الإقتصاد ماكينة تخضع لمن يديرها، منتجاتها تخبر عن المدخلات والقوالب وإدارة الإنتاج.
وحين علت أمواج الانتفاضات العربية بهرب زين العابدين، انتقلت العدوى بارتفاع زخم الحشود في ميدان التحرير المصري، ظهر اختلاف حول السبب، يرغب البعض في ذكر سبب وحيد، كل يطرح سبباً، ثم يختلفون حوله، أشير إلى الكرامة والحرية، وذكرت البطالة والفقر، وفات البعض أن هذا مرتبط جذرياً بذاك، بل إن بعضه مسؤول عن توليد البعض الآخر وتضخمه، خلية تنقسم لتنقسم مرة أخرى.
وإذا أردنا أن نضع اسماً واحداً جامعاً لهذا كله، ليس هناك أقرب من الفساد، الفساد السياسي والاقتصادي وحتى الديني، نعم الفساد الديني، استخدام الدين لأغراض سياسية أو تجارية، الارتزاق بالدين، وهو ما كان وكائن الآن.
وخلال الأعوام الماضية المثيرة عربياً، أعلن رسمياً عن هشاشة العمل العربي المشترك، حتى بعض كبار موظفي الجامعة العربية سخروا من هذا العنوان، على رغم تعيشهم عليه، وتمتعهم به ردحاً من الزمن!
فشل العمل العربي المشترك، وكان من الطبيعي أن يفشل، فهو وليد للحال العربية السياسية والاقتصادية، ألا يشبه الإبن أباه؟
تذهب المساعدات من نخب إلى نخب، ولا يصل للقاعدة العريضة من الشعوب سوــى الفتات، في حين تتلون الصحف ووسائل الإعلام بالعناوين المثيــرة عـــن أطـــنان السمن والعسل المنتظرة، ويقع الاستثمار البيني فريسة للفساد، يدفع المستثمر أتاوات وإكراميات ونثريات للنخب، تمص عظامــــه، فلا يقــــوم إلا بمــــص عظام الأقل حظاً، لا يصمد سوى من يستطيع استخلاص الشوك من الصوف، يسترضي الكبير على حساب الصغار.
وإذا كان الإخفاق الاقتصادي المعلن الآن في القمة العربية الاقتصادية سبباً للحال العربية المتردية ولما سُمّي الربيع العربي المر، فإن السياسي مسؤول عنه قبل القائمين على إدارة الاقتصاد. الاقتصادي سيقول في النهاية إنه ينفذ سياسات، والخطأ الجسيم الذي يقع فيه السياسي أنه يستمتع بأرقام يقدمها له الاقتصادي ويصدقها ويسفّه غيرها، لا يبحث عن تقويم محايد بعيداً عن تقاطع المصالح والمجاملات والتجمل، في مصر وتونس كانت أرقام نمو الاقتصاد قبيل الثورات في أفضل حالاتها، بحسب البنك وصندوق النقد الدوليين، وحين يكون مصدر شهادة النجاح الاقتصادية خارجياً معززاً بتسويق داخلي متنفذ، من المتوقع استيقاظ السياسي على كابوس.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
في مرة الله يحفظك يابو احمد شفت كتاب .. والله نسيت اسمه عند احد الاصدقاء
الكتاب من مائة وستة عشر صفحة .. كله يتكلم عن العبارة ( حكمت فعدلت فنمت فأمنت ) ..!!
وشكرا
ياسيدي الفاضل … عبدالعزيز
القومية العربية… الجامعة العربية… قضية خاسرة أثبتت فشلها الذريع..لا سياسة..ولا أقتصاد… ولا حتى أزمات..؟ فلم تنجح الجامعة فى أية ملف …؟! بل أنها أصبحت أضحوكة ومثال للفشل ..وأعتقد أن الاستمرار في وجودها يعني الاستمرار فى الفشل..؟فلو تركز الدولة على تكتلات ثنائية وثلاثية المحور.. وتحويل المساعدات السعودية المادية الى مساعدات عينة من الصناعة السعودية.. ويقدمها سعوديون.. مباشرة الى المستفيدين؟
ولماذا المملكة تستضيف ..وقد تكون المستثمر المالى الاكبر لهذه الدول …؟ ” الظامي يكسر الحوض ”
نحن من نستشحذهم لتحسين قوانين الاستثمار…ومنح مرونة للاموال السعودية… ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل من الممكن …من يسأل وزارة المالية كم من المساعدات التي قدمت لهذه الدول .. خلال العشرين السنة الماضية وماذا حصلنا عليه… ؟ غير الذم وأستصغار للمواطن السعودي بل وللدولة من هذه الشعوب….؟ (طبعا الغالبية)
يا عزيزي أذا كانت شركة الكهرباء السعودية تطلب من مصنع سعودي رأسماله 30مليون , 100% سعودي, وقائم فى المدينة الصناعية , 37 مليون مساهمة فى محطة تابعة لها …لتوصيل الكهرباء الى المصنع…!….؟
وأذا كانت خطة الوالد عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله…….. للاسكان مكانك سر… ؟
” كلن يداري على قريصه.”… الاقربون اولى بالمعروف….
وأزمة الخليج الاولى ….؟ يجب ان لا ننساها……………؟
تحياتي……….ابو أحمد
كلام كبييير أستاذ عبدالعزيز
من ( يريد ) أن يسمع ؟؟