هناك تخبط واضح في مؤسسة البريد السعودي، لا نعلم هل هو مقصود لذاته، لتمرير إجراء ما، أم انه نتيجة لتخبط إداري داخلي يشمل المؤسسة بالكامل؟ وهناك أيضاً “عجن” إعلامي صحافي حول النشر عن سياسات التسعيرة الجديدة (إن جاز التعبير!) لهذه المؤسسة، خذ مثلاً ما نشرته بعض الصحف، ومن عناوينها فقط. في الأسبوع الماضي، نشرت جريدة “الرياض” خبراً تحت عنوان “البريد يرفع رسوم الرسائل إلى الضعف من دون إشعار مسبق”، جريدة الوطن في 11 من هذا الشهر كان لها عنوان آخر، إذ قالت في العنوان الفرعي: “أبقت على رسوم الاشتراك القديمة في الصناديق الفردية” وفي العنوان الرئيس قالت: “مؤسسة البريد السعودي تطور خدماتها وتصحح تكاليف الخدمة للمؤسسات والشركات”.
معاني الكلمات:
تصحح: بمعنى ترفع.
تطور خدماتها: ليس لها معنى على الإطلاق!
أما عدم المساس برسم الاشتراك للصناديق الفردية فهذا غير صحيح على الإطلاق.
وقبل أن ندخل في التفاصيل البريدية المملة، أحاول هنا أن أشرح لكم ما يهم الغالبية منكم في شأن الصناديق الفردية.
سياسة البريد “الاستراتيجية”!، هي تقنين استخدام الصناديق الفردية، ويعلم الجميع أن غالبية المواطنين والمقيمين، وبحكم تحويل الرواتب عن طريق البنوك، أصبحوا مجبرين على استخدام الصناديق البريدية، وصارت العائلات تجتمع في صندوق واحد، هؤلاء ستتم مساواتهم بالشركات، التي قال مدير العلاقات العامة في البريد لجريدة الوطن إنها تستخدم صندوقها لقرابة 30 ألف شخص!
لذلك – عزيزي صاحب الصندوق – سيتم السماح لصندوقك باستقبال عشرة أسماء فقط، وكل اسم جديد ستجبر على دفع 50 ريالاً إضافياً عنه في العام الواحد، الطريف أو “لي” عنق الحقيقة قول البريد إن الهدف خفض الكلفة على الفرد “الجديد”، إذ سيتمكن من الانضمام إلى الصندوق العائلي بـ50 ريالاً بدلاً من مئة ريال!
كل ذلك لتقديم “خدمة متميزة”!، مسكينة هذه الخدمة المتميزة، كلٌ يتعلق بعنقها حتى أصبحت ظاهرة تجدها في الخبر والإعلان، ولا تجدها على أرض الواقع.
ما كلفة صندوق البريد على المؤسسة؟.. لا نعلم الرقم الحقيقي لكنه “أخوالبلاش”، والسبب أن المواطن هو من يذهب مشياً او بسيارته إلى مراكز البريد، وهو من ينتظم في الصف بحسب أوقات دوام البريد ليحصل على البريد المسجل، البريد لا يصل إلى منزلك مثل كل دول العالم المتقدمة والمتأخرة، بل تذهب أنت إليه، ومع ذلك سيتم رفع رسومه عليك.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط