طمأنتنا هيئة الغذاء والدواء أننا لا نستورد لحوماً من الشركات المتهمة بإضافة لحوم خيول إلى لحوم البقر في أوروبا، عدا منشأة واحدة هي «ليفي ميتس»، فتم إيقاف التعامل معها.
من «الطبيعي» بحسب طباعنا وطبيعتنا وما تطبعنا عليه مما انطبع في أذهاننا وأصبح من أسس إداراتنا، أننا لن نعلم أي المطاعم/ المنشآت تستخدم منتجات هذه الشركة، عملاً بقانون «عفا الله عما اجترع وابتلع»، وحتى لا «ندقر» كثيراً، الحمد لله لحوم الخيول حلال، لكن أخباراً أخرى أشارت إلى بقايا لحوم خنازير، النمسا تحقّق في استخدامها في إعداد لحوم الكباب «اللذيذ»، وهذا ما لم ترد نقطة عنه في بيان الهيئة المنشور، مثلما لا نعلم شيئاً حتى الآن عن نظامها الجديد لتأمين الغذاء.
في قضية الأكل من أسوأ الأمور «التنكيد» قبل الأكل، وحتى قبل تصريف المخزون.
الجميع يعرف أن أوروبا أفضل منا بمراحل في مسألة المراقبة والفحص، وخبر لحوم الخيول والخنازير المضافة للحم البقر ذكّرني بما حدث في بلادنا، «وربما ما زال يحدث»، مع ضعف الرقابة أصلاً هناك ضعف تحقيق وقضاء، قضايا تم ضبطها وحُررت فيها محاضر ورفعت، لكن لم يُعرف عنها شيء، قضية أطنان اللحوم الممتازة على سبيل المثال، إما جُمدت أو أصبحت أسيرة «الدائري البيروقراطي» في هيئات الرقابة والتحقيق، ربما نجدها في حاوية الملفات التي بيعت في الحراج مترعة بملفات طالبي عمل!
ولا أريد التنكيد على أحد، ليصاب بمغص حينما أذكر أن قضية المطعم الشهير الذي أغلق «ذيك السنة» ما زالت تحور وتدور!
أوروبا أحسن منا، لا جدال في هذا، على رغم كل ما نردده من آيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة «من غشنا ليس منا»، الواقع أنه «قاعد على قلوبنا» وله «مغششون»، إما عن جهل أو تواطؤ. والفائدة من الصدمة الأوروبية، العلم أن شراكة القطاع الخاص والخصخصة خطرة، لماذا؟ لأن الربح هو سيد الأخلاق، الربح الأكبر يأتي بخفض الكلفة، وخفضها في اللحوم يأتي «بالفطايس والجفايط» ولحوم الكلاب والحمير والقطط إذا توافرت باستثناء قطط الزينة ذات الوبر الناعم المنفوش.
مراقبة الطعام والصحة أولوية، لا يصح «التقشف» فيها، أو إيكالها لمن لا يفقه دقائقها وألاعيبها، أقصد الرقابة الشاملة المتخصصة، أما عدم صدور أحكام وقرارات حول قضايا مضبوطة، فهو إعلان أن لا قيمة للرقابة من الأصل، فهي رقابة مفرومة بيروقراطياً، وعلى ذكر الفرم، النصيحة الوحيدة للمستهلك، لا تأكل لحماً مفروماً ولا مصنعاً مهما لمع تغليفه، وإذا رغبت في الذهاب إلى مطعم يستخدم اللحوم المصنعة، «خذ أكلك معك»، واستمتع بالديكور!
الآن فقط فهمت وعلمت لماذا تحرص تقاليدنا على وضع رأس الذبيحة إلى جوارها للضيف على المائدة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
والله يابو احمد .. خيول بغال الله يعزك ويعز من يقراء .. نبغى نأكل
اي شئ .. بطننا نشفت من الجبن والتميس .. واحنا في ذمة المسؤلين
يأكلونا لحم خيول والا لحم فيران .. وامرنا وخيرتنا لله بس وشكرا
ماتقوله ينطبق على جميع الدول العربية
بالسعودية اكثر تشديد ورقابة من الاردن
واحنا ما جبنا سيرة شيئ لا بالصحافة ولا باي وسيلة اعلامية
شكرا لك على طرح الموضوع باسلوبك الجميل