أعتبر قراء هذه الزاوية أصدقاء تجمعني بهم الكلمة وهموم وطموحات كثيرة، وهنا بعض من الرسائل التي وصلتني وجدت أنه من المهم مناقشتها في “أحيانا”.
حسن مصطفى صديق من مصر يعمل في السعودية منذ 25 عاماً، يعيش معاناة عائلية منذ سنوات بسبب مساهمة عقارية، جمع الرجل “تحويشة” العمر وأضاف لها مبالغ من أصدقاء ثم وضعها في مساهمة في المنطقة الشرقية. والمشكلة انه هو من اقترح ذلك على زوجته، ومنذ سنوات وهم يطالبون العقاري ولا يدفع لهم، والعذر عند كثير من أهل المساهمات والعقار جاهز: “لم يكتمل البيع”. ويقول حسن إن العقاري أعاد الى كبار المساهمين أموالهم. ويعتقد الصديق متفائلاً أنه باتصال من الكاتب يمكن إرجاع حقه، وأقول: “يا ليت”، ولو كان ذلك صحيحاً لافتتح كتّاب الصحف مكاتب لتخليص الناس من الناس.
الصديق محمد علي سالم وهو أيضاً من مصر ويقيم في الرياض، يطرح ملاحظة جوهرية عن حملة ترشيد المياه الضخمة في السعودية فيقول: “كل هذه الجهود والمحاولات لم تتضمن خطة توضح كيف ستدخل وزارة المياه إلى لوحة التحكم الرئيسة للعلاج الحقيقي وهي تحميل المستهلك قيمة ما يستهلكه من المياه بالكلفة الحقيقية في أي وقت من الأوقات. كيف يمكن ذلك ولا يزال عداد المياه للعمارة واحداً ومشتركاً بين جميع السكان، ولا يشعر المستهلك أنه سيدفع من جيبه قيمة أي هدر في المياه. والبلدية لا تزال تصدر تراخيص البناء بعداد مشترك ليصبح الحل مستحيلاً حتى ولو بعد 20 عاماً، لأن العداد المشترك سيؤدي إلى تكاليف باهظة لفصله إلى عدادات. لماذا لا تبدأ البلديات من الآن بفرض عداد خاص لكل شقة أسوة بالكهرباء. فعندنا في مصر بلد النيل العظيم والمياه وفيرة ولا تحتاج إلا الى معالجة بسيطة والوحدات السكنية صغيرة والدخل بسيط، ومع ذلك كل شقة لها عداد مياه خاص ومن يستهلك أكثر يدفع أكثر”.
والأخ محمد متفائل ولم يدرك أن أجهزتنا الحكومية تؤمن بالتخصص وعدم التدخل في شؤون الأجهزة الأخرى، أنهم يطبقون عبارة “اعمل ودع غيرك يعمل” على طريقتهم، أما النتائج والتداخلات فيمكن عند الوصول إلى طريق مسدود بعد سنوات وتغييرات في المناصب والأسماء وخسائر في الأموال والجهود… يمكن أن تشكل لها لجنة عليا. وأسوق طرفة عايشتها، فعندما بدأت الحملة الصحافية للترشيد وفي أوائل أيامها ولأني من المهمومين بقضية المياه منذ زمن بعيد كانت الكتابة فيه عن شح الماء من المحرمات لدى بعض الوزراء السابقين، ذهبت باكراً لوزارة المياه والكهرباء أطلب مستلزمات الترشيد، في ذلك الوقت لم يوضح في الحملة أنهم سيحضرونها للمنازل، قال لي الأخوة في الوزارة: “أبداً ولا تكلف نفسك ستصل المستلزمات إلى المنازل”. وإلى الآن لم يصل شيء إلا في التصاريح الصحافية. وأود استكمال استعراض الرسائل، لكن المساحة لا تكفي ولا أريد “تكبير اللقمة” مثل بعض المساهمات العقارية.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط