وفي الجانب الاقتصادي وبحسب “بيتر ماندلسن” المفوض التجاري الأوروبي، فإن الولايات المتحدة تشق الصف الاقتصادي لدول الخليج العربي، وهي تتعامل مع هذه المنطقة بعكس ما تدعو إليه، وهو وبحسب رأي الخبير الأوروبي ليس من مصلحة اقتصاديات المنطقة، فماذا نحن فاعلون؟
لكن ما الذي يجمع قضية لاجئين خليجيين جديدة مع قضايا اقتصادية في مقال واحد؟
الذي يجمعهما هو تمسكي بتصريح سعودي رسمي قبل سنوات، كتبت عنه أكثر من مرة، وجاء فيه: إن عصر المجاملات السياسية قد انتهى، فهل انتهى بالفعل؟ أم أن المملكة لم تستفد من تجاربها السابقة؟!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط