ساهم معنا الآن

“الطمع يذهب العقل”، هذا هو التعليق الوحيد الذي يمكن قوله عن أوضاع المشاركين في مساهمات توظيف الأموال، الوعود بنسبة كبيرة من الربح دافع للتساؤل عن مصدر الربح الكبير، هوامش الأرباح معروفة، إلا عند اكتشاف “إكسير إعادة الشباب”، لكن “الطمع يذهب ما جمع” كما كانوا يعلموننا ونحن صغار.
وصل الأمر برئيس مجلس إدارة الشركة السعودية الأوروبية للتأمين إلى الخوف من القتل، إذ قدم بلاغاً إلى شرطة حي الروضة في مدينة الرياض، يخبرهم فيه أنه مهدد بالقتل من بعض المساهمين، وسلم نفسه إلى الشرطة لحمايته، هكذا قالت الأخبار، وقبلها وقع عراك واشتباكات بالأيدي في مقر الشركة في الرياض، ونال الصحافيون والمصورون – وهم أكثر العاملين في الإعلام تعرضاً للأذى – بعض “الطشاش” كالعادة، المساهمون قالوا إنهم لم يطالبوا بالأرباح، بل يطالبون برؤوس أموالهم، وليس رأس رئيس مجلس الإدارة، وكذّبوا واقعة التهديد.
من اسمها، الشركة متخصصة في التأمين، لكنها خرقت هذا، وجمعت الأموال وأعلنت في الصحف ضد صحف أخرى، وقالت إن لديها مشاريع مختلفة ومتعددة في دول أوروبية وعربية، ثم ثبت أنها جمعت أموالاً من دون رخصة نظامية، وهي بحسب أحد المتورطين أوهمتهم بأن لديها “محافظ في البورصات العالمية، وأن أرباحها 150 في المئة”.
والذي تصل أرباحه إلى هذا الرقم، ماذا يريد منكم ومن أموالكم؟!
آخر التطورات ما نشرته جريدة الوفاق الالكترونية من أن رئيس مجلس الإدارة التزم بدفع مبلغ 450 مليوناً خلال عشرين يوماً، لم يذكر الخبر عن عدد الالتزامات السابقة شيئاً.
 كتبت مقالاً هنا في هذه الزاوية عن هذه الشركة، وقبل مدة طويلة من تفجر المشكلة، تبدأ الأمور صغيرة وتهمل فتتضخم، ولكن “لا حياة لساما”.
نحن في موسم تفجر مساهمات توظيف الأموال، التمور، وبطاقات الاتصال، والعطور إلخ… وقلت غير مرة إن هذه المساهمات تعتمد على تكتيك “تلبيس الطواقي”، يدغدغون طمعك بالربح الأسبوعي، ولا تعلم أنهم يقصونه من رأسمالك، وهم يعتمدون على أمواج الأموال الوافدة، والتي تكون أنت واحداً من المروجين لها.
يطالب المتورطون في مساهمة شركة “التأمين” تلك بمنع رئيس مجلس الإدارة وأشقائه من السفر، ولو ذهب هؤلاء بأرجلهم إلى الترحيل لربما رُحلوا مجاناً على حساب وزارة الداخلية!
والخلاصة أنك إذا شاركت في مساهمة للفقع فتأكد أنك في النهاية لن تحصل سوى على كرتون فقع له رائحة، وإذا اشتركت في مساهمة “للبيض” سيمتلئ منزلك بأطباق البيض، ولا تسألني هل هو صالح أم فاسد، أما إذا ساهمت في عقار خام وتعطلت الأمور وماطل العقاري فستحصل على كومة تراب قام من يديرها بتسعيرها بالذهب، تسأل عن أموالك ربما تكون سائحة في الخارج أو عالقة وسط سوق الأسهم.