من أنت؟

ضمن وسائل التحقق في المواقع مثل حسابات البريد الإلكتروني يوضع أسلوب فريد للتأكد من أن المتصفح إنسان لا مجرد جهاز مبرمج، ماكينة أو آلة من الآلات، الطريقة تدفع إلى التفكير، وتختبر النظر من خلال إعادة كتابة حروف أو أرقام متشابكة. للأسف، طريقة الفحص هذه لا يستطيع الفرد من المبحرين في الإنترنت استخدامها مع كل ما يصله أو يصل إليه، في «تويتر» مثلاً، يستطيع أي فرد أن يتحول إلى ماكينة أو جهاز، وربما كتلة بشرية توحي بكثرة العدد، الأمر لا يحتاج إلا إلى اسم مفخم ثم جَلَد دؤوب على حشد المتابعين، إلى أن يتضخم الرصيد، هنا يمكن استخدام أية وسائل جذب وربما خطف، إما الدين أو الأخبار الجديدة وكل ما دخل تحت «ما يطلبه المتابعون». قد تبدو مثل هذه الحسابات محايدة، وربما يكون بعضها كذلك، ولكن مع بعض التأمل لا يمكن التفريط بالنظر بعين الحذر، في لحظة بعد التمسكن إلى حين التمكن، قد تنقلب هذه الحسابات أو المواقع إلى مدافع لضخ الإشاعات أو إحداث بلبلة، ومثلها صناعة الهاشتاقات في «تويتر» التي يتم من خلالها تركيز الوجهة على قضية محددة قد تكون قضية إيجابية، ولها هدف نبيل، وقد لا تكون، والخطورة في هذه الحسابات أن لا أحد يعلم من يديرها حتى لو استخدم اسماً وهمياً لجهة أو كيان هو حدده أو سماه مع شعارات أو صور توحي بالرسمية أو الوطنية، لكنه قد يكون من حيث المصالح والأهداف على طرف نقيض مع اسم أو شعار أخضر، وضعه وأقنع به متابعيه، وهم في خانة الغفلة، ولأن الجو مشحون، تجد مثل هذه الحسابات رواجاً من دون النظر والتدقيق في توجهاتها، هل هو جمع أكبر عدد من الجمهور ثم بيع إعلانات عليهم فقط أم أن وراء النشاط أهدافاً أخرى أبعد وأعمق؟ كل هذا من المحتمل والمتوقع، بخاصة في «تويتر» الأكثر نشاطاً ونمو مستخدمين وبالتالي تأثيراً. ومواجهة ذلك ليست من السهولة بمكان، فهي تعتمد على الشفافية الرسمية والوعي الشعبي، وهما مكملان لبعضهما البعض، بل إن الأول هو من يغذي الثاني، به ينمو، وبه يزدهر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.