إذا قدر للاختراع الذي نشرت عنه “الحياة” يوم الاثنين الماضي الظهور فإن جهاز المرور السعودي سينافس شركتي أرامكو وسابك مجتمعتين في الإيرادات. يقول الخبر إن سعودياً وسودانياً تمكنا من اختراع جهاز لتسجيل المخالفات أطلقا عليه “رجل المرور الآلي” وحتى يعمل هذا الجهاز لا بد من مغنطة الرخصة والاستمارة، وتثبيت جهاز في السيارة يقوم بإرسال الإشارات إلى جهاز استقبال لدى المرور، المعنى أنه يكون في سيارتك “عميل للمرور” يحصي حركاتك وسكناتك ويرسلها إليهم. كل هذه اللفة الطويلة للإيقاع بالمخالفين ورصد أخطائهم. والذي أضحكني في الأمر اسم الجهاز “رجل المرور الآلي” وكأنه ليس لدينا رجال مرور آليين. لدينا كثير منهم، ما يتيح لنا التصدير إلى الشوارع الخارجية، المشكلة في البرمجة فقط، وبدلاً من مغنطة ثلاثية للرخصة والاستمارة والسيارة، كان الأفضل أن نقوم بمغنطة وحيدة للسائق. لو استطعنا حشر شريحة الوعي في رأس السائق وعلم أن العقوبات ستطبق عليه بحذافيرها لن نحتاج لمثل هذا الجهاز، وهذا ليس تقليلاً من قيمة الاختراع بل إنه من الناحية الاقتصادية وبحسب ما نشر يعتبر انجازاً طيباً ومفيداً، ولن أمانع في البحث لهما عن رجل أعمال يتبنى هذا الجهاز بشرط ضمان عدم قدرة السائقين على تغيير المغنطة وإحالتها لسائق آخر أو خادمة ، وإذا تمكنا من ذلك فإن المشروع يستحق العناء.
وبما أننا نطرح أمراً مرورياً فقد نشرت “الحياة” قبل أيام تعقيباً مهماً من مدير المرور العميد فهد البشر على مقال طرحت فيه الأوضاع المرورية الخطرة عند خروج الطلبة والطالبات. العميد ركز على اختيار مواقع المدارس، فهو يرى أن “جهات الاختصاص” لا تضع شرط السلامة المرورية في الاعتبار عند اختيار مواقع المدارس وهو أمر نتفق عليه، الثاني أن الفوضى عند الخروج من المدارس دليل على عدم الانضباط في السلوك وهو يتوقع مثلما توقعت أن جيل المستقبل عندما يصل إلى السن القانونية لقيادة السيارات سيطبق ما تعلمه في صغره، “القيادة بالذراع”، وأضم صوتي لصوت مدير المرور لنطالب سوياً بأن تعلم المدارس الطلبة الانضباط، ليس من خلال حصص مدرسية بل من السلوكيات اليومية للمعلمين والمعلمات، وأستغل هذا الاتفاق بين العميد البشر والموقع أدناه لأشكره أولاً على اهتمامه ثم لأطالبه بأن يتوقف رجال المرور فوراً عن وضع حواجز التفتيش في المنعطفات والشوارع المظلمة، ولنتذكر أن الهدف ليس هو الإيقاع بالمخالفين مهما كان الثمن، بل إن الهدف هو السلامة أولاً وأخيراً لرجل المرور وللسائق. إن هروب أحد المخالفين برخصة أو استمارة أهون بكثير من احتمال وقوع حادث شنيع.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط