رأينا أمس أن سوء تشخيص أحد الرقاة لحال عروس أصيبت بحساسية جلدية، دفع في النهاية إلى طلاقها من عريسها بدعوى وجود عين أو سحر.
البحث عن راقٍ يجمع بين الخبرة والثقة ليس بالأمر الهين. لكن ماذا عن الأطباء أو أطباء حتى لا نقع في فخ التعميم؟
ليس سراً، بعض الأطباء يبحثون عن المال على حساب المرضى، لا يهتم بالحالة إذا لم يستحلب منها عمليات وتحاليل تتوالد.
نبقى في تخصص الجلدية، إذ عاد بطل القصة من إجازة خارجية، ومنذ عودته أصيب بحساسية لا يعرف مصدرها، شب جلده مع حكة شديدة وتنفخات، دار على عشرة «10» أطباء واستشاريين، كلهم للأسف من السعوديين الميامين، فيهم من المشاهير، حمل أكياس العلاج ومكث شهوراً من دون تحسّن يذكر، لاحقاً اكتشف أن بعض أطباء الجلدية لا يهتمون إلا بحالات تستدعي جراحات تجميل خصوصاً النسائية، تعديل خشم أو نفخ شفة أو «برطم» بحسب المقاس، ففيها من الغُنم ما يغني عن إضاعة وقت مع من مثله، ولأن الخدمة الصحية في بلادنا تعتمد على قاعدة «تعرف أحد»! سأل ثم ذهب إلى استشاري جديد واشتكى من الأطباء قائلاً: «أنا تعبت وأصابتني الوساوس»، بحكم المعرفة أعطاه الطبيب وقتاً وطرح أسئلة، منها هل سكنت قرب شاطئ بحر؟ وبعد فحوصات قال الطبيب: أنت مصاب بـ «جرثومة البحر»، صرف له العلاج، وبعد أسابيع تحسّنت حاله وشفي. ومشكلة الخدمة الطبية أن المريض لا يتاح له وقت كافٍ، الطبيب مهتم بالحالات المكتنزة أكثر من غيرها، فالوقت من ذهب أصفر، الغرف مفتوحة ينتظر فيها المرضى يخرج من واحد ليذهب إلى الآخر لا فرق بينه وبين الراقي… أصبح الشغل جماعياً!
من حق المريض أن يستفسر، وإذا كان لجوجاً يجب تحمله فهذا من تبعات المهنة الشريفة.
القصة الثانية أعتبرها جناية طبية، بطلها مكث سبعة أعوام يلتهم حبوباً أشكالاً وألواناً من دون حاجة لها، تبدأ معاناته قبل النوم، إذ يشعر بشيء يمشي على جلده فيفزع مذعوراً، مرات يحاول الإمساك بذاك الشيء، كأنه صرصار أو فأرة بحسب وصفه، دار على أكثر من أربعة أطباء، أصبح لا ينام إلا بالحبوب، بعد سبعة أعوام على هذه الحال دخل مصادفة إلى صيدلية، ســـأله الصـــيدلي المصري الشاب: لــماذا تتناول هذه الحبوب؟ وصف المـــريض معاناته، دهـــش الصيدلي مع قلة خبرته، نصـــحه قائلاً: معك أملاح! امتنــــع عن أكــــل اللحوم الحمراء والطماطم والفلفل واترك عنك الحبوب، وبالفـــعل امتنع وبعد شهر شفي ولله الحمد، ذهب للصيدلي ولم يجده كان يريد تقبيل رأسه ولا يزال يدعو له.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
عندي حساسيه من المشاريع ارجوكم ماهو العلاج. من جد لا امزح كل ما سمعت اوقرأت عن دراسه اوتوقيع مشروع يصبني حاله اكتآب وضيق وحالة هذيان ذهبت الى اكثر من طبيب كل ما فعلوه مهدآت
ابو احمد خل عنك الجرايد
وافتح لك عيادة للرقية… تبي تزين امورك ويمكن يتطور الشغل عندك وتصير تقرا في وايت.