كأني أرى موظفاً في هيئة الرقابة والتحقيق وأمامه أرتال من ملفات مطرزة بخطابات شبهات فساد أو فساد، محالة من «نزاهة». كأني أراه «بحلن بعمره» وفي توق إلى الخروج لتناول الإفطار. أتوقعه يلم رأسه، لا يعرف من أين يبدأ ولا أين ينتهي، كل تلك الإحالات «لمكافحة الفساد» ستتوقف في هذا المضيق المزدحم، لذلك لا تقرأ عن خبر واحد يأتي على ذكر «ما حدث» بعد الإحالة!
هيئة مكافحة الفساد مثل من يحطب في غابة، كمن «خيروه فحيروه»، يتطلع إلى الأشجار ثم يحدث نفسه قائلاً: «ربما هذه أكثر جفافاً»!
أجبرني خبر نشرته «الحياة» أمس على تغيير موضوع اليوم. «نزاهة» كشفت عن شبهة فساد بنصف بليون ريال في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية. «عامة هنا تحتاج إلى إعادة نظر»! الشبهة في صفقة… عفواً أقصد عقداً وُقع في عام 1426هـ، غرضه نبيل ويستحق عنوان «تحقيق عنصري السلامة والأمن في إشارات القطارات»، ولم ينفذ!
«نزاهة» ما زالت تقرأ في صفحة 1426هـ، لا تعرف كيف تم الاختيار! لكنه «زمن» كانت سالفة القطارات في خانة الصيانة، وحوادث لا بد من ضمها للملف إلى حين الوصول لصفحات أحدث في قطارات تابعة للسكك الحديد، وأخرى نفذتها وزارتا «المالية» و«البلديات».
صحيفة «الشرق» نشرت عن جانب آخر في سلامة السيارات وهي تتقاطع مع القطارات، صورة لبوابة «بدائية» في بقيق. البوابة… عمود حديد وحبل يقوم برفعه وخفضه عامل. وهذا «المشروع» هو البديل لجسر كان يفترض إنشاؤه عام 2009م! استغربت، فوزارة النقل التي تترأس السكك الحديد لم تدشن هذه البوابة في حفلة بهيجة! ألم يتوافر وقتها شريط أخضر يلمع معلناً لهفته إلى القص في بلد «يرفل» بأحدث الطرق من ناحية السلامة، وكل ناحية من النواحي «المتنحية» عن ناحيتنا؟