من زمن أفكر باقتراح لوزير التربية والتعليم يتلخص في أن يلتقي بمجموعة من حراس المدارس. الآن بعدما قرأت خبراً عن تعميم جديد «من ضمن التعاميم» جاء الوقت لطرح الاقتراح.
ولأن غالبية حراس المدارس «على قد حالهم»، يقترح قيام الشؤون المالية بالوزارة بكسوتهم ثوباً وغترة أو شماغاً فقط. «أرجو ألا يشمل هذا «بشوت» لأنهم لن يستفيدوا منها»، مع التكفل بنقلهم بعد التحضير للاجتماع وعشاء خفيف سيقدرونه كثيراً.
يسمح للحراس بالحديث والفضفضة عن معاناتهم وما يواجهون في كل يوم دراسي، ينصت الوزير ونوابه ونائبته لهم، ربما يكتشفون أموراً تغيب في دهاليز كثرة الإدارات والمديرين، خصوصاً تلك التي تقتات في استمرارها على إصدار التعاميم، قطاع الإدارة بالتعاميم!
حارس المدرسة كنز معلومات وملاحظات لم يستثمر. أعود للجديد، إذ أصدر تعليم الرياض تعميماً لمديري ومديرات المدارس بتكليف حراس المدارس بمنع وقوف الشاحنات بجوار سور المدرسة، لم يسأل أحد ما هي قدرات حارس المدرسة الخارقة أو بالعامي «وش يبد عليه!». يقول «منطوق» التعميم «التأكيد على جميع حراس المدارس بمنع وقوف الشاحنات بالقرب منها، وعدم تمكينهم من ذلك في جميع الأوقات»، لاحظ جميع الأوقات، يعني بدل مرابطة للحارس! والمالية بالمرصاد.
أكثر الشاحنات التي تقف بجوار أسوار المدارس تقف في الليل، شاهدت سيارات نقل حواشي بونشها الشهير تقف بجوار مدرسة، وشاحنات أكبر أحياناً متروسة بضائع، ولا يمكن لحارس مدرسة أن يفعل شيئاً، لكن انظر إلى أهمية القضية لاعتبارات سلامة وأمن مهمة، يجب عدم التهاون بها، ثم انظر لمن كلف بها في النهاية، أصغر أو أضعف مفصل هو من تم تكليفه؟ والعجز الإداري في «منطوق» التعميم ومن كلف بتنفيذه واضح وضوح أصوات نداءات الخروج من مدارس. كأن من اقترحه لا يعلم واقع حارس المدرسة.
الجانب الإيجابي الوحيد في التعميم، أنها المرة الأولى التي تهتم فيها إدارة تعليم بسور المدرسة، كنت اقترحت الكثير حول هذا، بما يشمل الرصيف وسلامة وانسيابية حركة المرور في محيط المدارس، كتبت بل وشافهت مسؤولين ولكن لا جدوى، يظهر أني سأتوقف عن الاقتراحات، ربما ستصب على ظهر حارس المدرسة وهو مظلوم، ودعوة المظلوم مستجابة.
رد الوزارة :[ المفروض يضاف لمهامه تغطية بعض أعمال السباكة والكهرباء …العاجل منها طبعا]
ما قامت به وزارة التربيه ،، لا يشكل ألا أنموذجا مصغرا ،، لكيفية تعاطينا مع القضايا والظواهر السلبيه المختلفه
فبعد أن تبين لهم خطورة وقوف الشاحنات بجانب المدارس المكتضه ،، فأن معالجتهم لهذا الأمر ،، أقتصرت على تكليف حراس المدارس بمنع وقوفها ..!.. دون أن يكلف أحدهم نفسه ،، بأن يشغل رأسه النخره قليلا ،، ليتأكد من سلامة وملاءمة هذا الحل وقابليته للتطبيق الدقيق
ألا يوجد لدينا أداره عامه للمرور ..؟.. صحيح أنها ليست محل ثقه ،، لكن هذا العمل هو من صميم أختصاصها ،، وعليها أن تتحمل مسؤوليته ،، بعد أن ( اولا ) تعلن عن المنع التام لوقوف الشاحنات بجانب المدارس ،، وتوضح المقصود ذلك ،، ومتى يعتبر السائق مخالفا .. مع تبيان العقوبات المغلظه ،، التي منها حجز الشاحنه لمدة أسبوع مثلا
خلاف العقوبات الماديه ،، والنقاط السالبه على رخصة القياده وعلى الشركه المالكه و( ثانيا) بوضع العلامات الموضحه للمنع ( دون تشويه ) على أسوار المدارس
اعتدنا الحلول القريبه / السطحيه / الغبيه / غير المدروسه ،،،، وفي كل شيء ،،، حتى أ ن مسؤول الجمارك البحريني على جسر الملك فهد ،،، أضطر أن يصرخ في مسؤول الجمارك السعودي ،، بعد تطبيق عشرين حلا فرضها الجانب السعودي لحل مشكلة تكدس الشاحنات ولم ينجح منها واحد فصرخ قائلا :
( تعبنا من حلولكم الترقيعيه ،،، ألا تجيدون غير ذلك ؟؟!)
الشاحنات لدينا عامل مشترك في مشاكل عديدة وتتزايد بشكل عجيب .. لم أشاهد كمية شاحنات في دول أخرى تفوق مالدينا رغم أنها دول تفوقنا تجاريا وصناعيا وعمرانيا وعدد سكانها أكبر !