مطاردة مثيرة

خلال لقاء تلفزيوني في برنامج “زوايا” القناة الثالثة السعودية وجدت أن المساحة للحديث مفتوحة، وأن الخطوط الحمر الوهمية يمكن تحريكها ببعض المسؤولية في الطرح، وهي قناعة راسخة لدي مارستها في الصحافة وفي التلفزيون في لقاءات متباعدة، ولم أجد سوى التقدير والمحبة بل انني لم أتعرض ولله الحمد لأي أمر سلبي مما قد يتوقعه البعض. وفي تقديري أن قضية حرية الرأي في وسائل إعلامنا مكبلة أولاً بتقديرات شخصية تتحول إلى أسوار وخطوط شبه حمراء في رؤوس الموظفين، فإذا قمت بجمع عدد الأشخاص الذين يديرون وسيلة الإعلام يمكن لك معرفة أن لدى كل واحد منهم خطه الأحمر الخاص، ولم أندهش كثيراً لأن نقدي للتلفزيون السعودي نفسه وهو نقد المحب لوسيلة إعلام يرى أنها يجب أن تمثل بلاده التمثيل المهني الراقي، أو لقضايا أمنية ومهنية ملحة، تم بثه كاملاً، وكان هذا هدفي الرئيس من الحوار.
سرقة السيارات كانت من ضمن القضايا التي طرحت بصراحة، ومنذ زمن بعيد وأنا أكتب عن هذه القضية، لكني لم أجد مثل ردود الفعل حولها وبهذا الزخم، والسبب كما هو معروف “الشاشة السحرية” اكتشفت أن كل من يتصل بي أو ألقاه إما سرقت له سيارة أو سرقت لقريب له. الطريف في الأمر وما لا يعلمه من شاهد البرنامج أن من يطرح الأسئلة المذيع الشاب بدر الفرهود سرقت سيارته قبل أسبوعين من اللقاء وعثر عليها بتحرياته هو وأصدقائه، بل أنه عبر بها بسلامة وأمان من نقاط تفتيش والبلاغ عنها ما زال مسجلاً، والحمد لله تعالى أن سياراتنا لم تسرق أثناء تسجيل البرنامج وإلا لكانت نكتة تطير بها وكالات الأنباء. قصص كثيرة وصلتني عن سرقة السيارات بعض منها لا يخطر على البال، واحدة منها أبلغني بها رجل أثق به، قرر صاحبنا في وقت متأخر من الليل أن يتسوق وعاد قبل الفجر بقليل، وعندما وصل إلى باب البناية التي يسكن بها وجد أمامها سيارة مهشمة، أطفأ الأنوار وتقدم بالسيارة قليلاً ليجد سيارة أخرى مهشمة، وفي طرف الشارع سيارة في وضع التشغيل وأشباح تعالج سيارة ثالثة. علم أنهم اللصوص أقترب بسيارته من دون أضواء ليشعلها فجأة ويأخذ رقم اللوحة، ركبت الأشباح في السيارة وانطلقت مسرعة، وكانت ليلة مطاردات مثيرة، بعد عناء قنع صاحبنا برقم اللوحة ونوع السيارة وذهب إلى أقرب مركز شرطة وهو في غاية الحماسة، “أليس الأمن مسؤولية الجميع”!!، واجه البرود والتراخي نفسه الذي يعرفه غالبيتكم وأصابنا جميعاً الملل من الحديث عنه. أطرح هنا سؤالاً على المسؤولين في وزارة الداخلية حول الأموال التي يجمعها لصوص السيارات من سرقاتهم، ألا تتوقعون أنها تستخدم في تمويل الإرهاب؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.