“سوق الدجة”

أصبحت حال مؤشر سوق الأسهم السعودية أهم لدى الجمهور من درجة الحرارة، “انسدح” المؤشر إلى مستويات قياسية على رغم الأرباح الضخمة لكثير من الشركات. السوق السعودية لا تؤمن بالأرقام بل بالإشاعات، وكنت في مقال قديم أطلقت عليها اسم “سوق الحسايف”، الندم هو النديم للمستثمر في الارتفاع والانخفاض، هو عند الارتفاع لا يشبع، وعند النزول لا يقنع، والأرقام اليومية التي يتم تداولها عن فتح المحافظ الاستثمارية الجديدة كبيرة، على رغم كل الأسوار التي وضعتها البنوك، والمشكلة أن البنوك تروج للاكتتابات الجديدة، حتى وصل الأمر إلى رسائل الجوال، ولا بد من فتح محفظة، يعني “أبو نعيلة” داخل… داخل! هذه الإشارة مني قد تفتح أذهان البعض فيكتفون بالحساب الجاري للاكتتاب بدلاً من المحافظ، لتخفيف الضغط والحد من أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة، بدلاً من إيجاد منافذ لهم مثل أن يتم تجزئة الأسهم ليستطيع الصغير شراء بعض منها، سبب توقعي باللجوء إلى مثل هذا الإجراء العكسي ما حدث عندما كتبت أكثر من مرة عن تأخر معلومات المؤشر في شاشات البنوك في حين أنها تظهر حديثة طازجة في شريط تعرضه قناة فضائية خارجية، ماذا حصل؟
تم تأخير أرقام الشريط التلفزيوني بدلاً من إصلاح مشكلة التأخر في شاشات التداول الرسمية! ونحن نعلم أن خدمة المعلومات أصلاً تم حكرها على شركة واحدة، إضافة للبنوك.
هذه القضية أصبحت من الماضي والسبب أن التداول ضعيف والسوق تشكو من هجرة موقتة من الكثير، وهكذا لم تعد هناك اختناقات، وبدأت مشكلة جديدة، عمولات البنوك انخفضت بصورة كبيرة نتيجة للهجرة الموقتة والتي قد تطول، وقد تضطر البنوك إذا ما استمر هذا الوضع إلى الاستغناء عن بعض المنفذين!
شاعر ظريف أرسل إليَّ أبياتاً قالها بعد دخوله سوق الأسهم، وهي على بساطتها تنبئ عن الحال، يقول الشاعر الذي لا أعرف اسمه:
“ساهمت أبتجر مثل غيري من الناس
ورميت أنا الدجة بسبع احصواتي”.
“بسمنت ينبع لي يجي خمسة أكياس
ولي بالمواشي تقل خمس اكمخاتي”
“وانا أحمد لله اللي خفف الكرب والياس
تغنوا العربان بمساهماتي”.
هذه من طرائف المساهمين، أما طرائف الشركات المساهمة “فعد واغلط”، آخرها إعلان شركة النقل الجماعي عن مشروع “البحص” الذي تغنى به الركبان، قال الإعلان بعد أن زف البشرى إلى جمهور المساهمين بإنهاء ترتيبات المشروع “أن الشركة لم تتمكن من دراسة الأثر المالي للمشروع على الشركة”!! “خوش شركة” التي لم تتمكن…! الظاهر انه مشروع خيري.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.