تساءلت في مقال الأمس عن كلفة صندوق البريد بحالته الراهنة على مؤسسة البريد وقلت إنها “بأخو البلاش”، وإذا أخذنا بما ينشر في ساحات الانترنت عن التعيينات الجديدة في المؤسسة والرواتب الكبيرة والسيارات الخاصة ربما نفهم السبب الذي رفع كلفة الصندوق الواحد، لكنني عودت نفسي ألا أعتمد على تلك المعلومات لأنها غير موثقة ومن دون توقيع، أتحاشاها حتى ولو لفت نظري بعض الصحة إلى ما ينشر هناك مثل الحملات الإعلانية للبريد التي لا تكتمل، وتطرح تساؤلات أكثر مما توضح إجابات وغيرها، أنا هنا أعتمد على ما تنشره الصحف، وعلى أخبار المؤسسة وأستعين ببعض خبراء البريد الذين تطوعوا مشكورين لإفادتي عن معضلة البريد الجديدة, والتي تم اختيار توقيتها بشكل عجيب.
وحيث إنني في المقال السابق أوضحت ما سيواجه صاحب الصندوق العادي سأجمل هنا ما أوضحه لي خبير بريدي.
رفع رسوم صناديق البريد لم يكن 100 في المئة بل 4 آلاف في المئة!!، الزيادة فقط، نعم أربعة أمامها ثلاثة أصفار، كل صفر “يطق بأصبع” لصفر الاتصالات السعودية الشهير.
كيف؟
على النحو الآتي:
(1- شريحة العوائل تم زيادتها من100 ريال في السنة الى 300 ريال للمدة نفسها أي أن الزيادة 200 في المئة.
2- شريحة المؤسسات وبدلاً من الرسم السابق 100 ريال تم زيادتها لتصبح ألف ريال أي أن الزيادة 900 في المئة.
3- أما الشركات والبنوك والمصالح الحكومية فالرسم انتقل من 100 ريال فقط إلى 3 آلاف ريال أي أن الزيادة بلغت 2900 في المئة.
وبمعادلة بسيطة جداً نجد أن مجموع الزيادات في خدمة الصناديق هي 4 آلاف في المئة!!.).
هل يعقل هذا ونحن ما زلنا نتحدث عن صناديق يذهب إليها المشترك بنفسه ليحصل على بريده!!
لا بد من أن هناك سوء فهم لمعنى التحول إلى مؤسسة، وهو الفهم الغريب نفسه لمعنى التخصيص، فهذا الأخير فُهِم على أنه وضع الجزء الأكبر من الحمولة على ظهر المستفيد من الخدمة مع “توسيع صدور” العاملين عليها أو بعض منهم على الأقل، أما التطوير فهم مجرد وعود وإلا بالله عليكم ماذا يمكن تطويره في صندوق بريد يذهب إليه المشترك بنفسه بحسب أوقات دوام المؤسسة، هل سيتم زيادة أبعاده أو صناعته من الخشب “المهوجني”، ربما سيتم تحويل قفله إلى أرقام بدلاً من المفاتيح! تخفيفاً على جيب المشترك الذي يدّعى الكل خدمته.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط