أحب استعراض أمثلة صغيرة تشير إلى خلل كبير مما نعانيه، الأخ محمد العبدلي من الخبر تعرض لموقف صغير كبير، فيه شيء من الطرافة السوداء وكثير من رفع ضغط الدم، وعندما قرأ عن تشابك الصلاحيات بين الجهات الحكومية في مقال “فيروس البطء” قبل أيام، أرسل إلي شارحاً ما تعرض له.
داخل ملكية المواطن العبدلي موقف لسيارته قام بوضع مظلة عليه للحماية من أشعة الشمس، وعليه لوحة “موقف خاص”، في أحد الأيام وجد سيارة غريبة تحتل هذا الموقف، صبر اليوم الأول والثاني وعندما جاء اليوم الثالث… لنستكمل سوياً القصة من الرسالة:
(في الحقيقة ساورتني شكوك بأن السيارة قد تكون مسروقة، اتصلت بالشرطة على رقمهم الساخن 999 وشرحت لهم مشكلتي، فأجابوني بأن المختص بهذه القضية هو المرور، فاتصلت بالمرور على رقمهم الساخن 993 في الصباح وأجابوني بأنهم مشغولون بحوادث السيارات وأن مشكلتي بسيطة وسوف يحلونها لي ولكن بعد صلاة الظهر.
انتظرت بعد الصلاة واتصلت على المرور 993 وسألوني عن موقع مسكني ووعدوني بإرسال دورية وانتظرت ساعتين وبعد طول الانتظار أفادوني بأن مشكلتي يجب أن تحل عن طريق الشرطة، فقررت الذهاب بنفسي إلى المرور وقابلت مدير المرور الذي أحالني إلى ضابط مسؤول وبدوره أفادني بأن “الموقف الخاص بي يقع داخل حدود ملكية منزلك وعليه فإن صاحب السيارة المجهولة قد تعدى على حدود ملكية” منزلك وهذه قضية حلها لدى الشرطة 999 وليس بيد المرور 993، اتصلت بالشرطة وأرسلوا لي دوريتين لموقع بيتي وعند حضورهم قالوا لي بأن مشكلتي بيد المرور وليست الشرطة. في الغد ذهبت إلى مدير شرطة الخبر وأخبرته بالمشكلة وأجابني بجواب مبك مضحك، قال لي: نعم المرور محقون ونحن كذلك محقون؟ فقلت له إذن من عنده حل مشكلتي؟ فقال بيد الحقوق المدنية!!). انتهى،
هل علمت الآن أخي محمد لماذا يقال دائماً في الإعلام “الجهات المختصة”!؟ لأنه حتى من يكتب البيانات لا يستطيع تحديد الجهة المختصة، وهذا ما دفعني في يوم من الأيام للكتابة عن “الجهات المختصة”. وأنصحك بأن تضحك على ما مر بك حتى لا تصاب بمرض لا سمح الله، ولست مندهشاً مما حصل، بل المدهش أن المظلة لم تسرق وبقي الحديد غالي الثمن في موقعه وكنت أنتظر نهاية أخرى مثل أن يقال لك وأنت تسكن في مدينة ساحلية إن المؤسسة العامة للموانئ هي الجهة المختصة! والحمد لله أنك توقفت عن الركض عند هذا الحد، تصور لو أنك كابرت وذهبت إلى الحقوق المدنية فأعطوك ورقة إحضار لشخص أنت تبحث عنه، ثم انظر لبعض البشر يسارعون للدخول إلى المساجد لأداء الصلاة ولا يستحون من إيقاف سياراتهم في وسط الطريق، يظهر أننا بحاجة لجهة مختصة بإماطة الأذى.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط