شارع الاقتصاد

بثقة أخذ رجل الرصيف مجلسه على ناصية شارع الاقتصاد، بجانب رجل الشارع وبعد السلام والتحية والسؤال عن أخبار الأمطار ودرجات الحرارة المتوقعة للدقائق المقبلة دار بينهما الحوار الآتي:
رجل الرصيف: هل قرأت الصحف؟
رجل الشارع: … بعض منها تصفحته وبعض أخر أفطرت عليه هذا الصباح مع الزملاء.
رجل الرصيف:…”فووول!؟”.
رجل الشارع: “لا تخف..! كبدة حاشي… هاه ما الذي قرأت وهز قرون استشعارك”!؟
أخرج رجل الرصيف من جيبه صحيفة “الحياة” واختار الصفحة الاقتصادية وقال بتحد:
خذ واقرأ هذا الخبر عن مفاوضات المملكة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية!
رجل الشارع: معقولة!؟ “تأخر انضمامنا يعود إلى تسريب رجال الأعمال المعلومات لأطراف المفاوضات… تعتقد أنهم سعوديون!؟
رجل الرصيف: أكمل قراءة الخبر وأنت تعرف.
رجل الشارع: أي والله… “عزا خبير اقتصادي سعودي أسباب تأخر انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية إلى تسريب بعض الأفراد من الفرق الفنية من القطاع السعودي لبعض المعلومات المتعلقة بالمفاوضات إلى الأطراف المفاوضة مع السعودية لمصالح شخصية، ما أخر الانضمام أكثر من 12 سنة” كلام قوي… تعتقد أنه صحيح!؟
رجل الرصيف: الخبير ما يحكي عبثاً وهو أيضاً دكتور اقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز.
رجل الشارع: بس يعجبك أنا أحب الشجاعة الأدبية.
رجل الرصيف: اتركنا من الشجاعة الأدبية الحين، وطالع معي هل سمعت أو قرأت خبراً عن اتخاذ إجراءات ضد هؤلاء.
رجل الشارع: لا ما سمعت ولم أقرأ شيئاً… هذي أخبار تسد النفس، على فكرة أعرف لك محل “فووول” يعجبك.
رجل الرصيف: يا صديقي الحقيقة أكثر مرارة من حصيات في صحن فول.
رجل الشارع: ممكن أوصف لك محل “الفووول” ما هو بعيد من هنا.
رجل الرصيف: والمشكلة أن أكثر الهيئات والمجالس الاقتصادية لها لجان استشارية من رجال الأعمال.
رجل الشارع: خلينا في الفول لو سمحت بعدين خص ولا تعم، أكيد فيه رجال الأعمال حسهم الوطني عالي.
رجل الرصيف: ما فيه شك، فيه من هذا الصنف ومن ذاك الصنف، لكن الحقيقة أمامك ومن فم خبير.
رجل الشارع: أنا في فمي اسفلت.
رجل الرصيف: ما تعتقد أن هذا من أسباب دوران كثير من القضايا الوطنية المهمة في حلقة مفرغة.
رجل الشارع: هاااه ما سمعتك كأنك تتكلم من جوال؟
رجل الرصيف: لازم أعيد وأكرر الكلام.
رجل الشارع: يا أخي خذني على قد الشارع.
رجل الرصيف: “تدري مشينا نأكل فول”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.