الكوبونية ليست من “آل كابوني” بل من الكوبون، كلكم تعرفون الكوبون، تلك الورقة الرقيقة التي تثبت أنك دفعت قيمة تذكرة الطيران، وتستحق الخدمة كاملة مع ابتسامة عريضة، هي الورقة نفسها التي يحرص عليها موظف “الخطوط” وتسحب منك عند صعود الطائرة. الكوبونات لها قصة طويلة قديمة جديدة يعرفها جيداً موظفو “الخطوط”، هذه القصة فجرتها أخيراً الإدارة القانونية في الخطوط الجوية العربية السعودية بخطاب منها موجه إلى “المعنيين بالأمر”، نشرت جريدة المدينة أبرز ما فيه يوم الاثنين الماضي.
المستشار القانوني التنفيذي للتحقيقات في الخطوط السعودية أرسل خطاباً للمعنيين بالأمر، وصفهم الخبر بكبار المسؤولين في المؤسسة، يحذر فيه من الاستمرار في مصادرة كوبونات المسافرين المتخلفين عن السفر الذين لديهم حجوزات مؤكدة، لأنه لا يوجد نص قانوني في التذكرة يعطي الحق في مصادرة تذاكر المسافرين وإجبارهم على شراء تذاكر بديلة، المستشار القانوني “قلبه” على مؤسسة الخطوط فله الشكر، وهو يحذر قانونياً لأن للركاب الحق في رفع قضايا يطالبون فيها بحقوقهم، هذا الحق تكفله أنظمة دولية، لو كانت أنظمة محلية لربما أضيف إليها شرط يعطيهم الحق القانوني في التذكرة بكل بساطة! قيمة التذاكر المصادرة سنوياً 30 مليون ريال، ريال “ينطح” ريال.
أود أن أشكر الإدارة القانونية على تحذيرها والجريدة على كشفها التحذير، وأطرح سؤالاً يقول: هل هذا هو التحذير الأول أو الثاني؟ إن موضة سحب الكوبون “صرعة” تتم منذ سنوات… فأين تذهب هذه الأموال؟ وهل تواجه الإدارة القانونية عقبات من “المتنفذين” في “الخطوط” بحيث لم تتمكن من تطبيق الأنظمة عليهم!؟
30 مليون ريال في العام الواحد، هي أموال الركاب، كثير منهم لم يحصل عليها بالمجان، أين ذهبت؟ وإلى متى ونحن نستمر في مرحلة التحذيرات، كل جهة حكومية تحذر وتقف عند هذا الحد… فهل نعيش الآن في مرحلة الإصلاح التحذيري أم التحذير الإصلاحي!؟ “يالله صلاح العطا”.
الخطورة ليست في مصادرة تذاكر الناس بالباطل فقط، بل في تكريس انعدام الثقة في كل مرفق حكومي، ومن المعلوم أن المواطنين والمقيمين يثقون بالجهات الحكومية، لأنها كلفت من الدولة رعاها الله بتيسير حاجات الناس ماذا تبقى لنا من هذه الثقة مع المكشوف اليسير والمثير، وإلى أين سيؤدي بنا استمراره!؟
والطريف أن الخطوط السعودية يُدْرس تخصيصها، وأعتقد أنه يجب تنظيفها أولاً ثم النظر في طرحها للعامة.
وإذا كنت عزيزي القارئ ممن صودرت له تذكرة فلا تقدم شكواك إلى الخطوط السعودية بل اذهب مباشرة إلى “إياتا” منظمة الاتحاد الدولي للنقل الجوي.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط