صناعة الفارق لأجل الأرواح البريئة!

أدعو وأطالب كلاً من هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» وحقوق الإنسان – «الجمعية» و «الهيئة» – بفعل واضح بائن وجلي، نضع فيه علامة فارقة لتحديد المسؤوليات، احتراماً لقيمة الإنسان، قيمة أرواح بريئة أزهقت وتزهق، ربما لحظة قراءة هذه المقالة.
لقد تغلف إحساسنا بغلالة سميكة من «التكيّف المقيت» مع الحوادث المرورية، إنها «حادثة» لتضيع المسؤولية بين الأطراف، مع «أحدث» الطرق على مستوى العالم! ومثلها «أحدث» المقاولين والمهندسين المراقبين، وأيضاً «أحدث» مركبات بالتقسيط مع إعلانات تشجع على السرعة.
نشرت الصحف أول من أمس عن مقتل أُسرة من خمسة أشخاص أب وأم وثلاثة أطفال إضافة إلى شاب في مقتبل العمر في حادثة مرورية على تحويلة بطريق الشمال «الدولي»! نسب إلى أمن الطرق القول إن «وسائل السلامة غير مكتملة وتفتقر للمطبات الصناعية»! وجرى تكليف المقاول بعمل مطبات!
فهل انتهت المسؤولية عند هذا الحد؟ أيضاً لم يظهر أي دور لوزارة النقل وهي المعنية أساساً بمراقبة المقاولين، وهي من وقع العقود معهم.
وبعيداً عن التفاصيل، وما تعودناه «الحق على المرحوم»، نريد تحقيقاً مستقلاً مستفيضاً في هذه الحادثة. نعم هي ليست الأولى ولا الأخيرة، لكن لم نرَ جهداً لـ «نزاهة» و «حقوق الإنسان» – الجمعية والهيئة – لـ «الفصل» في مثل هذه الحوادث، ومن حقوق الإنسان المحافظة على حياته وحياة أسرته، واحتمال التفريط والإهمال في المراقبة واضح بشهادة أمن الطرق.
 لا ينبغي هنا الفهم أن في هذا تهويناً من السرعة القاتلة وسوء القيادة، إنني أرى كل يوم تقريباً مجانين السرعة، وفي الخطوط الطويلة هم أكثر جنوناً، لا تعلم هل هم في كامل وعيهم أم لا؟ هؤلاء لا رادع لهم سوى تطبيق النظام بصرامة، وشموليته، لا أن يكون في «محطات محددة» يتبادلون مواقعها وأماكنها على شبكات التواصل الاجتماعية! ولو كان الأمر بيدي لوضعت «ساهر» على كل طبلون، من دون مقاول يحسبها بالجدوى «الاقتشادية»! من «القشدة».
لنصنع الفرق لأجل الأحياء والأموات – رحمهم الله جميعاً – وعظّم أجر ذويهم، وإلا سنبقى نراوح مكاننا، نقامر بأرواحنا في أكبر «كازينو»، كأعلى البلدان في قتلى الحوادث المرورية بكل ما يعني ذلك من ألم وحسرات وخسائر لا تقدر بثمن، مع صورة عن «تخلّف» يفترض بمن يعطي الأولوية لتحسين الصورة في الخارج الالتفات إليها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على صناعة الفارق لأجل الأرواح البريئة!

  1. فهد الصالح كتب:

    أولا : لماذا يكون التحقيق في هذه الحادثه لوحدها ؟
    وعن هذا الطريق لوحده ؟
    أليست أخطاء التصميم والتنفيذ موجوده تفريبا في كل طريق ؟
    الم تكشف قطرتا المطر التي هطلت في الأيام الماضيه عن فضائح ؟؟
    مشاريع للتو أستلمت من المقاولين في منطقة عسير وفي الجنوب كله .. وفي طريق الرياض وادي الدواسر وغيرها ؟
    اما موضوع اهمال المقاولين لوسائل السلامه عند القيام باعمال الصيانه أو التنفيذ ،،، فهو امتداد للفساد الذي بموجبه رسيت هذه المشاريع
    ثم ان الأمر ليس متعلق بالطرق لوحدها
    فالمرور .. ونظام وأسلوب منح الرخص وتجديدها .. وكفاءة أجهزة المرور .. والنظام القاصر المعتل الذي يطبقونه
    كلها تساهم في حصد المزيد من الأرواح
    ولماذا تستطيع دول اخرى أن تظبط سلوك مواطنيها الذين كنا نعيرهم بأنهم ( بدو ) أو ( كناسين ) ،،، في حين نعجز نحن عن ذلك ؟؟
    الأسباب معروفه ومكشوفه ،،، وهي ان هناك طبقة ( أو طبقات ) هي فوق النظام .. بل تتحداه ،،،
    ثم لعدم جديتنا في الأصلاح والتنظيم ،،، ونظرتنا الساخره المتخلفه .. لكل ما يظبط النظام ،،، وتجربة حزام الأمان خير شاهد على أننا فاشلون ،، ولسنا جديون في أي شيء ،، ولا نستطيع أتمام اي عمل جاد ومفيد بما يجب أن يتم عليه
    ثم أنني أستكثرت منك أن تقول ،، أن من يحرص على سمعة البلد في الخارج عليه أن يولي هذا الموضوع ما يستحقه ..!
    وكأن أرواح الناس لا قيمة لها ألا بقدر ما تحسن أو تسيء الى صورتنا في الخارج
    الموضوع أكبر من هيئة الفساد ( وعساها بحملها المشوه والقاصر ،، تثور )وأكبر من المرور ووزارة النقل
    وفاقد الشيء لايعطيه
    اذا كنا جادون في معالجة هذا الموضوع ( ويجب أن نكون وألا فأننا متخاذلون عن حماية أرواح الناس ،، واقتصاد البلد ومستقبل الكفاءات .. وأشغال أسرة المستشفيات .. الخ )فيجب أن نعمل على استقطاب وجلب الهيئات والخبراء المختصون في كل هذه الأمور ،،، ونكلفهم بمعاينة والكضف على كل طرقنا وأظهار عيوبها القاتله ،، وعلى مرورونا ونظامه واجراءاته وكفاءة افراده ،،، ويتولون هم العمل على تعديل أو تنفيذ كل مايقترحونه .. ويتسنمون أدارة المرور والطرق لفتره من الزمن الى ان ينتهي تدريب من يدربونهم ويصبحون قادرين على أستلام العمل منهم .. على أن يستمر الفحص والكشف .. كل سنتين بالكثير
    هذا لمن بالفعل يريد أن يصلح الأمور
    أما ماعدا ذلك
    فهو استخفاف بالعقول .. وبارواح العباد

  2. فهد الصالح كتب:

    بقي أن أشير ،، الى وجوب تولي جهه محايده ،، ان كنا ننوي فعلاالأصلاح،، وتعديل المايل او بناء المنهار ،، تتولى الأشراف عل مشروع الأصلاح من اوله الى آخره … كمجلس الشورى مثلا .. الذي يفترض الا يقف وقفة المتفرج ،،، ويجعل من اسعار السندويتشات في بوفيهات المطارات ،،، هما مقدما على ارواح الناس ،،، وأن يبادر هو الى المطالبه وسريعا بأتخاذ مايجب … متجاوزا الأنظمه البيروقراطيه .. وتوفر الأعتمادات وما شابهها .. التي قتلتنا بها وزارة الماليه .. والتي كانت ولا زالت .. هي من يقرر كل شيء في حياتنا … وحتى حياة البهائم .. وقد تولت هي توريد الشعير وتوزيعه ..!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

التعليقات مغلقة.